غزة ـ محمد حبيب
كثفت عناصر الأمن الداخلي التابع لحركة "حماس" في غزة، من انتشارها بشكل كبير في المناطق الشرقية من مدينة رفح ومنطقة الشوكة جنوب القطاع، وذلك في محاولة لإلقاء القبض على عناصر من "السلفية الجهادية"، تعتزم تنفيذ عملية ضد مواقع إسرائيلية في موقع كرم أبو سالم، ردًا على اغتيال الشهيد هيثم المسحال.وقالت مصادر فلسطينية، "إن معلومات وردت إلى (حماس) بنية الجهات السلفية تنفيذ عملية ضد مواقع إسرائيلية، ردًا على اغتيال الشهيد المسحال، الذي اغتالته طائرات الاحتلال الأربعاء الماضي في مدينة غزة، بعد ساعة واحدة من استدعائه للتحقيق لدى عناصر الأمن الداخلي"، مشيرة إلى أن عناصر أجهزة أمن "حماس" ولجنة الضبط الميداني التابعة لها، انتشرت أخيرًا وبشكل ملفت في محافظات قطاع غزة، على طول شارع صلاح من دير البلح والمغازي والنصيرات والبريج وجحر الديك ووادي غزة والانتشار عند مفترق الشهداء نتساريم ومفترق دولة ومفترق عسقولة. كما إنتشرت عناصر "حماس" في مناطق عدة شرق حي الشجاعية وحي الزيتون، كما قامت بالانتشار في محيط المقبرة الشرقية، وكذلك شرق جباليا وعند دوار القرم ومحيط أبراج الشيخ زايد وعزبة عبدربه والمدرسة الزراعية في بيت حانون، والانتشار في منطقة مشروع بيت لاهيا والعطاطرة والسودانية والواحة والتوام، وذلك لمنع إطلاق الصواريخ أو القذائف الصاروخية صوب المواقع والبلدات الإسرائيلية، ولمنع اقتراب المواطنين من السياج الأمني الحدودي، وللحفاظ على التهدئة التي وقعت بين "حماس" وإسرائيل برعاية مصرية. وتحدثت مصادر إسرائيلية أخيرًأ، أن حركة "حماس" عززت من قوة الضبط الميداني في قطاع غزة، حيث زودت القوة بأسلحة حديثة لضبط الأوضاع في القطاع، فيما أعلنت إسرائيل مساء الخميس، عن سقوط قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة، في جنوب إسرائيل، حيث نقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن متحدث إسرائيلي قوله، إن القذيفتين انفجرتا في منطقة مفتوحة قرب التجمع الاسيتطاني "أشكول" المحاذي للقطاع، وأن صفارات الإنذار لم تدوي لتنذر بسقوط الصواريخ. وقالت صحيفة "الأيام" المحلية، إن أجهزة "حماس" الأمنية أنذرت الجماعات السلفية الجهادية العاملة في قطاع غزة، وحذرتها من إطلاق الصواريخ من دون وجود توافق وطني عام على هذه القضية. وأفادت مصادر مقربة من مجموعات "مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس"، فإن الأجهزة الأمنية هددت باعتقال كل من يثبت أنه كان خلف عمليات إطلاق الصواريخ من السلفيين، وإن السلفيين رفضوا الانصياع إلى هذه التهديدات، وأعلنوا نيتهم مواصلة إطلاق الصواريخ حال توافر الظروف الأمنية اللازمة، بعد أن نجحت القوات الإسرائيلية في استهداف واغتيال الشهيد هيثم المسحال. واغتال سلاح الجو الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، في عملية هي الأولى منذ العدوان الأخير عملية "عمود السحاب"، عنصرًا مقاومًا في قطاع غزة، وكان المُستهدف في عملية سلاح الجو، هيثم زياد ابراهيم المسحال، وهو ناشط في إطار منظمات سلفية جهادية، وخبير، وفق جهاز الأمن الإسرائيلي، في صنع الأسلحة، ومنسق لنشاطات هذه المنظمات في القطاع. وقد تخصص المسحال في صنع وتحسين الأسلحة القتالية، والتجارة بها على أنواعها الشتى، لا سيما الأسلحة الصاروخية، والتي وصلت إلى منظمة "مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس". وذكرت المعلومات التي كشفتها الأجهزة الأمنية في إسرائيل، أن المسحال اضطلع بعملية إطلاق الصواريخ نحو مدينة إيلات قبل أسبوعين، وقد أعلنت منظمة "مجلس شورى المجاهدين" مسؤولية تنفيذ العملية، في حين قالت تقديرات "مركز المعلومات بشأن الاستخبارات والإرهاب" في إسرائيل، فقد نُفذ إطلاق الصواريخ على إيلات بالتعاون مع منظمات جهادية تنشط في سيناء، تتضامن معهم منظمة "مجلس شورى المجاهدين" فكريًا، وتتعاون معهم عسكريًا. ونعى "مجلس شورى المجاهدين"، في بيان له، الشهيد المسحال (24 عامًا) من سكان مخيم الشاطئ غرب غزة، مبينًا أنه من قادة المجلس وأحد عناصرها الذين يطلقون الصواريخ باستمرار على أهداف إسرائيلية، وأن الشهيد المسحال عمل إلى جانب عدد من كبار قادة الجماعات السلفية أمثال أبي عبدالله السوري، وكذلك القائد العام للجماعات السلفية أبي الوليد المقدسي، ونائبه أبي البراء صباح اللذين اغتالتهما إسرائيل في شهر آب/أغسطس الماضي، وأن المسحال استدعي واعتقل مرات عدة لدى أجهزة أمن حكومة غزة التي تقودها حركة "حماس". وتعتبر اسرائيل أن بروز هذا التعاون مرة أخرى يعني تحوّل شبه جزيرة سيناء إلى أرض خصبة لمنظمات تنتسب إلى الجهاد العالمي، تحصل بسهولة على السلاح من السودان، وليبيا، وقطاع غزة، وتتعاون مع السكان البدو في سيناء الذين يساهمون في هذه الاعمال من أجل المال، ويدعمون انتشار الإسلام المتطرف. وفي ما يتعلق بنشاط المنظمة في غزة، أكد أبو العيناء الأنصاري، من كبار قادة السلفية في القطاع، "سنواصل الجهاد بغض النظر عن موقف (حماس) أو مصر، لدينا معلومات دقيقة عن تنسيق كامل بين مصر والحركة في الحرب على السلفيين، وبعض مجاهدينا اعتقلوا بطلب مصري، وقد حقق معهم في غزة ضباط أمن مصريون". ويعتقد مسؤولون أمنيون في إسرائيل، أن "حماس" لا تحارب السلفيين حقيقة، إنما تقوم بذلك شكليًا لسبب الضغوط المصرية، وقال بعضهم إن "حماس" علِمت بنشاطات المسحال، إلا أنها لم تتصد له، فيما أعلن "مجلس شورى المجاهدين"، في حزيران/يونيو 2012، مسؤوليته للعملية التي نفذت ضد عمال إسرائيليين على الحدود الإسرائيلية المصرية، وخلّفت مقتل الإسرائيلي سعيد فشافشة، وهو عربي من سكان مدينة حيفا عمل في شركة بناء سياج الحدود. ويُقدّر الجهاز الأمني الاسرائيلي أن المنظمة تقف وراء غالبية عمليات إطلاق النار والقذائف نحو إسرائيل، وبخاصة التي نفذت من قطاع غزة بعد عملية "عمود السحاب"، في حين جاء في موقع "مركز المعلومات بشأن الاستخبارات والإرهاب" عن "مجلس شورى المجاهدين" أنها منظمة منسوبة لمنظمات الجهاد العالمي، تنشط في قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، وأن اسم المنظمة يعود إلى نشاط "القاعدة" في العراق، وأن الاسم استخدم في السابق ليصف المجموعات الإسلامية كافة المنسوبة إلى "القاعدة" الموجودة في العراق. وتتميّز المنظمة برموز وشعارات، وأساليب عمل تختلف عن طرق العمل التقليدية التي تتبعها المنظمات الفلسطينية، وتشابه في ذلك منظمات سلفية - جهادية عالمية منتشرة في العراق وأفغانستان، وأكدت حركة "حماس" أنها لم تعلم مسبقًا باغتيال المسحال، علمًا أن الحركة واجهت في السابق اتهامات بأنها تحارب المنظمات السلفية بشتى الوسائل، والتي تنتهك اتفاق التهدئة مع إسرائيل. وخرجت الخميس، في غزة تظاهرة لعائلات العناصر السلفية المسجونين في سجون "حماس"، وشوهدت خلال التظاهرة أعلام سوداء منسوبة إلى السلفية.