لندن - رانيا سجعان
يمكن أن يكون الصيف في المدينة قطعة من الجنة أو النار، حسب المكان الذي تختارونه للسفر، وتتجه درجة الحرارة في دبي نحو 45، ورغم ذلك يحدث شيء غريب وهو وصول المزيد من السياح البريطانيين الى دولة الإمارات، وهي البقعة السياحية الرئيسية هذا الصيف.
ويتوجه السياح، الجمعة المقبل، إلى مطار جاتويك، وهو أكثر المطارات ازدحامًا للسفر إلى الخارج، للسفر للوجهات المتوقعة - إسبانيا بالما دي مايوركا
وملقا وبرشلونة وتينيريفي، من مانشستر، والتي يمكن الآن وصفه بمطار بريطانيا الرئيسي للسفر للعطلات، تبدو قائمته مختلفة قليلاً، فقد أصبحت دالامان في تركيا الواجهة المفضلة بدلاً من ملقا، واليكانتي محل برشلونة.
جميعها وجهات يمكن التنبؤ بها، فقد كانت الوجهة الأولى من مطار هيثرو: مطار جيه إف كيندي نيويورك، والتي أقلعت من باريس عندما تم افتتاح نفق بحر المانش.
الجمعة المقبل، سيكون هناك معدل أعلى وهو 10 ركاب في الدقيقة، والذين سيصعدون على متن الطائرات العابرة للقارات، وهي الأحدث في العالم من مطار هيثرو إلى مطار جون كنيدي، وأقول حظًا سعيدًا للجميع: حتى الساعة 4 صباحًا بالتوقيت المحلي، كانت صحيفة "نيويورك تايمز" تقول إن درجة الحرارة في مانهاتن هي 28 درجة، وهي في طريقها إلى الارتفاع حتى تصل إلى 36 درجة، وهي نفسها متوسط درجات حرارة الصيف في دبي، وهي بالطبع غير ملائمة للطبيعة البشرية.
وتغيّرت الأرقام الصادرة عن مطار هيثرو بشكل كبير، فقد كان المركز الثاني دائمًا من نصيب أدنبرة، التي ظلت مُتوَّجة على المنصة الفضية، وكان ذلك يعتبر انعكاسًا لأهمية الروابط بين العواصم الإنكليزية والأسكتلندية، ولكن الآن الحرارة معتدلة في إدنبرة وصلت إلى 25 درجة.
وبالنسبة إلى حجوزات اليوم الأكثر ازدحامًا في السنة، تبدو الأمور على ما يُرام، حيث وصل متوسط النسبة إلى 6 ركاب في الدقيقة الواحدة، ولكن تم إنزال العاصمة الأسكتلندية إلى المنصة البرونزية، حيث حلّت محلها دبي باعتبارها المدينة المُتوّجة على المنصة الفضية، بمتوسطقدره 6.5 راكب في الدقيقة.
هل تملّكت موجة الحرّ من رؤوس المصطافين، وكانت السبب في توجههم إلى الصحراء بحثًا عن درجات الحرارة الأكثر سخونة؟ لا، ولكن والسبب في ظهور الإمارات العربية المتحدة كموقع سياحي رئيسي خلال هذا الصيف هو تحويل "كانتاس" محطتها للتزود بالوقود من سنغافورة إلى دبي.
وأصبح هناك الآن 11 رحلة يوميًا على هذا الخط، ومعظمهم يستخدمون طائرات الركاب الأكبر في العالم، "إيرباص A380". تتباهى كانتاس والإمارات بهذه الطائرات العملاقة، في حين ينظر منافسوهم -وهم الخطوط الجوية البريطانية، رويال بروناي وفيرجين أتلانتيك - نظرات خاطفة للطائرات الضخمة.
ولكن هل يجب عليك الإسراع للحاق برحلة 09:30 صباحًا، لا تقلق، فهناك أربع رحلات أخرى تقلع في أقل من ساعة.
وتتسبب الحرارة لبعض المصطافين في بعض المتاعب، وذلك وفقًا لأحدث تقييم لوزارة الخارجية البريطانية عن سلوك البريطانيين في الخارج، وهذه الهيئة ليست واحدة من العديد من شركات السفر المراوغة ولكن أرقامها حقيقية، فهي تتواصل مع المواطنين في المملكة المتحدة الذين يواجهون مشاكل في الخارج، وتأسست قبل خمس سنوات، الأمر الذي يجعل من الممكن الآن استخلاص النتائج المعقولة.
وتبقى بعض الأرقام ثابتة وكئيبة، ففي متوسط الشهر فقد 2،400 بريطاني جوازات سفرهم في الخارج، و 300 في المستشفيات (ويفترض أن بعضًا منهم يقعون في الأمرين معًا في الرحلة نفسها). وانخفضت جرائم المخدرات بنسبة 35 في المائة في السنوات الخمس الماضية، وهو أمر مشجّع - إلا إذا أصبح البريطانيون أفضل في عدم الوقوع في الأفعال غير المشروعة.
ولكن الأمر المثير للقلق هو أن المرأة أصبحت أكثر عرضة للخطر، بعدما ظلت نسب الاعتداءات الجنسية في أعلى مستوياتها على الإطلاق، وهناك عشرات من حالات الاغتصاب المُبلَّغ عنها من قبل المواطنين البريطانيين، وهو عدد يمثل نسبة المتوسط في الشهر، وكانت هناك زيادة حادّة في إسبانيا واليونان وتركيا.
وفي كل من الصين والإمارات العربية المتحدة، تم الإبلاغ عن أربع حالات اغتصاب، مقابل لا شيء في العام السابق.
وتناشد زارة الخارجية النساء "باتخاذ الاحتياطات نفسها التي يتخذنها في وطنهن لتجنب تعريض أنفسهن للخطر".
وعلى وجه الخصوص: "لا يمكن قبول الركوب في سيارة الغرباء؛ وبدلاً من ذلك يمكنك طلب سيارة من الفندق أو أن يوصي بالتعامل مع شركة سيارات الأجرة. لا تترك طعامك أو شرابك من دون مراقبة، حتى لا يتمكن أحد من العبث به".
وكما ذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، هذا الأسبوع، أن موجة الطقس الحارة تسببت في ارتباك في الحجوزات، وقال واحد من أبرز قيادات صناعة السياحة والسفر "إن مبيعات تذاكر الفرد للعطلات الخارجية كانت أكثر صعوبة مما كانت عليه خلال أزمة الرماد البركاني في العام 2010، كما أن عروض موسم الذروة أفضل من السنوات الماضية، فقد كان هناك عرض لمدة أسبوع في جزيرة زانتي اليونانية خلال العطلة الصيفية المدرسية، وكانت تكلفتها أقل من 300 جنيه إسترليني (وهي من يوم 29 تموز / يوليو من شركة توماس كوك، بما في ذلك الانتقالات من مطار جاتويك والإقامة ذات الخدمة الذاتية)، جزء واحد من العالم الذي يشهد طفرة الأن وهو القطب الشمالي".
وتدير "هورتيجروتين" العبّارات على طول الساحل النرويجي، وذلك أساسًا فوق الدائرة القطبية الشمالية، وأشارت التقارير أن هناك زيادة بنسبة 50 في المائة في الحجوزات من قِبل المسافرين البريطانيين في تموز/ يوليو، كل عام.
وقالت رئيسة "هورتيجروتين" في المملكة المتحدة كاثرين بيدل: "بمجرد ارتفاع درجة حرارة الطقس تبدأ الحجوزات في القطب الشمالي"، وقد تكون الزيادة من 8،000 إلى 12،000، أو يمكن أن يكون مجرد من ثمانية إلى 12.