الجزائر- خالد علواش
يستبعد الخبير الأمني بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديفيد بايمان حدوث ثورة اجتماعية في الجزائر، لكنه في المقابل يرى في تقريره الأخير عن المنطقة أن الجزائر تبقى مرشحة لتغيير جذري، واعتبر الخبير أن الجزائر دولة قوية في شمال إفريقيا، متسائلاً هل يمكنها الصمود إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية
في ربيع 2014، وهل ستحدث ثورة أم هيمنة المؤسسة العسكرية ستستمر؟ ووجه رسالة إلى السلطات الأميركية، مشددة على ضرورة أخذ البيت الأبيض احتياطاته من المرحلة القادمة التي ستعيشها الجزائر.
ويرى بايمان من خلال تقريره الحديث الذي حمل عنوان "الإرهاب في شمال إفريقيا قبل وبعد هجوم بنغازي"، أن السلطة في الجزائر تمكنت من امتصاص الغضب الشعبي، واستطاعت أن تقاوم الحراك العربي عبر القمع واستقطاب القوى المنافسة في إشارة إلى الإصلاحات التي باشرها الرئيس بوتفليقة مطلع 2011، وأشار الخبير الأميركي في تقريره أن الخوف من تكرار مأساة الإسلام المتطرف في تسعينيات القرن الماضي منع الجزائريين من الخروج إلى الشارع.
وعزز الخبير الاستراتيجي الأميركي حذره من مستقبل الجزائر، إلى ما شهدته البلاد خلال السنة الأخيرة بعد التغيير الحكومي بتنصيب عبد المالك سلال وموجة الاحتجاجات خاصة فئة الشباب التي تطالب بالشغل وحياة كريمة ومنها احتجاجات شباب الجنوب، وأضاف بايمان أن مرض الرئيس بوتفليقة وقرب مغادرته كرسي المرادية دافع أقوى للتخوف باعتبار أنه واجهة المؤسسة العسكرية، مشيراً إلى أن الجزائريين الذين أحبوا رئيسهم الذي ارتبط اسمه بالمصالحة الوطنية قد يطالبون التغيير الجذري في حالة رحيله.
ويقترح بايمان على البيت الأبيض أن تكون الجزائر أحد محاور سياسة أمنية أميركية إقليمية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وشمال إفريقيا، رغم تقديمه لها بالدولة القمعية والفاسدة والمرشحة للثورة، والتي تتوفر على مخابرات "غامضة ومخادعة"، وجاء في تقريره "المستقبل غير واضح، إن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة للثورة، وعدم الاستقرار أو استمرار الحكم من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية".
ودعا الخبير في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سلطات بلاده إلى دعم جهود الإصلاح والانفتاح السياسي عبر بوابة المنظمات غير الحكومية الداعمة لتعزيز الديمقراطية والقيم الليبرالية، وتعزيز التعليم المهني، وتواصل أفضل للشباب الجزائري مع العالم، مشيراً في ذات السياق إلى محدودية تأثير البيت الأبيض على طبيعة النظام الجزائري الذي يراه قمعياً.
وينصح بايمان حكومة بلاده إذا ما أرادت الحفاظ على مصالحها في الجزائر توسيع الاتصالات مع الحكومة والمجتمع المدني، بالموازاة مع البحث عن بدائل أخرى تضم التشاور مع المزيد من الحلفاء بشأن السياسات المشتركة، ومحاولة إيجاد حلول بديلة للاعتماد على الجزائر كمفتاح للقضايا الأمنية، منها الاعتماد على طائرات أمريكية بدون طيار.