لندن ـ سليم كرم
لندن ـ سليم كرم
قال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند ،السبت إن الشعب البريطاني يعاني من التورط في حروب مطولة خارج الحدود بعد أكثر من عشر سنوات من القتال في العراق وأفغانستان. مضيفا أن أفغانستان باتت تمثل فيتنام بريطانية.
وتتوقع مصادر أن تشكل هذه التصريحات تحديا لرئيس الوزراء البريطاني أمام احتمالات إرسال قوات إلى سورية.
وتأتي تلك التصريحات هذه التصريحات في أثناء
زيارة له في القاعدة البريطانية الرئيسية في كامب باستيون بإقليم هيلماند الأفغاني. وفي ضوء حالة التوتر الشديدة التي تشوب العلاقة بين الغرب وروسيا بشأن الشرق الأوسط بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن استعدادها لتسليح قوات المقاومة في سورية بعد إعلان تأكيدها بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قاوم فكرة المزيد من التورط البريطاني في الصراع السوري على مدى العامين الماضيين بسبب الخوف من مقارنته برئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي تورط ببريطانيا في أفغانستان عام 2001 ثم في العراق بعد ذلك بعامين.
وسيستغل كاميرون قمة مجموعة الثمانية التي سوف تعقد في أيرلندا الشمالية للتحدث مع الرئيس أوباما بشأن أفضل السبل لتسليح المقاومة السورية التي تحاول منذ عامين إسقاط نظام بشار الأسد.
وأكد المتحدث باسم الحكومة البريطانية صباح السبت على أن ديفيد كاميرون أجرى بالفعل مناقشات ومشاورات مع كل أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا عبر ما يسمى بمؤتمر الفيديو.
وقال إنه وقبل ثلاثة أيام قامت تلك الزعامات بمناقشة الموقف في سورية وكيف يمكن لدول مجموعة الثمانية الاتفاق على العمل بغية مرحلة تحول سياسية لإنهاء الصراع في سورية.
يذكر أن بريطانيا كانت قد انخرطت تقريبا في صراعات متواصلة في الشرق الأوسط منذ هجمات 11/9 على الولايات المتحدة عام 2001. ومنذ ذلك الحين فقد بريطانيا 444 جندي من قواتها بالإضافة إلى الآلاف من المصابين بإصابات خطيرة.
ويقول وزير الدفاع البريطاني في مقابلة أجرتها معه صحيفة الديلي تلغراف البريطانية أنه يظن أن الشعب البريطاني سوف يتحفظ على هذا التورط المتواصل في مثل هذا النوع من الصراعات لفترة طويلة في المستقبل.
ووصف ذلك الوضع بأنه أشبه بظاهرة فيتنام التي طال فيها التورط الأميركي وبات أكثر تكلفة مما سبق تصوره وتخيله من قبل وتوقع بأن يكون هنا رد فعل معارض من الرأي العام لاحقا.
وأضاف هاموند أن الدرس الحقيقي المستفاد من أفغانستان يتمثل في أن الالتزام العسكري المطول كان من الممكن تجنبه لو أن الغرب كان على استعداد للتدخل قبل قيام تنظيم القاعدة بشن هجماته على البرجين في أميركا.
وقال أيضا لقد تعلمان من قبل أن التدخل الأقل حجما قد يجنب الحاجة إلى المزيد من التدخل الأكبر في مرحلة لاحقة.
وكان كاميرون أشار في مطلع هذا الأسبوع إلى احتمال سقوط الأسلحة في أيدي الإرهابيين وقال أن عناصر تنتسب إلى تنظيم القاعدة حاولت وتحاول الحصول على أسلحة كيميائية لاستخدامها في سورية.
يذكر أن بريطانيا تقوم في الوقت الراهن بتزويد المقاومة السورية حاليا بمعدات عسكرية غير قتالية ولكن وزير خارجيتها ويليام هيغ وكذلك فرنسا عملا معا على رفع حظر الاتحاد الأوروبي على الأسلحة للمقاومة السورية.
ومن المتوقع أن تزيد عمليات تسليح المقاومة السورية في أعقاب تأكيد الولايات المتحدة لكل من فرنسان وبريطانيا بأن جيش النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية ضد المقاومة. وقال هيغ أن على الغرب أن يفعل المزيد من أجل الضغط على النظام السوري حتى يجبره على التوصل إلى حل سلمي للصراع مع المقاومة ووقف نزيف الدماء الذي أودي بحياة 93 ألف سوري وفقا لتقرير الأمم المتحدة الأخير.
وتأتي تصريحات وزير الدفاع البريطاني في وقت يتعرض فيها لمطالبات بخفض نفقات وزارته في إطار مراجعة نفقات الوزارات البريطانية وتعد وزارته واحدة من الوزارات القليلة التي لم تعلن بعد موافقتها على خفض النفقات.
وكان هاموند قد حذر في الشهر الماضي من أن المزيد من خفض نفقات وزارة الدفاع البريطانية سوف يضر بقدرات بريطانيا العسكرية، في ضوء تخفيضات الميزانية الراهية فإن عدد أفراد الجيش البريطاني سوف ينخفض بمقدار الخمس ليصل إلى 82 ألف جندي وهو أقل عدد للجيش البريطاني منذ نهاية القرن التاسع عشر.