الغردقة ـ صلاح عبدالرحمن
الغردقة ـ صلاح عبدالرحمن
تشكل مدينة الغردقة بموقعها الفريد على ساحل البحر الأحمر, بؤرة جذب لافتة لقطاعات عديدة من السائحين, نظراً لطقسها المعتدل معظم السنة وصفاء شواطئها المترامية، كما أن فيها أكبر عدد من القرى والفنادق السياحية في مصر, علاوة على عدد من الجزر الطبيعية التي تشكل بيئة بكراً للنباتات
والطيور النادرة، وممارسة بعض رياضات الترويح, كالصيد البحري والبري.
ولمدينة الغردقة عاصمة البحر الأحمر تاريخها القديم, حيث كانت تعرف باسم هرغادة أي واحة الصحراء, وجاء اسمها من شجر الغردق الذي كان منتشر بكثافة, وتنقسم إلى جهتين: إحداهما على شاطئ البحر الأحمر,
وللغردقة موقعها المتميز جغرافياً, حيث تقع على خط مستقيم من شاطئ البحر الأحمر جنوب مدينة السويس, وعلى بعد 550 كيلومتراً من القاهرة, ومثلما توجد فنادق كبيرة في الغردقة، توجد أيضاً قرى سياحية شاملة جميع أنواع الخدمات السياحية، مثل منطقة الجونة بجوار الغردقة, وكذلك المشروع الجديد خليج سومة الذي يظهر إمكانية التنمية السياحية المتنوعة في مصر, ويبعد عدة كيلومترات عن الغردقة.
ويبرز عنصر الجذب كسمة رئيسية لهذه المنطقة, لما تتميز به من ثروة سمكية وشعب مرجانية وطبيعة خلابة في أعماق البحر، وتحرص المؤسسات المعنية في مصر على ضمان استمرار جاذبية هذه المنطقة وتفردها على المدى الطويل, ويتوافد على هذه المنطقة ألاف السياح من شتى الجنسيات وبخاصة الروس الإيطاليين والألمان, ويحتل السياح العرب مركز الصدارة من حيث معدل وقت البقاء والإنفاق, حيث تكون السياحة الخليجية على أشدها في شهري تموز/يوليو أب/وأغسطس من كل عام.
تقع مدينة الغردقه على الشاطئ الغربي للبحر الأحمر, على خط طول 48' 33° شرقاً وخط عرض 15' 27° شمالاً، تتبع إدارياً لمحافظة البحر الأحمر، وهي عاصمة المحافظة, ويحدها شمالاً مدينة رأس غارب بمسافة 143 كم، وجنوبها مدينة سفاجا بمسافة 61 كم، وتطل على ساحل البحر الأحمر من جهة الشرق,
ومدينة الغردقة هي الرابعة كُبراً من حيث المساحة بعد مدن رأس غارب وسفاجا والقصير, وتبلغ مساحتها 460.5 كم مربع, وتمتد الكتلة العمرانية للمدينة على الطريق الساحلي الموازي لساحل البحر الأحمر في مسافة طويلة تقدر بـ23 كم، بينما لا يزيد امتدادها للداخل عن 3.6 كم.
وتمتد مدينة الغردقة القديمة (الدهار) في شريط طولي، ينحصر بين هضبتين جيريتين، إحداهما في الشرق بين المدينة القديمة والساحل، والأخرى في الغرب, لذلك تقع مدينة الغردقة في سهل ساحلي يتباين اتساعه من منطقة لأخرى،
اكتسبت الغردقة اسمها من شجرة الغردق كما هي عادة تسمية الأماكن وخصوصاً الصحراوية بأسماء النباتات المنتشرة فيها أوالأشجار المميزة.
نشأت الغردقة في أوائل القرن العشريـن كعبارة عن وديان صحراوية، يسكنها بدو مصرييـن يعملون في الصيد والبداوة من عرب الرشنديه وجهينه القادمين من الجزيره العربية والعبابدة على ساحل البحر الأحمر, وشهدت الغردقة طفرة عمرانية خلال الـ 15 سنوات الأخيرة, مع تذايد النشاط السياحي في المحافظة .