مدينة فيينا

تحتفل مدينة فيينا، هذا العام، بالذكرى 150 لشارع رينغستراس العالمي، وهو الشارع الذي يضم دار الأوبرا الأيقونية وقاعة المدينة والبرلمان، وكذلك فندق هيلتون فيينا بلازا الذي تم تجديده أخيرًا على محطة سكوترنينغ.  

وتشتهر فيينا بالأوبرا والفالس وبيوت القهوة وأسواق الكريسماس والأغنيات، إلا أن هذا العام له وقعه الخاص حيث الاحتفال بالذكرى 150 لعالمية شارع رينغستراس أحد أجمل الشوارع في العالم.

ورفع مجلس السياحة في فيينا حاليًا شعار "الآن أو لا للأبد"، ودائمًا ما وددت أن أذهب لهذه المدينة، ولكن تبدو الفرصة مثالية لزيارتها الآن. نزلت في فندق هلتون فيينا بلازا، الذي تم الانتهاء للتو من تجديده بالزخارف والديكورات على يد الفنان البريطاني روبرت أنغل وفريقه المعماري والمصمم كريس ويب.  

 ويقع الفندق على محطة سكوترنينغ أو (الدائرة الاسكتلندية) وهي جزء من شارع رينغستراس، وهو على بعد دقائق فقط من مناطق الجذب الرئيسية، وبفضل التغييرات ذات الذوق الرفيع، يمكن أن يكون الفندق قائمًا بذاته بين الإصطفاف الفخم الذي يعتبر عنوانًا لفيينا. 

 وأثناء حفل الافتتاح، تم دعوتنا لتفقد الجناح الرئاسي العلوي الفاخر، بما يحتويه من سرير ذات أربعة أعمدة، والمطبخ وغرفة المعيشة الواسعة، والبلكونات الخاصة، والأعمال الفنية الأصلية، وأي شخص محظوظ سيمكث هنا يستطيع الاستمتاع بإطلالة على أسطح كاتدرائية القديس ستيفن، ومعظم مباني العاصمة الهامة تقع بالقرب من الفندق، مثل دار الأوبر في فيينا، والمسرح القومي وقاعة المدينة ومكتب الصرافة والقصر الإمبريالي (نيو برغ)، والبرلمان.    
 وتم افتتاح شارع رينغستراس لأول مرة على يد الإمبراطور فرانز جوزيف في 1865، حيث أحل الحوائط الدفاعية المتهالكة ليجمل العاصمة. ومنذ إنشائه أصبح الطريق هو أجمل منتزه عصري للمدينة والمكان لتراه ويراك. كما أعطت الكاميرا العتيقة الموجودة بقاعة الاستقبال لمحة مستقبلية لما هو آت، حيث تم دعوتنا لجولة في "بولا ووك" حول الشانزليزيه بحثًا في أيام عظمة فيينا.

 وكان مسموحًا لكل مشارك في هذه الجولة باستخدام الكاميرا بوليرويد إنستماتيك العتيقة بفيلم أبيض وأسود مثلما تلمح العين الأشكال الهندسية لفندق هيلتون بلازا. وبحد أقصى 8 صور، كانت متعة بوضع إطار للصور التذكارية. وشاركت في سيارة مصنوعة في 1920 و"فينكار" تجرها الخيول والتي تعتبر عربة شعبية للزوار. وإذا كنت لا ترغب في إنهاء جولتك، فإن الترام يعتبر أسلوبًا مثاليًا لاستكشاف المعمار الفيني الفخم والإعجاب به.

 وبالطبع، خصصنا وقتًا لزيارة بيت المقهى الفيني النموذجي، وهو "لاندتمان كافيه" الذي أنشئ عام 1873 وهو قديم من عمر شارع رينغستراس نفسه، وكان يتردد عليه زبائن مشهورين مثل سيجموند فرويد ومارلين ديترش. ونصحني "النادل" بتجربة الخليط، وهو مزيج من القهوة إلى جانب كعكعة حرارية لها مذاق يأخذ العقل. وكأنها شريحة من فيينا. ثم تناولنا الغداء في مطعم "موتو أم فلوص" وهو مطعم شاغر بديكورات عمرها من 1950 ومطبخ عصري. وتمنيت فقط لو كنت استطعت أن ألتقط فيلمًا بالكاميرا وأنا في المطعم، فلم يكن على المائدة المجاورة سوى كونشيتا ورست "الملتحية" الأسترالية، التي فازت في مسابقة الأغنية الأوروبية العام الماضي.  

 واكتمل معنى الحنين، فلأنني من عشاق الخيول لم استطع مقاومة الخبو بجانب مدرسة الفروسية الإسبانية، التي تحتفل بعامها 450 في المدينة. فقد رقصت خيول ليبزينير وراكبها برشاقة على أنغام الموسيقى مثل الموجودة في الكرة الفينسية. ولم يكن هناك أفضل من عجلة فيريس بحديقة براتر التي تنتمي للقرن الـ 19، حتى تكون هي نهاية جولتي التي منحتني الفخر بمشاهدة فيينا. واعترف أن هذه المدينة الكريمة وشارعها فينغستراس تركا بداخلي أثارًا إيجابية عميقة.