أكد تحليل حديث أنَّ "طيران الإمارات" نجحت على نحو استثنائي في توفير التمويل لـ 50 طائرة من طراز إيه 380 تصل تكلفة الواحدة منها إلى 500 مليون دولار.

وأشار تحليل لموقع "فلايت غلوبال" المتخصص إلى أنَّ الطائرة عندما دخلت الخدمة في عام 2007 كان هناك أسئلة متعددة وشكوك حول توفير التمويل اللازم لهذه الطائرة العملاقة التي تتسع لأكثر من 500 راكب مقارنة بالطائرات الأخرى الأقل حجمًا وثمنًا، خصوصًا أنَّ مؤسسات التمويل الدولية عبرت هي الأخرى عن قلقها من معاملات التمويل عند انتقال الطائرة من ملكية لأخرى.

ووفقًا للأسعار الجارية للطائرة فإن طيران الإمارات استطاعت توفير تمويل بقيمة 22 مليار دولار "81 مليار درهم" لتمويل أسطول إيه 380 البالغ 50 طائرة منذ تسلمها لأول طائرة في العام 2008.

وأشار التحليل إلى أنَّ شركات الطيران التي امتلكت هذه الطائرة فيما بعد وعلى رأسها طيران الإمارات أكبر زبون لهذه الطائرة أثبتت قدرة مرنة على توفير حاجاتها التمويلية من مصادر متنوعة.

وقال التحليل: إنَّ أبرز مصادر تمويل هذه الطائرة كان ما يعرف بوكالات ائتمان الصادرات "إيكا" رغم أنَّ طيران الإمارات امتازت بقدرتها الهائلة على تنويع مصادر التمويل ليس لعدد محدود من الطائرات ولكن لأكثر من 50 طائرة تمتلكها الناقلة اليوم وتشغلها بفاعلية عالية أكسبتها سمعة عالمية في الوفاء بالتزاماتها المالية كافة.

وأضاف التحليل: إنَّ طيران الإمارات وفرت التمويل لهذا الأسطول الضخم من الطائرات عبر 5 مصادر متنوعة رغم أن وكالات ائتمان الصادرات ما زالت تستحوذ على 36% من حصة التمويل لهذه الطائرة بالنسبة لطيران الإمارات أي 18 طائرة تم تمويلها عبر هذه الآلية، وتوزعت النسب الباقية بين التمويل المصرفي التقليدي وأسواق المال والشراكات المحدودة وشهادات الائتمان وغيرها وهي آليات جديدة طرقتها الشركة بامتياز.

ويستحوذ التشغيل التأجيري على نسبة 20% من حجم التمويل لطائرة إيرباص 380 وأسواق الدين "صكوك وسندات والتمويل المصرفي" أي نحو 10 طائرات. ومولت 8 طائرات من خلال أسواق المال ومعظمها عبر آلية مبتكرة تسمى شهادات الائتمان المعززة "إيه إيه تي سي" مكَّنت الناقلة من تمويل 6 طائرات.

أما الطائرات الأربع الباقية والتي تشكل 8% من حجم أسطول إيه 80 فتم تمويلها عبر إصدار صكوك غير مؤمنة.

وأشار التحليل إلى أنَّ طيران الإمارات أضافت خلال الشهر الـ 15 الماضية 20 طائرة جديدة من طراز إيه 380 إلى أسطولها واستمرت في تنويع مصادر التمويل، حيث استحوذت وكالات ائتمان الصادرات على 39% من نسبة التمويل أي نحو 12 طائرة والباقي تم من خلال آليات التشغيل التأجيري الألماني والبريطاني بـ 10 طائرة وشهادات الائتمان المعززة "إيه إيه تي سي" التي مولت من خلالها 4 طائرات من هذه الطائرات الـ20 الأخيرة.

ومنذ ديسمبر الماضي تسلمت الناقلة 6 طائرات تم تمويل اثنتين منها عبر أسواق الدين واحدة من خلال التمويل الإسلامي التأجيري والأخرى تمويل تجاري تقليدي، أما الطائرات الأربع فتم تمويلها عبر آلية التشغيل التأجيري منها اثنتان عن طريق شركة "اميديو" للتأجير.

 وأشارت مصادر في القطاع إلى أنَّ الناقلة نجحت أخيراً في توفير التمويل لطائرتين من طراز إيه 380 عبر تمويل مصرفي تقليدي بواسطة بنك أبوظبي التجاري. وتسلمت الشركة إحدى الطائرتين في يونيو الماضي والأخرى في نوفمبر.

ونجحت الشركة أخيرًا في توفير تمويل بقيمة 425 مليون دولار لتمويل طائرتين من طراز إيه 380 عبر آليات التمويل الإسلامي بمشاركة كل من مصرف أبوظبي الإسلامي وبنك دبي الإسلامي وبنك دبي التجاري.