دمشق - جورج الشامي
دعا الناطق باسم تنظيم "القاعدة" آدم غدن الملقب بـ"عزام الأميركي" الثوار الإسلاميين في سورية إلى رفض وجود أي نظام ديمقراطي مستقبلًا في البلاد، مدّعيًا أن وجود حكومة بهذا الشكل يعتبر "مؤامرة" تهدف إلى إضعاف المسلمين، فيما استنكرت لجان التنسيق المحلية تجاوزات الحركات "الجهادية" ولا سيما عناصر "دولة الشام والعراق الإسلامية" في عدد من المناطق "المحررة" ، في حين أمهل الجيش الحر "دولة الإسلام" يومًا واحدًا لتسليم قاتل القائد العسكري كامل حمامي الملقب بـ"أبو بصير" الذي اغتيل قبل أيام وكشف "عزام الأميركي" (34 عامًا)، في فيديو بث على الشبكة العنكبوتية، أن "سورية ستكون الهدف الإرهابي المقبل لهم كتنظيم، وأن السيطرة على سورية هي الهدف المقبل في مخطط الجماعة، للقيام بثورة إسلامية في بلاد الشام، وأن سورية هي المحطة المقبلة بعد ليبيا بالنسبة إلى الثوريين الجهاديين"، فيما حثّ فصيل الثوار "الجهاديين" المتنامي في سورية، على عدم التعاون مع الثوار العلمانيين المدعومين من قبل الغرب، الذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفًا "يجب أن يدرك أشقائي في سورية وأن يكونوا متأكدين من أن معركتهم هي في الأساس ضد اليهود، وضد هؤلاء الذين يدعمونهم من الدول الغربية الصليبية وعملائهم، مثل النظام السوري الحالي وباقي الأطراف المماثلة، وأن الإطاحة بهذا النظام تعتبر خطوة على طريق إلحاق الهزيمة بإسرائيل واسترداد القدس والمسجد الأقصى" ولفت غدن، الملاحَق من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي، إلى أنه "يتعيّن على ثوار سورية الإسلاميين أن يضعوا القدس، ويافا، وغزة، والخليل، والجولان، وحيفا نصب أعينهم، وأن يبقوا على الأسلحة والذخيرة الموجودة بين أيديهم، وألا يسلموها إلى أي أحد، حتى بعد سقوط النظام، نظرًا إلى ما سيحدث بعد ذلك من معارك وانتصارات ستتحقق لمصلحتهم، وكذلك عدم ترك السلاح إلى أن يتم تحرير كل الأراضي الفلسطينية في نهاية المطاف، وألا يدعم الثوار السوريون تلك الجهود التي تقوم بها أميركا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وإسرائيل والأمم المتحدة، للحفاظ على مصالحهم في سورية، وعدم تلقي أي دعم من دول الخليج وتركيا للتعاون مع الثوار، ورفض وجود أي نظام ديمقراطي مستقبلًا في سورية"، مدّعيًا أن وجود حكومة بهذا الشكل يعتبر "مؤامرة" تهدف إلى إضعاف المسلمين وأكد قادة إسلاميون، لوكالة الأنباء الألمانية، أن مئات من "المجاهدين" الأجانب يتدفقون إلى سورية عبر تركيا، لتعزيز المعارضين المقاتلين هناك للإطاحة بالرئيس الأسد، حيث قال زعيم الحركة السلفية الجهادية في الأردن محمد الشلبي الملقب بـ"أبو سياف"، إن قرابة مائتين من الأردنيين المتشددين قد عبروا إلى سورية، على مدار الشهر الماضي من تركيا، ليرتفع العدد الكلي للأردنيين الذين يقاتلون إلى جانب المعارضين الإسلاميين إلى أكثر من 700 فرد، وأن المزيد والمزيد من الشباب يستجيبون للنداء لأي دفاع عن إخوانهم وأخواتهم المسلمين في سورية، ويواصلون إيجاد طرق للوصول إلى هناك" ومن المتوقع أن ينضم الوافدون الجدد إلى "جبهة النصرة" الإسلامية، التي لعبت دورًا كبيرًا في القتال ضد القوات السورية خلال الأشهر الأخيرة، حيث أفاد القائد في الجبهة نور الدين الحلبي، أن نحو 1200 مقاتل أجنبي وعربي قد عبروا إلى سورية عبر تركيا، على مدار الثلاثة أسابيع الأخيرة، ويقاتلون حاليًا إلى جانب المسلحين الإسلاميين في حمص ودرعا ودمشق يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه الأردن تنفيذ حملة أمنية صارمة على طول حدوده الجنوبية مع سورية، حيث ترددت أنباء أنه تم اعتقال 50 شخصًا يُعتقد بأنهم مسلحون إسلاميون كانوا يحاولون العبور إلى سورية خلال الشهر الماضي وأصدرت لجان التنسيق المحلية في سورية، السبت، بياناً استنكرت فيه "تجاوزات الحركات الجهادية، ولا سيما عناصر (دولة الشام والعراق الإسلامية) في عدد من المناطق المحررة، ومحاولة فرض آرائهم وخياراتهم على المواطنين بالقسر والشدة، إلى حد بلغ أحيانًا درجة القتل العمد، والدليل ما جرى أخيرًا في بلدة الدانا في إدلب، وفي مدينة تل أبيض في محافظة الرقة، واغتيال قيادي في الجيش الحر في اللاذقية" وتساءل بيان لجان التنسيق عن مبررات وأهداف هذه الممارسات، ورأى أنها "تصبّ في مصلحة النظام السوري عن طريق انتشار الانقسامات والفوضى في المناطق المحررة، والتي سيوظفها في تخويف السوريين ودول العالم من الثورة ومآلاتها، إذ شهدت بعض المناطق ردود فعل من قبل المدنيين والناشطين عبر التظاهرات التي بدأت بالخروج ضد هذه التجاوزات، والتي تمت مواجهتها بالعنف والقوة في بعض الأحيان" وقد أمهل الجيش السوري الحر، "دولة الإسلام في العراق والشام"، يومًا واحدًا لتسليم قاتل القائد العسكري كامل حمامي الملقب بـ"أبو بصير"، والذي اُغتيل في مدينة اللاذقية الجمعة، على يد شخص يُدعى أبو أيمن العراقي، يتبع لـ"دولة الإسلام".