دمشق - جورج الشامي
زارت مجموعة من حركة "طالبان باكستان" سوريّة لإقامة مقر لها، وتقييم "متطلبات الجهاد"، فيما أكّدت مصادر من المعارضة في الشمال السوري أن عشرات الشحنات من الأسلحة تدخل الأراضي السورية قادمة من تركيا في حماية عشرات المسلحين من قبل "هيئة الأركان"، وكشف عن الإعداد
لتطويع عدد من الشبان السوريين في صفوف الهيئة براتب يقدّر بحوالي الـ150 دولارًا، في حين افتُتح مكتب للاتصال تابع للائتلاف الوطني في ألمانيا، الأربعاء، وذلك بجهود وتمويل من الحكومة الألمانية ومعهد بيرغهوف.
وزارت مجموعة من حركة "طالبان باكستان" سورية لإقامة مقر لها وتقييم "متطلبات الجهاد"، وفق ما كشف مسؤول طالباني لـ"بي بي سي".
وقال المسؤول إن المقر أقيم بإشراف مقاتلين من أصول شرق أوسطية، حاربوا سابقًا في أفغانستان، وانتقلوا في السنوات الأخيرة إلى سورية.
وأوضح أن 12 مقاتلاً على الأقل من الخبراء في الحروب والمعلومات ذهبوا إلى سورية في الشهرين الماضيين.
وتشعر "طالبان" بأن المسلمين السنة الذين يشكلون غالبية سكان سورية يتعرّضون للاضطهاد من قبل حكومة بشار الذي يمارس الإجرام في حقهم على أساس طائفي بالدرجة الأولى.
وقال القائد البارز في عمليات "طالبان" و"منسق المقر السوري" محمد أمين، إنه تم تشكيل خلية لرصد "الجهاد" في سورية قبل 6 أشهر.
وقال إن الخلية حصلت على موافقة الفصائل المسلحة داخل وخارج حركة طالبان- باكستان، المعروفة محليًا باسم "تحريك طالبان- باكستان"، وهي منظمة تضم تحت لوائها جماعات مسلحة عدة.
وترسل الخلية "السورية" إلى باكستان "المعلومات وردود الفعل" على الصراع في سورية، على حد تعبير أمين، مضيفا أن المهمة "سهلها أصدقاؤنا في سورية الذين سبق أن قاتلوا في أفغانستان".
وشدّد أمين على أن مهمتهم هي "تقييم متطلبات الجهاد في سورية، وتنفيذ عمليات مشتركة مع أصدقائنا السوريين".
ومضى قائلاً: "هناك العشرات من الطامحين الباكستانيين للجهاد ينتظرون للانضمام إلى القتال ضد جيش الحكومة، ولكن النصيحة التي تلقيناها حتى هذه اللحظة هي أن في سورية ما يكفي من القوى المقاتلة".
وأكدت مصادر من المعارضة في الشمال السوري أن عشرات الشحنات من الأسلحة تدخل الأراضي السورية قادمة من تركيا في حماية عشرات المسلّحين من قبل "الأركان".
وكشف ضابط في "الأركان" أن من بين الذخائر المرسلة عبر الصناديق مُضادّات دروع ومضادّات طيران وقواذف (آر بي جي) وذخيرة مدفع 23 وطلقات روسية ورشاشات ومناظير ليليلية.
فيما لا يزال عدد من قادة الكتائب في "الحر" يَشْكُون من نقص الذخيرة التي غالبًا ما تكون سببًا في اضطرارهم للانسحاب من جبهات عدة.
وتساءل هؤلاء عن مصير تلك الشحنات وإمكان ذهابها لمخازن هيئة "الأركان"، في وقت تحدّثت فيه مصادر ميدانية في "الحر" عن اتهامات طالت البعض ببيع صواريخ لتجّار السلاح.
وفي سياق متصل، أشارت مصادر أن "الأركان" بصدد فتح مكاتب لها في المناطق المُحرَّرة، كاشفة عن الإعداد لتطويع عدد من الشبان السوري في صفوف الهيئة براتب يقدّر بحوالي الـ150 دولارًا.
وفي غضون ذلك، افتُتح مكتب للاتصال تابع للائتلاف الوطني في ألمانيا أمس الأول، وذلك بجهود وتمويل من الحكومة الألمانية ومعهد بيرغهوف.
وحضر الافتتاح جمهور من ممثلي غالب الجمعيات السورية والألمانية ذات الصلة، إضافة إلى جميع موظفي الخارجية ذوي العلاقة مع المكتب.
وكشف مصدر أنه يوجد في المكتب حاليًا مدير تنفيذيّ وموظفان لمساعدة السوريين في معاملاتهم، وخصوصًا مع قرب استقدام 5000 لاجئ إلى ألمانيا، مؤكدًا أن الكادر سيتوسّع أيضًا مع عملية الافتتاح التي تأخّرت سابقًا.
وكانت الحكومة الألمانية قدمت لـ"الائتلاف الوطني" مكتبًا مجهزًا في العاصمة برلين، وتم تعيين شاب ألماني اسمه إريك مونز متزوج من سورية مديرًا للمكتب، وذلك بعد "مسابقة" بين الألمان للفوز بهذه الوظيفة، والشاب الألماني سيكون منسقًا ومنفذًا لسياسة ممثل "الائتلاف" عند تعيينه.
وسبق أن وردت معلومة عن تعيين موظفين اثنين حتى الآن من ضمن كادر المكتب، أحدهما مختص بالمعاملات الإدارية والقانونية.