باريس - مارينا منصف
لا يمثل المال شيئًا للسائحين الموجودين في الشاليهات الحصرية، فقد يطلب أحد الضيوف ركوب فيل من الشاليه إلى المنحدرات، كما تضطر بعض المتاجر لإرسال مجموعاتها من الملابس إلى الشاليه لصبي من أحد أفراد العائلة؛ فعندما يتوجه منظمو رحلات السائحين الأثرياء إلى المنحدرات من أجل الحصول على منتج فخم، فإن مساحيق الجبل قد تكون أقل مخاوفهم؛ حيث أن الأموال لا تعني شيئًا لهؤلاء الذين يقضون رحلة أسبوعية في أكثر شاليهات التزلج فخامة في هذا الكوكب، فهم يتجهون للتأكد من أن ضيوفهم سيكونون مدللين للهروب المثالي من الشتاء.
وهذا يعني أن منظمي الشاليهات الفاخرة سيكونون مشغولين بالطلبات فاحشة الثراء، الخاصة بكل شيء من الألعاب النارية وحتى الحفلات الباهظة في بارات الثليج خارج الأبواب والحيوانات البرية وأشهى المأكولات التي يمكن أن تقع عليها.
وتلبي شاليهات جبال الألب الحصرية في فرنسا هذا الغرض، والتي تكون تكلفتها 60 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًّا، مع توفير طباخ وسائق خاص، وهي أكثر الوجهات المعروفة والخاصة بأغنى الأثرياء.
وأكد منظمو الشاليهات أن أكثر روادها من الضيوف الروس والبريطانيين والبرازيليين والأستراليين ومواطني الشرق الأوسط.
وذكر مدير مبيعات في بلي سكاي، هاميش جوردون لينوكس، أن الأمر عندما يتعلق بطلباتهم فعلينا أن نتوقع أشياء غير متوقعة حتى في أوقات الملاحظة، مضيفًا: لدينا شعار وهو أنه لا شيء مستحيل، قد يستغرق تنفيذه وقتًا أطول، إلا أنه لا يوجد شيء مستحيل، فلا يوجد طعام لا يمكنك الحصول عليه، ولا توجد أنشطة كبيرة لا يمكنك تنظيمها، وكلما طالت رغبة الشخص التي سيدفع من أجلها، فلا يوجد شيء اسمه لا أستطيع.
وأضاف جوردن لينوكس أنه كان هناك توقع وحيد وكان طلبًا غير معتاد، حيث طلبت ابنة أحد الضيوف التي كانت تحتفل بعيد ميلادها أن تركب فيلًا من الشاليه إلى المنحدرات، وبعد إجراء بعض البحث، قرر بلي سكاي أنه لن يمكن تحقيق أمنية الفتاة في عيد ميلادها بسبب اعتبارات خاصة برعاية الحيوان وارتفاع التكلفة التي تفوق المليون جنيه.
وأكمل: أحد الضيوف كان يريد مبادلة تلفزيونه الـ60 الخاص بفريقه إلى تلفزيون 100، بينما كان آخر يريد أن يستيقظ على أصوات نقيق الطيور.
ويأمل القائمون بالرحلات من الأثرياء في عمل أي شيء ليكون أطفالهم سعداء، لاسيما في ليلة الكريسماس.
وذات يوم استدعى أحد الضيوف "بلي سكاي" يومًا قبل وصوله في فابير وأكد عليه شراء دستة هدايا لكل واحد من أطفاله، باستخدام بطاقته الأميركية اكسبريس سنتيرون، ووضعهم حول شجرة عيد الميلاد، واستلم الأطفال كل شيء من الزلاجات الجديدة إلى الدراجات البخارية الجديدة، وهناك متجر واحد للألعاب في فبيير، وتمكنوا من ذلك وكان الأطفال سعداء للغاية، بحسب لينوكس.
وذكرت العضو المنتدب والشريك المؤسس لكونسينسو ومنظمة الشاليهات الفاخرة، سيري تينلي، أن فريقها ساعد صبيًّا في اختيار ما يناسبه من المنحدرات حيث أحضروا له المحل بأكمله.
وأضافت: لم يتمكن من الذهاب إلى المتجر المحلي لوجود تجمهر حوله، فأحضر المحل كل المجموعات الخاصة به إلى الشاليه حتى يمكنه التسوق بأمان، وذات مرة جردت كونسيسيو غرفة نوم واحدة وحولتها إلى غرفة نوم للكلب، مع كافة وسائل الرفاهية، بالسوار الأبيض والأسود وأطباق الكلب الممتلئة بالمياه والإفيان البحرية.
وأوضحت تينلي: أنه في إحدى المناسبات قاد السائق الكلب إلى مطعم حصري الذي كان يوجد لدى مالكيه غداء، وبعد الغداء عادا إلى المنحدرات وأخذ السائق الكلب إلى الشاليه مرة أخرى.
وفي كورشيفيل كانت مجموعة من الضيوف يأخذون الفودكا الخاصة بهم بعلامة تجارية معينة، وفي الساعة 2.30 ليلاً طلبوا فريق العاملين بكونيسيو لطلب علامة تجارية أخرى.
وأضافت تينلي: أنهم لا يحبون هذه الماركة مطلقًا، ويحبون ماركة أخرى، ووجدت الماركة التي طلبوها في فندق، ودفعت لهم قبل أن تأخذها ودفعت في المجموعة تكلفة 5 آلاف جنيه.
وينظم فريق كونيسيسيو هذا الشتاء حفل مجمد لعيد ميلاد طفلة عمرها 7 أعوام، مع حضور مغني سيؤدي مجموعة من أغاني ديزني وشخصياتها.
كما طلبوا منهم إحضار كافيار مجفف من إيطاليا، ولعبة "كذبة أبريل"، وتبادل الأواني الفخارية وأدوات المائدة من المطبخ التجاري لاستيعاب النظام الغذائي الصارم في كوشيرو، وتستخدم كونسيسيو الألعاب النارية بقيمة 50 ألف جنيه لتضيئ لضيوف الحفل في فال دي إيسر.
واختتمت تينلي: طالما أنها قانونية فيمكن أن نفعلها، فهي القاعدة الوحيدة، وأي شيء قانوني من المحتمل أن يأخذ وقتًا أطول.