سيدني ـ أسعد كرم
تخيل أنك تنظر الى كثبان رملية غبارية هائلة تعلو 100 قدم فوق الآرض .وتخيل الأن أنك على بعد 20 كيلومترا منها،فلا شك سوف تعتقد أنك في الصحراء، ولكنها ليست صحراء.هذا هو شاطئ "ستوكهن" في حديقة "ورمي" الوطنية علي الساحل الشرقي لاوستراليا، وهذه هي بعض من أكبر الكثبان الرملية بالعالم. أنا لا اقف هنا للتعجب فقط، ولكن للحصول على بعض المتعة من خلال التزحلق الى أسفل هذه المنحدرات العظيمة. وفي الواقع إن أصعب جزء فيها هو صعود الرمال ولكنها تستحق الكدح. ويُعدّ شاطئ "ستوكتن" إحدى العجائب المنتظر إكتشافها على طول طريق "ليجندري" حتى الأوتوستراد المؤدي الى المحيط الهاديء الاوسترالي الذي يربط بين "سيدني" و "بريسبان". ولا يعد طريق الاوتوتسراد الاسترالي الطريق الأول كما هو الحال بين مدينتي "لوس أنجلوس" و"سان فرانسسكو" الاميركيتين، فهناك الطريق السريع الداخلي الذي تجتاحه الغابات الكثيفة . وبالإتجاة شمالا من سيدني عبر جسر الميناء يأخذك الأوتوستراد الى" نيوكاسل". وبالدليل، هناك الكثير جدا في نيو كسل من منقلب القرن للعمارة الأصلية، وهو ما يستحق الوقوف هناك لتناول الغذاء والتجول على طول شاطئ البحر. نحن الأن في منطقة "وادي هنتر" الموطن الأصلي لصناعة النبيذ باستراليا وأجزاء من ثمار شجرة العنب ، وهو يستحق التجول بين أشجار العنب ،ومازلنا نتجة شمالا نحو ميناء "ستيفنس" وخليج "نيلسون" الساحر. هذه هي "دولفين" عاصمة أستراليا حيث يوجد حوالي أكثر من 150 دولفين تعيش في مياه الخليج وهو ضعف حجم ميناء سيدني. وتعدّ هذة البلدة منتجعاً رائعاً ومكاناً مثالياً لإكتشاف الحياة البحرية، فهناك الكثير من رحلات الدولفين ورحلات الغوص وصيد الأسماك المرجانية المتميزة ، ولكن بالنسبة لي كان التجديف صباحا حول المنطقة أفضل طريقة لاكتشافها. وتعد الرحلة الجميلة، اذ عليّ ان أمرّ حول الغابات باتجاه قمة "توماري" حسث تكشف عن المنظر المذهل حول الساحل ومشاهدة ممر منظر المحيط الهادي جنوبا والدولفين ومشاهدة الحيتان. وفي يوم عظيم في خليج "نيلسون" حيث المطاعم الخلابة والفنادق والمحلات التجارية ، المدن الخلابة لحدائق الشاي وعش الصقور، هي أفضل إالهاء ولكنني في طريقي تجاة النقطة التالية بعد ثلاث ساعات في "بورت ماكوراي" ، والتي تعد مدينة ساحلية صاخبة . كما تصنف دبب "الكوالا" من الفصائل المعرضة للخطر، فيما يُعد ميناء ماكوراي واحداَ من الأماكن القليلة التي تتواجد فيها دبب الكوالا ،وتاخذ المستشفى كل عام المئات من دبب الكوالا المريضة لمعالجتها، بينما يُترك الكثير منها ليعود الى البرية مرة اخرى، إلا أن هناك أنواعاً مثل الكلارا التي تستغرق وقتاً أطول في المستشفى. وبإشراق يوم جديد بعد الدوران حول الصخور جنوب غرب الحديقة الوطنية على بعد 20 كيلو من آثار مشي "الكنغر" وعبر المنحدرات الصخرية الساحلية أتجه الى "كوفس هابور". لقد أصبح الطقس أكثر أستوائياً بشكل ملحوظ ، فالأن انا قريب من "كوينزلاند" ،وتعد "كوفس" أفضل مكان للبقاء يومين او ثلاثة والتمتع بأشعه الشمس الأستوائية. وقضيت بعد الظهر في ركوب الدراجة في حديقة "دوريقو" الوطنية، هذة هي دوريقو حيث الإنطلاق الحر مع الشلالات والادغال. كوفس مجاورة لجزر "مارين بارك" ، وتقع على إمتداد 50 ميلاً من محمية المحيط التي تحتوي على عدد لا نهائي من السلاحف والشعاب المرجانية والكورال والثدييات البحرية. أنا في طريقي الأن نحو شمال "كوينزلاند" وهناك مكان تمنيتُ زيارتة منذ سنوات عديدة . خليج "بيرون" والوصول اليه يستغرق 3 ساعات من كوفس هابور ، حيث يعيدك الى 60 عام عندما كانت هناك حياة لسكان مختلفة تماما عن الأن ،فخليج بيرن بمقاهية الجذابة ومحلاتة وفنادقة الخلابة وشاطئ البحر الرائع كأنة عطلة في الجنة. البلدة رائعة للغاية ولكن التجول فيها سيرا على الأقدام على طول الشاطئ حتى المنارة التاريخية وهي أفضل نقطة شمالي استراليا. هذا ما مررت بة في "كويزلاند" لرحلة قصيرة حتى "بريسبان". وانتهت الرحلة التي تعد جرعة زائدة من التحفيز البصري ، من الصعب تخيل وجود هذا الكم من الأماكن الخلابة ولكن شمال استراليا اثبت وجود ذلك.