مدينة تيكجدة السياحية في الجزائر

تتحول مدينة تيكجدة السياحية في الجزائر مع حلول فصل الشتاء إلى قبلة للزوار وعشاق التزلج، أين تعج المنطقة بسكان القبائل والسواح الأجانب. ونظرا لتنوع التضاريس الطبيعية، وتشكل المغارات عبر فترات زمنية معينة، ما أعطى للمنطقة قيمة سياحية، رشحت أن تكون الأجمل على المستوى الأفريقي، فضلاً عن تصنيفها كموقع مهم ضمن المحميات الطبيعية في العالم ، نظرًا لتزواجها مع حظيرة جرجرة. وعلى الراغب في زيارة المعلم السياحي تيكجدة، المتواجد بين أحضان جبال جرجرة في الجزائر، التي يبلغ ارتفاعها 1475مترًا عن سطح البحر، أن يجد طريقًا له انطلاقًا من مفترق مدينة البويرة، وهو مسلك يفتح للزائر نافذة تمكنه من التمتع بجمالية المكان، والذي يتوفر على لوحة للمناظر الطبيعية الخلابة، والكهوف، والوديان المعروفة بمياهها الدافئة، والصافية، حتى في فصل الشتاء.
وأول ما تطأ قدما السائح هذه الجنة، يكون مجبرًا على تذوق عذوبة المياه المتدفقة من الصخور، وما يميز منطقة تيكجدة هو انفرادها بمناظر طبيعية ونباتات نادرة في العالم، كما يميزها مناخ ملائم للاستجمام صيفًا، والرياضة شتاء، حيث يجد الزوار مكانًا لهم في هذه الرقعة، للتمتع بالثلوج البيضاء، والتزلج، وتكسير رتابة العام عبر تناول بعض الثمار، وتبادل الحديث مع السواح، الذين يجدون ضالتهم في التمتع بالهواء النظيف، والذي يشفي المريض من الأمراض المزمنة، وحتى الأمراض الجلدية كـ"الأكزيما"، وكذلك "ضيق التنفس".
ويزداد جمال مدينة تيكجدة الساحرة لتوفرها على كم هائل من المغارات، والكهوف، التي لا تزال في غالبها غير معروفة، نظرًا لتشابك التضاريس، ويتعلق الأمر بكل من كهف "أسول"، بعمق 900 مترًا، و"النمر" بعمق 1007 مترًا، ومغارة "الجليد" بعمق 230 مترًا.
ويجد السائح مصاعدًا ميكانيكية في مسلك التزلج في تيكجدة، ومصاعد ثلجية في مسلك التزلج الثاني، الواقع في رأس تيمدوين، الذي يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 2305 مترًا، شرق المنطقة، والتي تعتبر من أحسن المسالك على المستوى الأفريقي.
ولا يتوقف صنع الخالق في هذا المكان عند هذا الحد، بل يتعداه إلى كون المنطقة تعج بالحيوانات ذات الأشكال والأنواع المختلفة، منها قطيع الأبقار والماعز، الذي يخيل للسائح أنها متشردة، لكن هي في الحقيقة قد وجدت الهدوء والأراضي المفروشة بالاخضرار والورود المتنوعة، لتنتشي منها ما تريد.
وفي الجهة المقابلة للبحر تجد القردة، التي تقفز فوق أغصان أشجار الأرز، مرحبة بطريقتها الخاصة بأصدقاء تيكجدة.
وتتوفر تيكجدة على أنواع نادرة من الطيور والحيوانات، منها النسر الملكي، وطير جبايات، وقرد الماغو البربري، والذئب الأحمر، فضلاً عن غطاء نباتي كثيف من أشجار الأرز، والفلين، وأشجار الصنوبر الحلبي الأسود النادر، التي تتراوح أعمارها ما بين 600 وألف عام، وهو ما رشحها لأن تكون موقعًا عالميًا ضمن المحميات الطبيعية لحظيرة جرجرة، منذ عام 1935 وعام 1988، ضمن التراث العالمي البيئي.