منزل الأحلام

تمكّن حرفيين يعملان في ثني الأخشاب من السباحة ضد التيار ليقيما منزل أحلامهما في الغابة التي يعيشون فيها، وكان "توم ودانيلا رافيلد" قد أمضيا ثلاث سنوات أشبه بالمسجونين، في كوخ حارس طيور متعفن، داخل وادي جميل في غابة كورنيش، حيث تمردا على واقعهما واستغلوا مهارتهما واستخدما البخار في ثني ألواح الخشب المحلي لصناعة وحدات إضاءة ساحرة، ومقاعد، وقطع أخرى من الأثاث.
 
فقد كانت عقارات الدرجة الثانية أعلى من إمكانيات الأسرة كثيراً حيث أن أقل مساحة لها هي 470 قدم، ومع ذلك فهم لم يخططان لبناء أي منزل قديم. وقالت "دانيلا": لو أن شخصا ما كلفنا بصناعة أشياء، كنا نهم بعمله، ستكون تكلفة ذلك فلكية، إلا أننا لن نخمد أنفسنا، فهذا ملعب عملاق لحرفيين في ثني الأخشاب بالبخار".
 
وباستخدام مهاراتهما مجتمعة (الحرفي "توم" ، والرياضية والمهندسة "دانيلا")، شرعا في استخدام تقنيات الثني بالبخار لابتكار منزل أحلامهما – امتدادًا للكوخ الموجود سابقا وبكتلة مرحاض منفصلة ترتبط بالمنزل من خلال بناء رابط، وبميزانية قليلة جدا بلغت فقط 100.000 جنيه. وكانت المهمة الشاقة لبناء تصميمهم الطموح بأنفسهم، تعني أن يقضي الاثنين ساعات يومياً خارج عملهما الطبيعي، ظلّت الأسرة مجهدة في طمر الأرض، واستعادة رسوم الكوخ القديم، وبالطبع معالجة الأخشاب بالبخار للتحول ألى أشكال غير عادية. وكانت الواجهة المنحنية للمبنى تعكس المنظر الطبيعي خارجه، وقد بناها كليهما بالخشب المأخوذ من الشجر الخاص بهم، وبالداخل غُلّفت الحوائط بأنواع مختلفة من الخشب، وقام بصفها يدويا نجار محلي، فقام بتركيبها يدويا كما لو كانت لغز بازل  ثلاثي الأبعاد عملاق.
 
ورغم أن نتائج جهودهما قد تبدو بارعة، إلا أن عملية البناء كانت قاسية جدا، وقبل اكتمال المنزل بستة شهور، اكتشفت "دانيلا" أنها حامل بطفلها الثالث، وأصبحت مريضة جدا وكان عليها أن ترفع يدها عن البناء حتى تتعافى- الشيء الذي كان بالنسبة لها محبط للغاية.
ولحسن الحظ، كانت أعمال الأثاث المُثَنَّى بالبخار قد أضحت ناجحة في هذه الأثناء، مما مكّنهم من الاستعانة بمصادر خارجية للمشاركة في معظم أعمال البناء، وتمكنوا من الانتهاء من المنزل بتكلفة بلغت 160.000 جنيه، إضافة إلى زيادة بسيطة أنفقت على المناظر الطبيعية والتزيين في محيطه.
 
في تقدير "دانيلا" أنه إن حاسبت العميل على الأعمال التي تحت التنفيذ، فقد تصل الفاتورة إلى مئات الآلاف. والحقيقة أن استخدامهم لخشب مأخوذ من أرضهم حفظ ثروتهم، حيث قال "توم": أن " نحو 95% من الخشب هي أخشابنا، فلو كنا نشترى الخشب الذي نستخدمه لكلفنا ما يزيد عن 125.000 جنية".
 
وصف "كيفن ماكلاود" - المذيع بجراند ديزاين – المنزل بأنه: "متمعج (ملتوي)، وشريطي المظهر من التل ذاته"، وأضاف: " أن التصميم الجميل ليس له مثيل فعليا".