لندن ـ كاتيا حداد
بدأ الثنائي سايمون وجاسمين دايل، بناء منزلهما بثلاث غرف نوم مريحة، وبـ500 جنيه إسترليني فقط، وتشارك الزوجان وابنتهما إلفي وابنهما كوزمو، في بيمبروكشاير، لتحقيق رغبتهم بالعودة إلى الطبيعة بشكل حقيقي. وقال سايمون "تنقلنا في طريقة المعيشة هذه على مدار عقود، ونحن نحاول أن نحقق أحلامنا بأن نعيش حياة بسيطة".
وسايمون هو مصور سابق بينما كانت جاسمين تعمل في مجال التعليم البيئي، ومنحتهم جمعية ويلز قطعة أرض مساحتها 7 أفدنة، لكن على شرط أن يتمكنوا تحقيق الاكتفاء الذاتي لأنفسهم بنسبة 75% في غضون 5 أعوام، وأن لم يفعلوا ذلك فسيطلب منهم المغادرة، وتضمنت الشروط إنتاج الحطب الخاص بهم ومسكن وإدارة نفاياتهم وإنتاج الطاقة بدون أي وسائل فقط من خلال إدارة مشروع صغير.
وهناك أيضًا 8 أسر أخرى تعيش في الجوار، ولم يبن أحد منهم منزله قبل أن يبدأ كل من سايمون وجاسمين بسبب المطالب المرهقة بإدارة مشروع ناجح، ويقول كيفين ماكلاود مقدم برنامج غراند ديزاينز "ربما تعتقدون أن هذا مجرد حفنة من الاستمتاع على جانب أحد تلال ويلز، لكن هذا مشروع بحثي ومنصوص عليه في سياسة الحكومة".
وقبل البدء في أعمال البناء، كانت الأسرة تعيش في الأرض في غرفة واحدة على غرار الهوبيت، كان سايمون بناها، ويعترف أن منزلهم الجديد سيكون على غرار الهوبيت أيضًا، لكن متوسط الحجم، وبعد حفر 12 قدمًا في جانب التل وضعوا المئات من أكياس الرمال سعة الكيس 7 باوند مع الأرض التي أزالوها وذلك لبناء جدار استنادي.
واحدة من أكثر متع العيش في قرية بيئية، هي أن الناس من جميع أنحاء العالم يرغبون في معرفة كيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي، وفي المقابل يذهب نتاج عملهم من أجل الغذاء والمسكن، واختار الزوجان 277 لمساعدتهم، وعلى الرغم من أن أول شتاء يأتي عليهم كان رطبًا جدًا ما أدى إلى توقف العمل لـ6 أشهر. وأجبر سايمون لاحقًا على التوقف عن بناء المنزل ليقضي 7 أشهر في بناء بيوت زجاجية، حيث يمكن لجاسمين البدء في إدارة مشروع حيوي.
واعترفت جاسمين لاحقًا بأن الضغط فيما يخص الاكتفاء الذاتي المحدد بتوقيت مسبق، تسبب في خسائر "انهيار صغير بينما تسبب الإنهاك الكبير بمرض سايمون، ويقول كيفين "طلب منهم الكثير وأعتقد أنهم سيقتلون أنفسهم"، وكان على الزوجين أن يرفعوا من قيمة الميزانية من خلال اللجوء لعمل آخر، حيث أدارت جاسمين دورات للبستنة بينما عمل سايمون كمستشار في البنايات المنخفضة الأجر.
وتجاوز الزوجان المرحلة وبنيا منزل مكون من 3 غرف نوم وحمام بمرحاض مزود بنظام طرد يعمل على فصل المواد الصلبة من مياه الصرف الصحي المستخدمة في الري، بينما سيتم ضخ المواد الصلبة إلى أغوار القصب حيث يتم تجفيفها واستخدامها كسماد فيما بعد، وصنع الإطار الخارجي للمنزل من الأخشاب المستديرة المصنوعة من الأشجار التي زرعها سايمون سابقًا وقطعها وجهزها، وقطعها بنفسه أما الحوائط فقد امتلأت ببالات القش المغلفة بالجير للمساعدة في المنزل بالأرض.
واشترى الزوجان مطبخًا ونوافذ مستخدمان سابقًا عن طريق إي باي، وحتى الأرضيات معزولة من حبيبات البوليسترين، وتم التبرع به مصنوع من التربة المضغوطة والمغلفة بزيت بذر الكتان ومصقولة بشمع العسل.
ومر 4 أعوام من التاريخ المحدد في محاولة من الأسرة لإثبات أنهم استطاعوا الاكتفاء ذاتيًا، وبعد انتظار طويل قبل المجلس نموذج مشروعهم وسمح لهم بالبقاء، ولم يكتمل سلالم المنزل بعد إلا أن المنزل صالح للسكن، وقدر الزوجان تكاليف البناء ليكون الإجمالي 27 ألف جنيه إسترليني هو إجمالي ما دفعوه مقابل المواد، وعلى الرغم من أن قيمة الخضراوات التي زرعوها لإطعام المتطوعين أضافت 5 آلاف جنيه إسترليني لفاتورتهم.
وأكد كيفين أنه "في رهبة" من الزوجين ومن منزلهم والذي يمثل "القرن 21 في وسائل راحته"، واختتم كيفين حديثه قائلًا "هذا ليس فقط مجرد مثال عن كيفية أن نعيش وكيف يجب أن نعيش هذه دعوة واضحة".