الإسماعيلية - يسري محمد
أدلى قائد كتيبة تأمين سجون وادي النطرون العقيد أيمن فتوح بشهادته أمام محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية أثناء نظر قضية هروب الرئيس محمد مرسي من سجن وادي النطرون، مؤكدًا أن لهجة المهاجمين كانت غير مصرية، وأنهم كانوا ملثمين، وأن بعضهم كان يرتدي زي منتقبات، وأعلن أن المهاجمين عزلوا كتيبة الإمدادات عن بقية قوات الامن واقتحموا مخزن الأسلحة، وأنهم كانوا على مستوى عالٍ جدًا من
التدريب، في حين كشف رئيس مباحث ملحق وادي النطرون 2 المقدم أحمد عبد الفتاح الوكيل حقائق جديدة عدة أمام جنح مستأنف الإسماعيلية فيما يتعلق بهروب السجناء من سجن وادي النطرون أثناء ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير.
وتنشر "مصر اليوم" نص شهادة قائد كتيبة تأمين سجون وادي النطرون، والتي جاءت كما يأتي:
رئيس المحكمة: ما طبيعية عملك وقت الأحداث؟
الشاهد: أنا كنت قائد كتيبة تأمين سجون وادي النطرون.
رئيس المحكمة : ما هو تخصصك الوظيفي حين ذلك؟
الشاهد: حماية المنطقة السجون نفسها بطريقة ومعين عليها خدمات من المجندين لتأمين كل سجن.
رئيس المحكمة: أنت مش مصلحة السجون قوات أمن
الشاهد: قوات أمن السجون
رئيس المحكمة: منذ متى وأنت تباشر ذلك العمل؟
الشاهد: أنا اتعينت في شهر آب/ أغسطس قائد الكتيبة حتى شهر أيار/ مايو2011 بعد إصابتي بجلطة في القلب.
رئيس المحكمة: حدثنا بشكل مفسر عن طبيعة منطقة سجون وادي النطرون.
الشاهد: منطقة سجون وادي النطرون فيها 5 سجون 4 موجودين في مكان وفي سجن على الطريق بيبعد 15 كيلو عن المنطقة ساعة الأحداث كان هناك 3 سجون شغالة فقط سجن 430، 440، ملحق 1 دلوقتي في ملحق 2 اشتغل في المنطقة لكن سجن 2 الصحراوي يبعد حوالي 12 كيلو عن المنطقة.
رئيس المحكمة: ما هو عدد الذين يقضون عقوبة داخل هذه المنطقة؟
الشاهد: أنا ماليش علاقة بالمساجين.
رئيس المحكمة : ما هي الإجراءات التي تقوم باتخاذها كتيبة التأمين لتوقي أي محاولة اقتحام؟
الشاهد: كتيبة تأمين السجون وظيفتها حماية الأبراج بتاعت السجون إذا حصل اعتداء المفروض في جهتين بيتدخلوا تدخل سريع لنجدتي قوات أمن السادات والأمن المركزي، أنا بتدخل ومعايا القوات بتاعتي وبخطر الأمن المركزي عشان يجي ينجدني
وأنا عايز أقول لأنه بيبقى فيه أثناء التأمين قوات قتالية من الأمن المركزي وقوات فض، وأنا مسئول عن الفض فقط.
رئيس المحكمة: أين كنت يوم 29 كانون الثاني/ يناير 2011؟
الشاهد: أنا كنت موجودًا في منطقة سجون وادي النطرون لتأمينها.
رئيس المحكمة: ما هي معلوماتك بشأن وقائع وأحداث اقتحام تلك المنطقة التي أدت إلى هروب السجناء أثناء ذلك؟
الشاهد: من يوم 28 كانون الثاني/ يناير فيه قلق في السجون بنتعامل معاهم بيهدا ونتعامل لغاية يوم 29 حصل هيجان في 4 سجون منطقة إشرافنا وفوجئنا بعربيات ولوادر دخلت واقتحمت المنطقة وعملوا مجموعات قطع وعزل عزلوا بيها الكتيبة اللى فيها الامدادات بتاعت الذخيرة عشان الامدادات متوصلناش لأن لما بيجيلي إخطار أن فيه اقتحام من ناحية أنا بتحرك عليه وهو شتتنا واقتحم كذا حتة، وأول لما دخل قطع الكتيبة تماما ودخلوا وابتدوا يتعاملو معانا اول حاجة عملوها قطعوا وعزلوا الكتيبة عشان ميوصلش منعوا إمداد ليا أو أنا أرجعلها وحصل اشتباك بيني وبينهم استمر تقريبًا 3 ساعات انتهت بأن أنا ذخيرتي خلصت ومش قادر أدخل إمداد لأن كان فيه مجموعات جامدة واقفة قدام الكتيبة واقتحموا مخزن السلاح وأخذوا السلاح اللي فيه وبعد كده دخلوا أخذوا المسجونين اللي خرجوا.
رئيس المحكمة: أخذوا مساجين بعينهم؟
الشاهد: معرفش مشوفتش.
رئيس المحكمة: وبعدين
الشاهد: المنطقة اقتحمت وخرجت المساجين السياسي والجنائي وانطلقوا بعد كده وحصل حرايق والسجون كلها اتحرقت حرقوا السجون كلها.
حصل يوم 28 ابتدا السجناء يعملوا تجمهر إلى أن جه يوم 29 صباحًا يوم 30 حوالي الساعة 3 ونص إلى 4 صباحًا فوجئنا بمجموعات ولوادر واشخاص ملثمين ومسلحين وعندهم دراية بالمنطقة قاموا باقتحام المنطقة وعملوا مجموعات قطع وعزل للكتيبة واشتبكوا معايا وإحنا اشتبكنا معاهم استمر الاشتباك لمدة 3 ساعات لغاية لما نفذت الذخيرة وبعد كده اقتحموا الكتيبة وسرقوا السلاح وهروب السجناء وعملنا محضر وجت النيابة وعاينت والأدلة الجنائية جت.
رئيس المحكمة: ما هو عدد السيارات والأشخاص الذين قاموا باقتحام المنطقة؟
الشاهد: هما كانوا كتير مقدرش أحدد.
رئيس المحكمة: صف لنا هؤلاء الاشخاص على وجه التحديد
الشاهد: هما أشخاص فيهم لابسين جاكيت على جلباب فيهم أشخاص كانوا لابسين جينز وكانوا ملثمين.
رئيس المحكمة: ما هي الإجراءات التي قمت باتخاذها لمنع الاقتحام؟
الشاهد: المسئول عن التامين المسلح للسجن هو الأمن المركزي والأمن المركزي يوم 28 انهار، وبالتالي مكنش فيه تأمين وإحنا متخاذلناش وفعلاً ودافعنا بكل ما أوتينا من قوة لكن الناس اللي كانت جاية دي أعداد كانت مدربة تدريبًا جيدًا جدًا وعاليًا، وعارفين جغرافية المكان وداخل وهو عارف رايح فين، يعني مش داخل بيدور.
رئيس المحكمة: ما هو عدد قوة التامين التي كانت مرافقة لك أثناء الاقتحام؟
الشاهد: في كل سجن عدد من الأبراج في كل برج عسكري مجند معاه بندقية آلية، وهناك الأفراد الدرجة الأولى والمباحث على البوابات، والبرج مقفول على المجند بمعرفة الحكمدار، ولا يخرج ولا يدخل غير لما نفتح له.
رئيس المحكمة: عدد الابراج كثير؟
الشاهد: هو تقريبًا سجن 430 كانوا 17 برجًا وسجن 440 تقريبًا 16 برجًا وسجن ملحق واحد 6 أبراج والأبراج تبنى على مساحة السجن وكل ما كبرت مساحة السجن اتبنت الأبراج وأنا عايز أقول إن الأبراج بتبقى مقفولة على المجند بمعرفة الحكمدار، وميقدرش يطلع ولا ينزل إلا لما إحنا نفتح له.
رئيس المحكمة: هل تعاملت الأبراج مع المتهمين؟
الشاهد: تمام يا فندم.
رئيس المحكمة: وماذا أسفر عنه التعامل؟
الشاهد: القوات تعاملت مع المتهمين حتى نفاد الذخيرة، وتمكنت المجموعات من دخول السجون وهروب المساجين وحرقوا السجن وسرقوا السلاح.
رئيس المحكمة: جنسية وهوية المتهمين؟
الشاهد: فيها لهجة غير مصرية.
رئيس المحكمة: هل دار بينك وبين المتهمين حوار؟
الشاهد: لا.
رئيس المحكمة: من أين توصلت إلى لهجة المتهمين؟
الشاهد: هو كان في حوارات بين أطراف متهمين مع بعضهم فعرفت من خلالها.
رئيس المحكمة: ماهو التسليح المسلحة به الكتيبة؟
الشاهد: بالنسبة إلى المجندين يتم تسليحهم بالبنادق الآلية وبالنسبة إلى الضباط حسب طبيعة التعامل اللي يتم التعامل به.
رئيس المحكمة: هل تمكنت القوات المقتحمة من شلل الكتيبة؟
الشاهد: هما عملوا مجموعة قطع وعزل للكتيبة لأن دي اللي فيها الإمداد وهما داخلين وعارفين رايحين فين.
رئيس المحكمة: صف لنا كيفية شلل الكتيبة.
الشاهد: هما المقتحمين تمكنوا من شلل الكتيبة باستخدام طريقة القطع والعزل، وقاموا بمحاصرة الكتيبة بسيارات مسلحة وأشخاص مسلحة بالبنادق الآلية، وأعتقد أنه كان هناك سيارات مثبت عليها جرينوف.
رئيس المحكمة: ما هي عداد السيارات التى كان مثبتًا عليها السلاح الجرينوف؟
الشاهد: أنا مقدرش أحدد.
رئيس المحكمة: هل خلت الكتيبة من القوات التي تقوم بحمايتها؟
الشاهد: الكتيبة لم تخلُ من الأشخاص وإحنا اتعاملنا وباب مخزن السلاح الولد دخل وقفل على نفسه عشان يحمي السلاح، ودخوا عليه وضربوا الباب والنيابة جت وعاينت آثار الاقتحام.
رئيس المحكمة: هل أسفر الاقتحام عن إصابات لدى القوات؟
الشاهد: لا يا فندم.
رئيس المحكمة: غير الطبيعي أن يحدث التعامل بين القوات والمتهمين ولم يسفر عن إصابات.
الشاهد: القوات اللي كانت جاية مدربة تدريبًا عاليًا، واتخذت سواتر طبيعية واصطناعية لغاية نفاذ ذخيرتي.
رئيس المحكمة: ما هو قصدك في عبارة سواتر طبيعية واصطناعية؟
الشاهد: السواتر الطبيعية مثل الأشجار والأرصفة أما الاصطناعية فهي اللوادر التي كانت مع المتهمين والسيارات اللي كانوا داخلين بيها.
رئيس المحكمة: هل تم إصابة أي شخص من الأشخاص المتهمين؟
الشاهد: هما كانو جايبين معاهم عربيات إسعاف لكن معرفش إذا كان فيهم.
رئيس المحكمة: صف لنا على وجه التحديد الأدوات التي قام باستخدامها المتهمون أثناء الاقتحام.
الشاهد: لوادر وسيارات في منها كان عليه جرينوف مثبت وعندما دخلوا السجون كان في معاهم عتلة ومرزبة والحاجات اللي بتفتح الباب والبنادق الآلية كانت معاهم وسيارات الإسعاف وكان فيها دكاترة أو ناس لابسة جاكت أبيض.
رئيس المحكمة: ما هي حالة الرؤية أثناء وقت الاقتحام
الشاهد: هو كان بليل والرؤية كانت واضحة مع أننا كنا بليل ولكن المنطقة كلها منورة.
رئيس المحكمة: ما هي التلفيات التى لحقت بالمنطقة؟
الشاهد: هما حرقوا السجون كلها عقب عملية الاقتحام.
وقال رئيس المباحث لدى إدلائه بشهادته أمام رئيس المحكمة "أنا كنت رئيس مباحث سجن 2 صحراوي ومسؤول عن تأمينه من الداخل وتفتيش المساجين وأي معلومات داخلة للمساجين
خاصة بالسجن وتأمينه من خلال سجناء سياسين أو جنائي".
وأوضح "أن يوم 25 كان هناك ثورة فكنا موجودين في السجن لتأمينه من أجل أحداث الثورة، ويوم 26 كان السجناء في سجن أبو زعبل والمرج عرفوا من التلفزيونات ما يحدث، فحصلت حالة هياج، ولكن تمت السيطرة عليهم ويوم 28 الساعة 5 وصل 33 مسجوناً من تيارات الإخوان عن طريق أمن الدولة وتمكنا من الإمساك بهم وفتشناهم وسكناهم، ويوم 29 كانت الاتصالات مقطوعة".
وأضاف "وجدنا حالات هياج شديدة في السجن وسيطرنا عليهم ويوم 29 مساءً بدأت الأحداث والناس دخلت على سجن وادي النطرون الذي قَبْلَنا وبين سجننا وسجنهم قرابة 7 كيلومترات وبدأ ضرب النار قرابة الساعة 11 أو 12 وبدأنا التعامل حتى الصباح وكان هناك سجناء في العنبر بدؤوا يضربون في الأبواب بقوة فقفلنا عليهم السجن، وبدأنا ضرب قنابل مسيلة للدموع على أساس أن يتم السيطرة عليهم داخل السجون وحتى لا يوجد حالات هياج منهم لغاية ما الذخيرة نفدت، ولقينا الصبح لوادر وبدأت المساجين في الخروج من عنابر 7 و2 وتعاملنا معاهم في حدود الإمكانات المتاحة إلى 7 صباحًا تقريبًا إلى أن وجدنا لوادر فلم نقدر على السيطرة على الموقف، وكان التعاون من الداخل والخارج من السجناء السياسيين والجنائيين، وكنا غير قادرين على ملاحقتهم لأن الهجوم أصبح من الداخل والخارج، بخلاف وجود مجموعة الأوناش هدت أسوار السجن وهرّبت السجناء.
وأوضح العنابر الملحقة بسجن 2 صحراوي على وجه التحديد، هم 7 عنابر 3 منهم سياسي و4 جنائي وغرفة أخرى تسمى "دواعي 22 شديد الخطورة".
وعن نوعية السجناء داخل السجن، قال إن منهم جنائي وسياسي، والسياسي منقسم إلى أحكام المؤبد في قضايا سياسية ومعتقلين.
وعن الإجراءات المُتخذة لتسجيل دخول المعتقلين السياسيين لقضاء فترة الاعتقال داخل السجن، أوضح أنه "يستلم جوابات اعتقال صادرة من جهاز مباحث أمن الدولة وفي بعض الأوقات يرسلون الجوابات بأسمائهم مع المعتقلين بأشخاصهم".
وعند سؤاله عن يوم 28 بالتحديد، وما إذا كان قد تم اعتقال أشخاص بعينهم قال "اللي دخلوا يوم 28 يناير 2011 الساعة 5 عددهم 33 من جهاز أمن الدولة، وأعتقد كان معاهم خطاب سابق من جهاز أمن الدولة باعتقال 33.
وعن السند القانوني الذي تتكئ عليه أمن الدولة أثناء إصدار قرار الاعتقال قال "هو قرار الاعتقال كان يصدر بناءً على قانون الطوارئ الذي كان ساريًا في البلاد في أثناء تلك الفترة"، وعن شكل ومضمون الخطاب قال "إنه خطاب مختوم باسم 33 معتقلاً، ولا أعرف إذا كان قادمًا من جهاز أمن أكتوبر أم جهاز أمن الدولة في لاظوغلي بأسماء فقط من دون تواريخ.
وعن سؤاله عن عدد المقتحمين الذين قاموا باقتحام السجن يوم 29 وما الأدوات المستخدمة في الاقتحام قال "أنا كنت أؤمن من الداخل فلم أشاهد ما يحدث من الخارج، ولكن رأينا سيارات دفع رباعي "لاند كروزر تويوتا" وعليها أفراد ملثمون وكان منهم من يرتدي ملابس سيدات قرابة 5 أو 6 ملثمين، وأنا لا أعلم إن كانوا سيدات أم لا، وأسلحة مثبتة تقريبًا جرينوف عليها، ولم أعلم عدد السيارات ولكن عددهم كثير".
وعما إذا كانت تلك المجموعات المقتحمة تستهدف أشخاصًا أو جماعات بعينهم قال "لا أستطيع أن أجزم إذا كانوا مستهدفين أشخاصًا بعينهم أم لا، وكان هناك حالة هياج داخل السجن وكنا نأخد احتياطنا وكان الهياج بالأخص في عنبر سياسي 2 و7 لغاية الساعة 12 ونصف بدأنا التعامل مع الخارج".
وأكد أن "كتيبة التأمين أرسلت نصف تشكيل قرابة 30 مجندًا وكان هناك مجموعة من المجندين على الأبراج للتعامل مع أي اقتحام خارجي، وأسفر عن هروب السجناء جميعهم، وتم إتلاف أسوار وأبواب العنابر، وهذا كان سبب هروب السجناء من الداخل، وجاءت النيابة وقامت بالمعاينة تلك التلفيات والمعمل الجنائي، وأعتقد أنه تم توثيق تلك التلفيات".
ولدى سؤال رئيس المحكمة للضابط عما إذا كان سجن 2 فيه سجناء تميل إلى خلايا إرهابية أو تنظيمات جهادية أو "حزب الله" أو حركة "حماس"، أجاب بالإيجاب، وقال "نعم كان هناك سلفيون وجهاديون وجماعة "التكفير والهجرة" و"الجماعة الإسلامية"، وكان يوجد من ضمنهم أفراد حاصلون على أحكام وجماعة "الإخوان المسلمين"، ولكن لا يوجد معتقلون من "حزب الله" أو "حماس".