حفتر يبحث مع السيسي تداعيات اتفاق السرّاج مع تركيا

بدأ المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، زيارة مفاجئة إلى مصر، أمس الإثنين، ضمن جولة خارجية تشمل أيضًا اليونان وقبرص، على الأرجح، لتنسيق المواقف مع الدول الثلاث حيال الاتفاق المثير للجدل، الذي أبرمه فائز السراج رئيس حكومة "الوفاق" في طرابلس، مع تركيا، وسط تصاعد الرفض الشعبي لتدخل أنقرة في الشؤون الداخلية لليبيا، وقال مسؤول في مكتبه، إن قائد الجيش الوطني يبحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكبار مساعديه في القاهرة، "تطورات الوضع العسكري والسياسي في ليبيا".

وأوضح مصدر ليبي مطلع، أن الزيارة "ستتصدى للأحدث الحالية ضمن مفهوم الأمن المصري - الليبي المشترك"، موضحًا أن أي خلل في أمن ليبيا غير مسموح به، في الوقت الراهن، وأن "لوجود الإرهاب في ليبيا تأثيرًا مباشرًا على أمن مصر". وتابع: "إن ما تفعله قوات الجيش الوطني على الأرض يحتاج إلى الدعم القوي من مصر". وكان السيسي استبق لقاءه حفتر باتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جدد فيه تأكيد ثوابت الموقف المصري الهادف إلى استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، ودعم جهود مكافحة الإرهاب، وتقويض نشاط الميليشيات المسلحة، وكذلك وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في ليبيا التي من شأنها زيادة تفاقم الوضع.

ميدانيًا، اتهمت عملية "بركان الغضب"، التي تشنها الميليشيات الموالية لحكومة السراج، قوات الجيش الوطني، بقصف منطقة شرفة الملاحة خلف مطار معيتيقة الدولي المغلق منذ شهور في طرابلس، ما تسبب في وفاة سيدة وإصابة شخصين من العمالة الوافدة، كحصيلة أولية، وفي المقابل، قصف الجيش الوطني، للمرة الأولى، مجموعة من "المقاتلين المرتزقة" التابعين لتركيا في مدينة مصراتة، غرب البلاد، حسب ما أعلن بيان مقتضب للمركز الإعلامي لغرفة "عمليات الكرامة" التابع للجيش، مشيرًا إلى توجيه ما وصفه بضربة مباشرة حققت "إصابة دقيقة".

وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الوطني بقيادة حفتر، استهداف مقاتلين تابعين لتركيا على الأراضي الليبية، منذ بدء عملية تحرير العاصمة طرابلس في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، علمًا بأنه سبق للجيش أن أسقط طائرة تركية مسيرة في مصراتة وطرابلس، كما دمر مخازن أسلحة تركية لميليشيات مرتبطة بحكومة "الوفاق"، بالإضافة إلى ذلك، أكد مصدر عسكري ليبي أن الجيش الوطني حقق تقدمًا ميدانيًا في معارك طرابلس، وأمّن بعض المناطق التي سيطر عليها مؤخرًا.

من جانبها، اعتبرت تجمعات وطنية ليبية، في بيان، أن التهديد بإنزال قوات تركية على الأرض الليبية يعد "غزوًا وانتهاكًا لسيادة دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة، وكل المنظمات القارية والإقليمية". وطالبت باتخاذ خطوات قانونية عاجلة لمنع التدخل التركي العسكري في ليبيا.

قــــــد يهمــــــــــك أيضًـــــا:

أحمد المسماري يتّهم الدوحة وأنقرة مُجدّدًا بارتكاب جرائم بحقّ الليبيين

أحمد المسماري يُؤكّد أنّ الجيش الليبي يُواجه ميليشيات مُتطرّفة مدعومة خارجيًّا