جانب من أحداث بني سويف

أكدت تحقيقات النيابة العامة المصرية، في أحداث العنف التي شهدتها قرية الديابة في بني سويف، بين بعض المسلمين والأقباط، أنها أحداث جنائية، ولا توجد بها أبعاد طائفية أو فتنة. وقال المتحدث باسم النيابة العامة أحمد الركيب، في بيان صحافي، الثلاثاء، إن المتهمين في الواقعة، البالغ عددهم 14 شخصًا، أسندت إليهم النيابة العامة اتهامات بارتكاب جرائم الشروع في القتل العمد، والتجمهر، والحريق العمد، والبلطجة، والترويع، وحيازة أسلحة نارية من دون ترخيص، وذلك بعدما انتهت النيابة من استجوابهم ومواجهتهم بالأدلة على تلك الاتهامات.
وكشفت التحقيقات، أن سبب المشاجرة هو إنشاء سيدة مسيحية لمطب صناعي أمام مسكنها، تسبب في ارتطام بعض الأشخاص به أثناء مرورهم فوقه، مما تسبب في مشادات بين الأهالي، تم خلالها إطلاق أعيرة من أسلحة خرطوش، مما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص، وحرق عدد من المنازل والمحلات، فيما ألقت قوات الأمن القبض على 14 متهمًا من الطرفين، الأحد، وتم ضبط سلاح ناري وطلقات مع أحد الأقباط المتهمين بإثارة الفتنة في القرية ويُدعى جرجس عبدالله.
وتمكنت الجهود الشعبية غير الرسمية، من حلّ الأزمة في القرية، من خلال عقد جلسة صلح عرفية، كمبادرة لتهيئة الأجواء حقنًا للدماء، إلى حين عقد جلسة صلح نهائية بحضور الأمن، ضمت ممثلين عن المسلمين والأقباط في القرية ورجال الدين من المسلمين والمسيحيين.
وأفاد التلفزيون المصري، أنه تم عقد الجلسة مساء الإثنين، في كنيسة مار جرجس في الواسطى، وتم خلالها الاتفاق على شرط جزائي قدره مليون جنيه، في حال تعدي أي من الطرفين على الآخر، إلى حين عقد جلسة صلح عرفية نهائية بحضور الأمن، وقام بالتوقيع من الطرف الأول من المسلمين عبدالله عبد العزيز، أحمد سالم سلامة، علي جمعة خليل، إبراهيم فهمي إبراهيم، بركات أحمد دسوق، ومن الجانب القبطي نادي غالي حنا، ناصر الدين بسخرون، سعد فوزي أبو السعد، رشدي توفيق حنا، مجدي عبدالله نادي، في حضور المحكمين العرفيين، وبرعاية رابطة من العائلات.
وأعرب مجلس الوزراء، عن بالغ الأسى لأحداث العنف التي اندلعت بين عدد من المواطنين في مركز الواسطى في محافظة بنى سويف، مؤكدًا إدانته لكل أشكال العنف والتحريض التى تقود إلى إحداث فتنة بين أبناء الوطن الواحد، وأن الحكومة ستتصدى بكل حسم وحزم لكل محاولات بث الفرقة ونشر الفتنة.
وناشد مجلس الوزراء، جميع المواطنين إبداء المزيد من الحرص على دعائم الوحدة الوطنية، وأن يكونوا على وعي بالمحاولات التي يبذلها البعض لتشتيت الصف الوطني في هذه المرحلة المهمة والحرجة، التي تتطلب من الجميع ضبط النفس.