الرئيس المعزول محمد مرسي (يمين) ونائب الرئيس الموقت للعلاقات الدولية محمد البرادعي

القاهرة – أكرم علي أكد نائب الرئيس المؤقت للعلاقات الدولية، محمد البرادعي، أنه لا يطمع في الحكم ولن يترشح للانتخابات الرئاسية، قائلا "سأظل راعيا للثورة". ونفى البرادعي في حوار تلفزيوني السبت، ما نسب إليه من تصريحات يطالب فيها بالإفراج عن الرئيس السابق محمد مرسي، مؤكدا أنه تم تحريفها نتيجة لسوء الترجمة، مشيرًا إلى أنه طالب بالإفراج عن مرسي إذا لم يكن محكومًا عليه في جرائم خطيرة.
وناشد البرادعي جماعة الإخوان المسلمين بالانخراط في العملية السياسية، موضحًا أنه "ليس مع إقصاء أي فصيل من العملية السياسية حتى حزب النور، موضحًا أن هناك اتصالات دولية وداخلية بغية هذا الهدف.
وأعرب البرادعى عن رفضه التام لإنشاء أحزاب على أساس ديني، قائلا"يجب أن تكون مصر مدنية ديمقراطية"، كما وصف ما حدث أمام مدينة الإنتاج الإعلامي من
قبل مؤيدي الرئيس المعزول بأنه "عنف"، رافضًا حصار أي من مؤسسات الدولة.
وقال البرادعي في حوار تلفزيوني "إنه لا يسعى لأية مناصب جديدة، وأنه قبل منصب نائب رئيس الجمهورية عقب ضغط شديد من الشباب، مشيراً إلى أنه حان الوقت لتسليم السلطة لجيل الشباب".
وأضاف البرادعي، أن ثورة 30 حزيران/يونيو استكمالاً لثورة كانون الثاني/يناير المجيدة، مشيراً إلى أن سياسة مصر الخارجية ستنطلق تجاه الخليج ودول حوض النيل وأميركا اللاتينية والبرازيل.
وأضاف أنه لابد من التوافق الوطني للخروج من الأزمات الحالية، مشيراً إلى أن منظمة العفو الدولية أكدت أنه تم تعذيب 11 شخصاً في رابعة العدوية.
وتابع "أنا مع إجراء مصالحة مع قيادات الإخوان غير المتورطين في جرائم، ولكن إذا ثبت ارتكاب الإخوان لجرائم حقيقية فلابد من القصاص".
وبشأن الزيارات الخارجية للبرادعي قال "إنه يفضل أن تكون أول زيارة سيقوم بها لدول منابع حوض نهر النيل وبخاصة إثيوبيا بسبب أزمة المياه، مشيرًا إلى أن دول الخليج أيضا ضمن اهتماماته وذلك بسبب تدهور العلاقات معها على مدى الفترة الماضية".
وأشار نائب الرئيس محمد البرادعي إلى أن العلاقات مع أوروبا تسير بشكل جيد، وكذلك مع الولايات المتحدة، مشددًا على أن الوقت قد حان لوضع سياسة خارجية واضحة تبنى على المصالح المصرية في العالم كله.
وعن الرسالة التي يوجهها البرادعي للرئيس المعزول محمد مرسي، قال البرادعي" يا دكتور مرسي لو لديك تأثير لدى جماعتك، عليك أن تضغط عليهم لنبذ العنف والمشاركة في المصالحة الوطنية"، مشيرًا إلى أنه على الأطراف المؤثرة في الإخوان أن تدفع في سياق وحدة مصر والبعد عن الاقتتال الأهلي".
وعن قرار فض الاعتصام أكد البرادعي أن "القرار ليس قرارا أمنيا وإنما قرار سياسي أمني يجب أن يتوافق عليه الجميع، مشددًا على ضرورة استنفاد الوسائل كلها قبل استخدام الحل الأمني في فض الاعتصام".
وأشار إلى أن علاقته بالنائب الأول لرئيس الوزراء، القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبد الفتاح السيسي، جيدة جدًا، وأن الفريق الرئاسي متناغم بقوة.
ونفي البرادعي أن يكون قد هدد باستقالته، وأنه سيتم التعامل مع الاعتصامات بالقانون، مشددًا على أن اللجوء لفض الاعتصام سيكون الخيار الأخير بعد استنفاد الحلول كلها.
وأوضح أن السلطة الانتقالية تعمل بغية تحقيق العدالة الانتقالية وليس الانتقامية، موضحا أن الفريق السيسي أصر على أنه لا يريد الترشح للرئاسة، وأنه سعيد بكونه ضابطًا بالقوات المسلحة.
ولفت البرادعي إلى أنه يعمل على خلق إطار توافقي بشأن الدستور يجمع اليساري والليبرالي والإخواني والسلفي، في ضوء دستور توافقي يقوم على المبادئ الكونية والإسلامية، موضحا أنه يعارض وجود أحزاب على أساس ديني ولكنه لا يعارض وجود أحزاب ذات مرجعية دينية لا تحتكر الحديث باسم الله أو باسم الإسلام.
واستطرد "هناك توافق بين رئيس الجمهورية ونائب رئيس الجمهورية والفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع على حماية المصريين وعدم السماح بترويعهم وضبط الأمن وكفالة حرية التظاهر والاعتصام في ضوء القانون"، موضحًا أن ذلك سيتم بنبذ العنف من خلال جميع الأطراف.
واختتم البرادعي حديثه بدعوة الجبهة الوطنية للإنقاذ باستمرار العمل تحت المظلة التي جمعتهم، داعيا الجبهة بخوض الانتخابات البرلمانية بقائمة موحدة