قبة المنارة

تعتبر قبة المنارة من بين المآثر التاريخية التي تميز مدينة مراكش ويقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم؛ للتعرف على تاريخ وحضارة المدينة وما يميز هذه القبة من جمالية تساهم بشكل كبير في جعل الثقافة المغربية مميزة بصفة عامة والمراكشية بصفة خاصة.

وتعد قبة المنارة من بين المعالم التي تساهم في شهرة مراكش عالميًا، لاسيما أنها تحيط بها حديقة من أكبر الحدائق في المدينة والتي تحتوي على مئات الأشجار من الزيتون التي تحيط بالقبة من جميع الجهات، فضلاً عن صهريج مائي أسس العام 1157 في عهد السلطان عبد المؤمن بن علي الكومي في القرن الثاني عشر، لكي يتدرب فيه جنود الموحدين على السباحة وفنون القتال، والذي يبلغ عمقه متران ومحيطه 510 متر، ويأتيه الماء عبر قنوات متصلة بجبال الأطلس المتوسط التي تظهر من بعيد.

كما تعد هذه الحدائق نموذجًا مميزًا وكلاسيكيًا للحدائق المغربية التقليدية والتاريخية التي تعبر عن حضارة عاشتها المدينة منذ زمن، والتي ما تزال بصماتها محفورة في تاريخ المدينة وأرجائها، لاسيما عندما تزور القبة التي تعبر عن جمالية تقليدية وهندسة معمارية قلما تجدها مجتمعة في مكان واحد كهذه القبة.

وهي عبارة عن  بناية مكونة من طابقين بها كتابات دينية، وسقفها مصنوع من خشب الأرز به زخرفة وهندسة جميلة، وفي الطابق العلوي يوجد فضاء كبير بنوافذ مفتوحة على كل الجهات، وله شرفة تطل على صهريج الماء وعلى مغرب الشمس، كما أنَّ له سقف هرمي الشكل مغطى بالقرميد الأخضر.

كما أنها تتميز بعدة زخارف ونقوش وألوان وخامات تعبر عن مدى دقة الصانع المغربي وحرافيته التي تظهر بمجرد دخولك القبة المميزة، كلها مميزات ساهمت في تحويل حدائق المنارة إلى فضاء مميز مفتوح أمام زوار مراكش من مختلف بقاع العالم لقضاء نزهاتهم المسائية والاستمتاع بخروجاتهم برفقة الأهل والأصدقاء والأبناء للاستمتاع بجمال الطبيعة التي تتميز بالخضرة طيلة السنة، والتي يقصدها السياح أيضًا للتعرف على تاريخ المدينة الحمراء.