وزير الدفاع البريطاني ديفيد هاموند

أكد وزير الدفاع البريطاني ديفيد هاموند، أن محاولة لندن تسليح المقاومة السورية، قد يجرها إلى التورط في حرب هناك، وأنه لا توجد خيارات سرية عند درس أفضل الخيارات تجاه الوضع في سورية، وأنه من غير المرجح إرسال جنود بريطانيين. وقال هاموند، "أعتقد أنه من المستبعد جدًا أن نرسل قوات بريطانية إلى سورية، ولكن ينبغي ألا نتخذ أي خيارات سرية، وأن دور الجيش ووزارة الدفاع يتمثل في التخطيط لما هو محتمل وممكن، وليس من دورنا أن نقرر الكيفية والوقت الذي قد يتطلب فيه الأمر إرسال قواتنا للقيام بدور ما، ولكن علينا التأكد من أن رئيس الوزراء ومجلس الأمن القومي لديهم أكبر قدر ممكن من الخيارات الصريحة التي تمكنهم من استخدام الخيارات العسكري، في إطار مجال أوسع من المبادرات الدبلوماسية والسياسية، في محاولة لتحقيق ما نريد أن نحققه وهو السلام والاستقرار في هذه المنطقة من العالم".
واعترف رئيس الأركان للجيش البريطاني السابق ديفيد ريتشاردز، الخميس، في حفل عسكري رسمي في لندن لتسليم مهام منصبه إلى الجنرال السير نيكولاس هاوتون، بأنه ينبغي على بريطانيا أن تقوم بعمل ما إزاء مخزون الأسلحة الكيميائية في سورية، فيما حذر رئيس الاستخبارات، الأسبوع الماضي، من إمكان وقوع ترسانة الأسلحة الكيميائية في سورية في أيدي مليشيات تنظيم "القاعدة" في حال سقوط نظام بشار الأسد، ومن أن النتائج المترتبة على ذلك قد تكون "كارثية".
ووصف الجنرال ريتشاردز الوضع في سورية بأنه "مأساة إنسانية ضخمة"، قائلاً "إن أهم ما ينبغي عمله هو احتواء الوضع، ولا سيما في البلدان المجاورة مثل لبنان والأردن، وأن بريطانيا لن تقوم بعمل شيء وحدها، وأنها ستعمل مع حلفائها وتحديدًا الولايات المتحدة"، مضيفًا ردًا على سؤال بشأن ما إذا كانت بريطانيا قد تتورط في حرب من أجل تأمين الأسلحة الكيميائية، "أنه لو حدث ذلك فإن ذلك سيكون في إطار مصالح بريطانيا، ولكن الأهم هو أن ذلك سيكون من أجل مصلحة الشعب السوري".
وقالت لجنة الاستخبارات والأمن البرلمانية، التي تراقب أنشطة أجهزة الاستخبارات البريطانية برلمانيًا، أن هناك مخاوف خطيرة بشأن أمن مخزون الأسلحة الكيميائية الذي تكدسه الحكومة السورية، فيما رأى عضو اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية السير منزيس كامبل، أن تصريحات ريتشاردز الصريحة تؤكد مخاوف الكثيرين في البرلمان.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أخيرًأ، أن بلاده لا تستعد لحرب في سورية، وأن ما تفعله هو مساعدة المعارضة الرسمية الممثلة للشعب السوري، وأن بريطانيا تقوم بتدريبهم وتقديم النصح لهم، في حين قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني أيضًا، أنه قد لا يكون هناك حسم عسكري في سورية، وأن التركيز لابد وأن ينصب على إيجاد حل سياسي، وأن هدف الحكومة البريطانية يتمثل في إنهاء معاناة الملايين من المدنيين الأبرياء،ودعم هؤلاء الذين يريدون بناء ديمقراطية سلمية في "سورية الموحدة"، وأن الحكومة تشارك الجنرال ريتشاردز قلقه بشأن الموقف المعقد الذي تشهده سورية، وأن هناك العديد من التحديات ولكن بريطانيا ستواصل العمل مع حلفائها بجدية من أجل إيجاد حل سياسي لأن هذا هو الحل الصحيح.