القاهرة - صوت الإمارات
الحديث عن تجربة صوتيَّة مريحة في المنزل، يستدعي الالتفات إلى أمور عدة؛ فقد تكون الجدران مثلًا مسؤولة عن تسرُّب الصوت من مساحة لأخرى، أو الأركان المفتوحة على بعضها البعض التي تُصعِّب حصر الصوت في مكان ما، وكذا الأمر في نوعيَّة التشطيبات التي يولِّد بعضها الصدى. علمًا أنَّ نجاح تصميم المنزل الداخلي لا يقتصر على إطلالته الجذَّابة فحسب، بل أيضًا على مدى تلبيته لحاجات حواس الساكنين الأخرى.
التجربة المثاليَّة تقوم على وضع خطَّة للصوت لكامل المساحة المنزليَّة منذ البداية
قد يقصر البعض عنايته بالصوت على غرفة بعينها، كمساحة السينما المنزليَّة مثلًا، إلَّا أنّ التجربة المثاليَّة تقوم على وضع خطَّة للصوت لكامل المساحة المنزليَّة منذ البداية، وذلك لتجنُّب أيّ مشكلات مستقبليَّة، في هذا الصدد. علمًا أنَّ توزيع المساحة في المخطِّط الرئيس قد يقف خلف المشكلة، بحيث يتدفَّق الصوت من غرفة لأخرى بشكل غير مرغوب فيه. وفي هذا الإطار، يشرح مدير شركة "كيه بي أكوستيكس" KP Acoustics في لندن، المتخصِّصة بخدمات الصوتيات، كيرياكوس باباناجيوتو، أنَّ "التصميم الصوتي المعماري هو جزء لا يتجزَّأ من كلِّ مشروع سكني، لذا كلّما دُمج في وقت مبكِّر في الخطَّة، كان ذلك أفضل. ويرجع الأمر إلى حقيقة أننا قد نفهم تطلُّعات فريق التصميم والعميل منذ البداية، ونوصي بحلول مرتبطة بالتصميم بحسب الطلب، مع تقدُّم المشروع، وبالاعتماد على قيوده المعماريَّة من جدران خرسانيَّة خفيفة أو أرضيَّات أو خشب أو...".
جودة الخامات المستخدمة
يدعو باباناجيوتو صاحب المنزل، إلى أن يشترط على المقاول موافقة خبير الصوتيات على المواد المُستخدمة في البناء، فليس كلَّ مقاول خبير بمواد عزل الصوت، حسبه. كما قد يلجأ البعض إلى استخدام مواد أقلّ جودة للتوفير في السعر أو لمحدوديَّة الخبرة. فالخامات تلعب دورًا كبيرًا في التحكُّم بالصوت، سواء تعلَّق الأمر في الأرضيَّات أو الجدران أو الأسقف، وبعضها يمتصُّ الصوت كالسجاد وألواح عزل الصوت عصريَّة التصاميم التي تُركَّب على الجدران. ويُعلي باباناجيوتو من شأن السجَّاد في امتصاص دعس الأقدام، ويقول إنَّه يوفِّر حدًّا خفيفًا للصدى، ما يجعل الصوت أقلّ حدَّة في الصالة، داعيًا إلى الجمع بين استخدام السجَّاد مع عازل سقف أو جدار.
من الضروري أن يوافق خبير الصوتيات على المواد المُستخدمة في البناء
أخطاء التصميم الأكثر شيوعًا
السيناريوهات الشائعة للضوضاء في المنزل، كصوت التلفاز الأعلى في غرف أخرى داخل الشقَّة غير تلك التي تحضنه، أو عن إمكان سماع أصوات الحركة في الحمَّام (تحريك الستارة مثلًا) على الرغم من أنَّ الباب مغلق، يجيب عنه قائلًا إنَّ "هذه السيناريوهات ترتبط بالاقتران الصوتي أي التصميم الذي لا يُلبِّي العزل بين العناصر المختلفة. وبالتالي، فإنَّ أيّ نشاط يشمل مشاهدة التلفزيون أو تحريك ستارة الحمَّام، أو نقل كرسيّ، يتيح نقل الصوت إلى أماكن قريبة". ويضيف أنَّ "الحلَّ يكمن في التفاصيل الصوتيَّة الصحيحة، كاستخدام طبقة قويَّة من شأنها أن تعزل سطح الممشى". من جهةٍ ثانيةٍ، إذ استقرَّ خيار صاحب المنزل مع الخبير على تغليف جدار ما بلوح عازل للصوت، تجدر الإشارة إلى توافر مجموعة من التصاميم العصريَّة المتاحة على هيئة مربعات أومستطيلات، وبألوان مختلفة، ما يستدعي ترتيبها بصورة غير تقليديَّة.
جديد تصاميم الصوتيات
"ساوند ستيكس" عبارة عن وحدات أسطوانيَّة الشكل تُصفُّ إلى جانب بعضها البعض، لتُشكِّل معًا فاصلًا بين المساحات يمتصُّ الصوت
عن الاتجاهات الأكثر حداثةً في الصوتيات المُستخدمة في التصميم السكني، يشير باباناجيوتو إلى المنتجات المستدامة (الـ"بودز" وألواح الجدران...) القابلة للدمج بسهولة مع الأثاث أو الإضاءة. وتخرج هذه الألواح من الشكل المربَّع الكلاسيكي أو المستطيل، وتتطوَّر إلى هياكل أكثر مرونة، وتوفِّر معامل امتصاص متوسِّط من 0.5 أو 0.6. ويُسمِّي باباناجيوتو "ساوند ستيكس"، المنتج الذي طرحته شركة "أوفيست" السويدية، وهو من تصميم المصمِّم أندريا روغييرو، وعبارة عن وحدات أسطوانيَّة الشكل تُصفُّ إلى جانب بعضها البعض لتُشكِّل معًا فاصلًا بين المساحات يمتصُّ الصوت. ويُمكن التفنُّن في صفِّ الوحدات بحسب شكل المساحة وفكرة التصميم، أو تعليقها على ارتفاع أو ارتفاعات عدَّة. وهي مصنوعة من بواقي مواد، فكلُّ وحدة تتكوَّن من قصاصات نسيج مُخلَّفة من مواد التنجيد، وتُشكَّل على هيئة أنبوب تُثبَّت أطرافه بوساطة أغطية من الألومنيوم مُعاد التدوير.
قد يهمك أيضًا: