يجذب منجم الملح "كيورا" الباكستاني، أكثر من 250 ألف زائر سنويًا، ويعدّ ثاني أكبر منجم للملح في العالم، في منطقة مكتظة لأربعين كيلومترًا من الأنفاق التي بها مسجد مضئ مصنوع من صخور الملح وقطار كهربائي وعيادة للربو.ويقع المنجم على بعد 100 ميل جنوب العاصمة الباكستانية إسلام أباد، ويُعد أكبر وأقدم منجم ملحي في البلدة، ويعود تاريخ اكتشاف هذا المنجم إلى عام 320 قبل الميلاد على يد قوات الإسكندر الأكبر،
غير أن التجارة بدأت في عهد المغول في القرن السادس عشر، وتم تطوير النفق الرئيس الذي يقع على مستوى سطح الأرض أثناء الحكم البريطاني على يد مهندس التعدين د.ارث عام 1872، ولاقى المنجم ازدهارًا منذ ذلك الحين، حيث أصبح هناك خط السكك الحديدية الكهربائية تعمل داخل المنجم منذ العام 1930، وقام ذات مرة بنقل الملح المستخرج من المنجم غير أنه حاليًا يحمل الزائرين إلى تكوينات الملح العجيبة المثيرة.
ولايزال هذا المنجم هو المصدر الأكبر للملح في باكستان، حيث ينتج أكثر من 350 ألف طن سنويًا، ويتم الحفر فيه على 18 مستوى مختلف، وللحفاظ على هذا المنجم الواسع من الانهيار، يتم تعدين 50% فقط من الملح الذي يتم اكتشافه في منطقة تصل إلى 110 كم مربع، وهناك سبع طبقات ملح كثيفة تترابط مع سمك تراكمي لـ150 مترًا من الملح، وفي بعض الأماكن فإن الملح الصخري يكون نقيًا بنسبة 99%، وتبدلت الأنفاق الغائرة بحزم من الملح ذو اللون الأبيض والوردي الشفاف.
وهناك عيادة علاج الربو التجريبية، التي تجذب السائحين من كل أنحاء العالم، ويعتبر البعض الكهوف الملحية كبديل للعقاقير، حيث أن مرضى الربو أو الحساسية يمكنهم الاستفادة من استنشاق جزيئات الملح المضادة للجراثيم لفتح الرئة، وتقع عيادة الربو في مكان عميق تحت الأرض داخل المنجم، وتحتوي على 12 سريرًا ومكان للاستقبال مزين بالمصابيح المصنوعة من الملح.
جدير بالذكر أن منجم "سيفتو كندا Sifto" هو أكبر منجم ملحي في أونتاريو.