شقة سوزي اتيكنسون

أكَّد مدير تصميم الديكور في شركة ديفيد لينلي تيم موراي على أن لا أحد يستطيع أن يضع أصبعه على تصميم الديكور البريطاني حتى يراه ويفهمه، مشيرًا إلى أنه مزيج انتقائي من التأثيرات التي تتضافر من أجل خلق شيء بريطاني فريد, فيما تتجلي أعمال روبرت كيم الذي يعتبر عراب التقليدية الحديثة التي زينت منازل مثل منزل أمير ويلز و أعمال سوزي أتيكسنون التي صممت بيت سوهو في تشكيلة من الألوان والطباعة والملمس الذي يشعر الانسان باللامركزية، ولكن هناك ايضا الصناع البريطانيين الذين اتبعوا منهج أكثر عودة الى الوراء مثل المصممة كيلي هوبين التي تفضل لوحة الألوان الأكثر تحفظا أو المصممة روز أنياك التي تلقب بالمكلة الهادئة.

وأوضح المدير الابداعي في شركة ديفيد كولينز للتصميم الداخلي سييمون رولنغنز "الابتكار هو أكثر الصفات التي تميز المصممين البريطانيين، لدينا مرجع كلاسيكي ولكن هناك دائما طرق للحداثة مثل لوحة الألوان غير التقليدية", فيما استطاع ديفيد كولينز مؤخرًا أن يصمم سقيفة متطورة تقع بالقرب من قصر باكنغهام، ويغلب على هذه الشقة الولاء الملكي بشكل كبير والقوام الانكليزي الفاخر والذي يتجلى من خلال ومضة من الألوان مثل الكراسي الحمراء الزاهية على طاولة المطبخ، ويقول رولينغز " نحن لا نأخذ أنفسنا على محمل الجد كثيرا، فنريد للكراسي أن تكون مريحة."

وجلب مطورو السقيفة في باكنغهام ايضا مواهب محلية الصنع مثل أنياك التي تعرف بمخططاتها الهادئة وتحرص على راحة العين، واستطاعت ان تضيف طاولة طعام عتيقة مصدرها يخت روتشيلد، وفي الواقع فان العناصر الفريدة هي شيء يتقنه البريطانيون، وقد قال أمير ويلز في مقدمة كتابه الذي نشر مؤخرًا " كنت دائما اتساءل كيف وجدت هذه الأشياء الجميلة مثل الأثاث والأقمشة والسجاد."

ويكمن الجواب في كثير من الأحيان في القدرة على الاستفادة من ثروة هذه البلاد من الحرفيين والصناع، وتقول أتكينسون " هناك شباب حرفيون موهوبون في بريطانيا وهناك ايضا حرفيون كبار في السن احتفظوا بهذه الصناعة بطريقة رائعة، لدي عمال جلود يقومون بعمل رائع دائما."

وتحظى شركة ديفيد لينلي للتصميم بالحرفية الفاخرة التي تتجمع في متجر واحد يمكن شراء الكثير من الأشياء منها، ويقول موراي " نحن نبحث دائما عن طرق جديدة نجمع فيها الأخشاب لنصنع تصاميم مميزة، نضيف أحيانا لمسة بولندية أو فرنسية أو ورنيش صيني والذي يستغرق الكثير من الوقت والكثير من التكلفة ولكن في النهاية ينتج عنصر رائع الجمال وفريد من نوعه."

ويضيف " قوة التصميم الداخلي البريطاني يكمن في تأثره بجميع أنحاء العالم وجمع هذا المزيج بطريقة مبتكرة أكثر."

ويعرف عن المصمم روبرت كيم بقدرته على تحويل المساحات الغائرة من المنازل الفخمة الى مساحات للترحيب ولاستخدامات عملية، ولديه أيضا حب للمنسوجات العرقية والتحف الفنية خصوصا الانكليزية التقليدية وشكلت مشاريعه السابقة تصمم غرفة النوم الرئيسية من كلارنس هاوس وقلعة ألنويك في نورثمبرلاند ومنزل أندرو لويد ويبر.

وحققت روز أنياك النجاح كمصممة داخلية في سن الأربعين وكانت تعمل في السابق في ترميم الاثناء وكتاجرة للتحف ويعرف عنها حبها للألوان الصامتة والمنسوجات الفاخرة مثل الكشمير والأرضيات الخشبية والحجر الطبيعي، ولديها الكثير من قطع الأثاث الذي ينتشر في منازل لندن وتعاونت في السابق مع منتج أفلام هاري بوتر ديفيد هيمان لتصميم منزل ريتشموند, وكان ديفيد كولينز مسؤولا عن تصميم بعض من أفضل مطاعم وحانات وفنادق العاصمة بأسلوبه اللعوب والبراق ولونه المفضل هو الأزرق ولديه شهرة كبيرة بسبب البار الأزرق في فندق بيركلي في بلغرافيا.

ويعرف عن كيلي هوبين حبها للجمالية المحايدة النظيفة مع التأثيرات الشرقية وهي الأكثر نجاحا في بريطانيا وتعمل في كثير من الاحيان في جميع أنحاء أسيا وخاصة في الصين، وبدأ ديفيد لينلي مسيرته في صناعة الاثاث قبل أن يطلق علامته التجارية الخاصة وقد صمم قاعة الخرائط في فندق كلاريدغ في لندن حيث الخريطة تزين الجدران، وصمم الشقق في لانكاسترس قرب حديقة هايد بارك, فيما استطاعت سوزي اتكينسون أن تخلف غرف كلاسيكية مع تفاصيل جديدة خشبية وتستخدم في الغالب المواد البريطانية وشملت مشاريعها في السابق دين ستريت تاونهاوش، وسوهو هاوس في برلين.