صنعاء ـ علي ربيع
أكدت المعارضة اليمنية الجنوبية، السبت، انسحاب القيادي الجنوبي البارز ونائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد في صنعاء، أحمد الصريمة، بشكل نهائي، في وقت أعرب فيه مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر، عن ارتياحه لأداء وتعاون القوى والأحزاب اليمنية، المشاركة في الحوار.يأتي ذلك وسط مخاوف من انسحاب أعضاء جنوبيين استجابة
لدعوة القيادي الصريمة، والذي اشترط على الرئيس اليمني عبد ربه منصور، قبل نحو أسبوعين نقل مكان الحوار إلى عاصمة أوروبية أو خليجية، مع ضمان إعطاء الجنوبيين حق"تقرير المصير".وذكرت مصادر مقربة من القيادي الصريمة أن القيادي، بعث رسالة أعلن فيها عن مقاطعة الحوار بشكل نهائي وانسحابه منه إثر عدم استجابة الرئيس التونسي لشروطه التي سبق وطرحها قبل أن يغادر صنعاء قبل نحو أسبوعين.وأضاف بحسب نص الرسالة"بالرغم من كل معطيات مؤتمر الحوار في صنعاء فإننا بذلنا جهداً صادقاً في محاولة لتغيير قواعد الحوار بما يخدم قضية شعبنا في الجنوب دون جدوى لكون وقائع الحوار تسير نحو إعادة إنتاج منظومة الحكم السابقة في صنعاء بعلم كل الأطراف ولدينا كل الحقائق التي تؤكد ذلك وسنكشفها في الوقت المناسب".وطلب القيادي الجنوبي من أعضاء تياره السياسي المشاركين في الحوار، الانسحاب، مهدداً باتخاذ إجراءات بإسقاط عضوية من يستمر في المشاركة.وأعلن معارض جنوبي أحمد صالح عجروم استجابته لدعوة الصريمة، مؤكدا انسحابه، السبت، وسط معلومات لم تتأكد عن انسحاب 10 أعضاء جنوبيين آخرين.وأكدت مصادر في الأمانة العامة للمؤتمر، لـ"العرب اليوم" عدم وجود أي انسحابات جديدة من المشاركين الجنوبيين، باستثناء"عجروم".وقالت إن ممثلي"الحراك الجنوبي" الـ83 المتبقين يواصلون مشاركتهم بفعالية" ،مقللة من أهمية تأثير انسحاب الصريمة على مجريات الحوار الوطني.وأبدى مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، ارتياحه لمسار الحوار الوطني في اليمن، دون أن ينفي استشعاره بصعوبة النقاشات خلال الأيام القادمة.وقال في تدوينة لها على صفحته الرسمية في "فيسبوك " أشعر بالارتياح جراء الانطلاقة الناجحة لمؤتمر الحوار وللتعاون الذي يبديه جميع الأطراف من أجل إنجاحه، وأستشعر كذلك ضخامة المهام الملقاة على عاتق المؤتمرين من أجل الوصول إلى مخرجات حقيقية تلبّي طموحات الشعب اليمني في التغيير.وأوضح المبعوث الأممي أنه أجرى سلسلة لقاءات خلال الأيام الماضية مع قادة الأحزاب والمكونات السياسية للتشاور بشأن آخر تطورات مؤتمر الحوار الوطني، في حين أكدت مصادر سياسية لـ"العرب اليوم" أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رفض مقترحاً من المبعوث الأممي بنقل فريق الحوار المختص ببحث المشكلة في الجنوب إلى خارج اليمن.
وقالت" إن هادي أصر على استمرار فعاليات الحوار الوطني على الأراضي اليمنية وأنه أكد للمبعوث الأممي أنه لن يستجيب لمطالب المعارضة في الخارج، وأن الخيار المتاح أمامهم هو الانخراط دون شروط في الحوار الوطني الدائر في صنعاء".
وكان مؤتمر الحوار الوطني في اليمن انطلق في 18 آذار/مارس الماضي، بمشاركة معظم القوى السياسية ومقاطعة من فصيل جنوبي متشدد يقوده نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض من الخارج، متبنياً مطلب الانفصال الفوري لجنوب اليمن عن شماله.
ويستمر الحوار اليمني نحو ستة أشهر للتوافق على حلول بشأن أبرز ملفات البلاد الشائكة وفي مقدمتها شكل الدولة ونظام الحكم وكتابة الدستور الجديد، الذي ستقام بموجبه انتخابات عامة في شباط/فبراير من العام القادم تنهي المرحلة الانتقالية التي أعقبت تنحي صالح عن السلطة.