دبي- صوت الإمارات
أجمع خبراء في قطاع السياحة والضيافة ومسؤولو فنادق على أن عام 2015 سيكون عام التحديات والفرص، وسط منافسة أسواق إقليمية، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خصوصا مع انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، مما سيؤدي إلى تراجع السياحة من أسواق رئيسية مثل روسيا.
وعلى الرغم من ذلك، يرى هؤلاء أن حركة السياحة الخليجية إلى الإمارات لن تتأثر كثيرا، خصوصا من السعودية، في الوقت الذي تشير فيه مؤشرات لنمو متوقع في حركة السفر، تتطلب توظيفها والاستفادة منها لدعم حركة السياحة، وتعزيز الإشغال الفندقي، خصوصاً مع ارتفاع عدد الغرف بالدولة إلى أكثر من 100 ألف غرفة، ودخول نحو 6 آلاف غرفة جديدة في العام الجاري، مع توقعات بتراجع أسعار الغرف.
وأفاد المدير التنفيذي لـ "أتش أم أتش" لإدارة الضيافة، لوران فوافنيل، أن عام 2015 سيكون عاماً حافلاً بالتحديات، ووفقاً للتوجهات الحالية، هناك عوامل تضغط على أسعار الغرف والإشغالات مثل الأزمة الروسية، والمنافسة من مصر والإضافات المتزايدة من الغرف الجديدة، وغير ذلك.
وأوضح أنه بالرغم مع ذلك، فإن سوق الإمارات، وخصوصا دبي، ومع النمو الهائل في صناعة الطيران، خاصة شركات الطيران منخفضة التكاليف، وطاقة المطارات المتزايدة، وظهور أماكن الجذب والترفيه الجديدة، والبنية التحتية لتطوير الأعمال، مع الاستفادة القصوى من التكنولوجيا، والتسويق الرقمي وعبر قنوات التواصل الاجتماعي، والمستوى المرتفع من المن والأمان وغير ذلك، فإن آفاق النمو مستمرة في دفع الطلب على السياحة إلى الدولة، مما يرفع عدد الزائرين المتوقع، مشيراً إلى أن هناك أعمالاً كافية بالسوق المحلي في مختلف القطاعات للحفاظ على الفنادق القائمة والجديدة، إلا أن تلك السوق بحاجة للعمل الجماعي للحصول على حصة أكبر من السياح.
وبين لوران أنه، ونتيجة لتراجع أسعار النفط، فإن أعداد الزائرين من روسيا ودول الكومنولث المستقلة تراجعت بشدة خلال الربع الأخير من العام الماضي، لافتا إلى أن الاتحاد الروسي هو خامس أقوى سوق للسفر إلى الخارج في العالم، وسوق مصدر رئيسي للإمارات خلال الفترة من أيلول/سبتمبر إلى حزيران/يونيو. وأضاف: من الطبيعي في ظل هذه الأوضاع أن نشهد تراجعاً كبيرا من سياحة هذه المنطقة إلى الدولة، إلا أن هذا الوضع لا ينطبق على مجلس التعاون الخليجي، فالطلب مستمر في قوته من السياحة السعودية وغيرها من دول مجلس التعاون.
وأشار إلى أن تراجع أسعار النفط يأتي في صالح دول تشهد نمواً في السياحة الخارجية، وتابع: لمسنا زيادة في أعداد الزائرين من الهند والصين ساعدت على رفع الإشغال، لكن ليس بنفس معدل سوق دول الكومنولث، كما أن استبدال سياح دول الكومنولث بالمسافرين من هذين السوقين أضعف إلى حد ما العائد على الاستثمار وإيرادات الغرفة الواحدة المتاحة.
ويوضح لوران أن المستقبل ملك للأسواق المصدرة الجديدة مثل الهند، والصين وأفريقيا التي تتمتع بطبقة متوسطة تتوسع بسرعة، كما أن نمو شركات الطيران منخفضة التكاليف عزز من أهمية هذه الأسواق، ولا شك أن دبي بما تمتلكه من عناصر جذب سياحي وبيئة آمنة تعد مكاناً مضموناً للعائلات الباحثة عن عطلة عالية الجودة بأسعار معقولة.
وبين أن أسعار عام 2015 تتوقف على ظروف السوق وسرعة عودة دول الكومنولث إلى الارتفاع، والمنافسة مع مصر والموقف من زيادة الغرف، كما أن الأسعار تعتمد على اتجاهات الصناعة الحالية، وربما يشهد متوسط أسعار الغرفة تراجعا طفيفاً مقارنة بعام 2014، موضحاً أنه مع زيادة الغرف في السوق، ربما تشهد الأسعار انخفاضا مؤقتا في متوسط أسعار وإيرادات الغرفة الواحدة المتاحة، لكن الارتفاع سيعود بسرعة مع زيادة الطلب. ويتوقع سيرج زالوف، الرئيس والمدير التنفيذي لمنتجع أتلانتس النخلة، زيادة الإقبال على الإقامة بالفنادق خاصة في الأشهر الأولى من 2015، تزامنا مع فعاليات مهرجان دبي للتسوق، بالإضافة إلى فترة الموسم الشتوي، موضحاً أن هذا يأتي متزامناً مع عروض مخصصة في "أتلانتس".
وأشار إلى أن العروض عنصر مهم في تحسين الإشغال والعائدات، لافتا إلى أن "أتلانتس" سيوفر مجموعة متنوعة من عروض الطعام الشرقية والترفيه، جنباً إلى جنب مع عروض الألعاب النارية يوم 18 فبراير ليلة رأس السنة الصينية الجديدة، ضمن مجموعة عروض تستهدف نمو الإشغال على مدار العام.
وأوضح سيرج أن "أتلانتس" سيواصل استراتيجية زيادة التنوع في الأنشطة الترفيهية وخدمات الضيافة، مع المحافظة قدر المستطاع على أسعار الإقامة للمساهمة.
ومن جانبه، أوضح مدير التسويق والمبيعات في فندق تماني مارينا شريف الإبراشي، " وصل الأداء الفندقي في عام 2014 إلى مستوى عال بالمقارنة مع 2013 و2012، ويشير المؤشر بأن نسب الإشغال ستكون متساوية ولكن نتوقع زيادة في الإيرادات".
وأشار إلى أنه إذا ما تواصل تراجع أسعار النفط سيؤثر بشكل مباشر على أسعار الطيران بالانخفاض وليس أسعار الغرف الفندقية، إلا أن الزيادة في الإشغال الفندقي في 2015 غير واردة، وفي المقابل، فإن التوقعات تشير إلى نمو العائدات، بالرغم من مختلف التحديات، لافتاً إلى أن مستوى أسعار خلال 2015، ستظل متقاربة جداً لأسعار 2014، لأن عدد الفنادق الجديدة في ازدياد.
نسبة النمو السنوي في إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة في فنادق الدولة، وهي نسبة جيدة تشير توقعات واعدة للنمو في قطاع الفنادق.
يرى الرئيس التنفيذي ل "أتش أم أتش"،لوران فوافنيل، أن الفنادق الاقتصادية هي الاستثمار الأكثر ربحية على المدى الطويل، والمرحلة الحالية هو الأنسب لتشييد هذه الفنادق في دبي.
وأوضح أن الفائض في عرض الغرف في هذا القطاع يضع ضغطاً هائلاً على الأسعار، وبالتالي يؤثر العائد على الاستثمار، ولكن الأمر نفسه لا ينطبق على الفنادق المتوسطة، كما يمكن للمستثمرين أن يتوقعوا عائداً على الاستثمار يتراوح بين 10% و12% سنويا.