الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي

ارتفع عدد قتلى المواجهات التي بدأت الأربعاء بين الجيش اليمني وعناصر تنظيم"القاعدة" في محافظة حضرموت(شرق البلاد) إلى 12 قتيلاً، بينهم قائد عسكري وجنديان، في وقت هنأ فيه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي  قادته العسكريين والأمنيين لمناسبة ما اعتبره انتصاراً حققه الجيش على مسلحي التنظيم، مؤكداً أن معركة بلاده مع الإرهاب مصيرية ويجب أن تخوضها مهما كلفها من تضحيات.
وشن الجيش اليمني، الأربعاء، هجوماً على معاقل لتنظيم"القاعدة" في بلدة غيل باوزير والتي يعتقد أن عناصر التنظيم فيها مسؤولة عن عمليات الاغتيالات التي طاولت قادة عسكريين وأمنيين في محافظة حضرموت خلال العامين الأخيرين، وكان آخرها اغتيال قائدين رفيعين قبل أيام وسط مدينة سيؤن(كبرى مدن وادي حضرموت).
وأكدت مصادر محلية في  غيل باوزير لـ"العرب اليوم" أن عناصر من "القاعدة" نفذوا كمينا للحملة العسكرية التي استهدفت أحياء شرقي البلدة ودمروا سيارتين تابعتين الجيش ما أدى إلى مقتل قائد الحملة المقدم  غالب المنصوب وجنديان معه وإصابة خمسة آخرين من جنود اللواء 27 ميكا".
وذكرت المصادر "أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى المنطقة بعد الكمين ضمت مدرعات ودبابات وعشرات من الجنود، حيث خاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحي"القاعدة"  وتمكنت من طردهم والاستيلاء على المناطق التي يتمركزون بها". مشيرة إلى" مقتل ثمانية من على الأقل من عناصر التنظيم وقياداتهم المحليين، وفرار عدد آخر منهم باتجاه المزارع المنتشرة في محيط البلدة".
وأوضحت المصادر نفسها "إن مدنياً قتل خلال المواجهات بين الجيش والمسلحين وأصيب آخر، مؤكدة أن الوضع بات أكثر هدوءاً مع حلول المساء، لكنها لم تستبعد أن  يعيد مسلحي "القاعدة" تجميع عناصرهم ليخوضوا مواجهات ليلية مع قوات الجيش التي أخذت في مطاردتهم، مطلقة تحذيرات للأهالي لتجنب مناطق الاشتباكات".
من جهتها أكدت المصادر العسكرية الرسمية، مقتل قائد الحملة المقدم غالب المنصوب وإصابة خمسة جنود آخرين وقالت "إن وحدات عسكرية وأمنية مشتركة نفذت حملة في مديريتي غيل باوزير والشحر مستهدفة "أوكاراً  للجماعات الإرهابية المسلحة" التابعة لتنظيم "القاعدة".
وأكدت تلك المصادر بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية"أن الحملة كانت ناجحة  وأسفرت عن مقتل سبعة من قيادات وعناصر الإرهاب من" القاعدة" وجرح عدد كبير منهم، كما تم تدمير مخازن أسلحة لهم والاستيلاء على عدد من الأطقم(السيارات) والمتفجرات والدراجات النارية التي تستخدم في عمليات الاغتيالات الدنيئة والجبانة". بحسب قولها.
وتأتي هذه العملية للجيش اليمني بعد أيام من اغتيال قائدين رفيعين أحدهما عسكري والآخر أمني في محافظة حضرموت التي كانت شهدت اغتيالات مماثلة خلال العامين الأخيرين، فيما كانت وزارة الداخلية اليمنية ومصادر دبلوماسية واستخبارية غربية حذرت قبل نحو أسبوعين من مخطط لتنظيم"القاعدة" للاستيلاء على مديرية غيل باوزير وإعلانها إمارة إسلامية".
في غضون ذلك، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن بلاده تخوض حرباً مصيرية مع تنظيم"القاعدة" ولابد أن تنتصر فيها مهما كلفها من تضحيات.
جاء ذلك خلال برقية تهنئة بعثها هادي، مساء الأربعاء، إلى قيادات الجيش في بلاده، لمناسبة التقدم الذي حققته عملية الجيش الأخيرة في حضرموت ضد"القاعدة" والذي اعتبره هادي ضمن" النجاحات المتواصلة في حفظ أمن واستقرار الوطن".
وخاطب الرئيس اليمني بحسب ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية قادة الجيش والامن بالقول " إن ما أنجزتموه اليوم من أعمال بطولية وتوجيهكم الضربة العسكرية الموفقة والقاصمة للمجاميع الإرهابية من تنظيم القاعدة في مديريتي غيل باوزير والشحر دليل ساطع على يقظتكم الأمنية واقتداركم المهني وأهليتكم في أداء واحد من أهم وأعظم الواجبات الوطنية والدينية المقدسة، التي أوكلها الشعب إليكم مؤتمناً لكم فيها على حياته وحماية مقدراته وأمنه وسلمه الاجتماعي".
وأكد هادي أن بلاده تخوض حربا مصيرية وحاسمة مع الإرهاب، وقال" إن معركتنا اليوم مع الإرهاب مصيرية وحاسمة ويجب أن نخوضها بجدارة مهام كلفتنا من تضحيات" مؤكداً أن الشعب اليمني يقف مع الجيش في هذه المعركة الوطنية ضد تنظيم"القاعدة".
على صعيد آخر، قتل أربعة يمنيين بينهم جنديان، في محافظة مأرب، إثر تبادل لإطلاق النار بين جنود في نقطة تفتيش ومسلحين قبليين رفضوا الانصياع لأوامر عدم حمل السلاح في المدينة، وقالت مصادر أمنية لـ"مصر اليوم" إن جنديين من أفراد قوات الأمن الخاصة قتلا خلال تلك  الاشتباكات كما قتل اثنان من المسلحين القبليين وأصيب ثلاثة آخرون".