لندن ـ كاتيا حداد
تُدشن الملكة إليزابيث، ألعاب باتون الملكة من قصر باكنغهام، الإثنين، حيث ستعبر تلك الرسالة الملكية أكثر من 70 دولة، وإقليميًا قبل أن تُقرأ، وبعد نحو عام سيتم افتتاح دورة ألعاب الكومنولث لعام 2018 في ولاية كوينزلاند الأسترالية.ولكن لما علينا الانتظار لأكثر من عام لدخول تلك التجربة الممتعة، بيد أن مدينة غولد كوست تستضيف معظم الأحداث إما بأسعار زهيدة أو مجانًا، وتعتبر المدينة من المدن الساحلية التي تمزج ما بين بين مقومات المدينة العصرية والمدينة الساحلية ذات الطبيعة الساحرة في الوقت نفسه، فعند وصولك إليها وبعد رؤية ناطحات السحاب وشواطئها الذهبية تتخيل نفسك في مدينة نيويورك، ولكن سرعان ما تبدل رأيك بعد مشاهدة الشمس وهي تغطس في مياه بحر ثاني أكبر مدينة في كوينزلاند من حيث عدد السكان، وهي أيضًا ثان أكبر مدينة غير عاصمة من حيث السكان في أستراليا.
تبعد غولد كوست، نحو الساعة بواسطة السيارة عن مدينة بريزبن عاصمة ولاية كوينزلاند، ولكنها تختلف عنها اختلافًا تامًا، وهذا ما يجعل منها وجهة فريدة لا يجوز مقارنتها مع أي مدينة أسترالية أخرى، فهي تختلف عن سيدني وميلبورن بطباعها الأوروبية، وحتى بريزبن النابضة بزحمة السكان.
ويُمكن الوصول إلى غولد كوست من خلال مطار بريزبن الدولي، ومن خلال عدة شركات طيران، ومن هناك بإمكانك استقلال سيارة تاكسي، والذهاب بها إلى جولد كوست حيث تبعد نحو ساعة، من خلال طريق سريع ستلاحظ على جانبيه انتشار مدن الألعاب الترفيهية، وبعض المتاجر الضخمة، وفور الدخول إلى المدينة ستسحرك طبيعتها الخلابة، وشاطئها الذهبي الممتد على مد البصر، ومبانيها الشاهقة المتمركزة في بعض المناطق، ما يجعلها مدينة مثالية للاسترخاء، حيث ستلمس مدى الهدوء والراحة سواء في أماكن الإقامة، أو في الأجواء العامة للمدينة.
ومن جانبه، كشف خبير الرحلات والسفر الأسترالي، نايغل تيسدل، أن المدينة هي مدينة رياضية تمامًا، فقد أنعم الله عليها بشواطئ خلابة وبشمس ساطعة 300 يومًا في العام، لذا فإن أغلب سكانها يواظبون على ممارسة الرياضة، وتجعلك متشوقًا لتجربة مغامرة شيقة وركوب القطار، وذلك حسبما يقول ريان فيشر، محترف ركوب العجل الذي يعيش في ضاحية بيرلي هينز في غولد كوست، والذي اشترك في الدورة الـ24 من ألعاب ريو الأولمبية، وسيدخل ضمن الفريق الأسترالي العام المقبل.
وتشتهر أستراليا بشكل عام، وغولد كوست بشكل خاص، برياضة ركوب الأمواج رغم خطورتها في بعض الأحيان، وتوفر بعض المراكز الفرصة للتدريب، لكن بالطبع هي رياضة خاصة بالمحترفين، وعشاق المغامرة، ومن أشهر معالم المدينة، حديقة ساوثبورت برودواتر باركلاندز، التي تضم مساحات شاسعة من المناظر الطبيعية الخلابة والمياه المفتوحة التي سيقام عليها السباق الثلاثي، وعندما تزور الحديقة سيسهل عليك معرفة السبب الذي دفع نجوم الرياضة الأستراليون إلى العيش والتدريب في تلك المنطقة.
وتوفر غولد كوست العديد من الأنشطة للباحثين عن الرفاهية، سواء من خلال مراكز التسوق للماركات العالمية، مثل مارينا ميراج الواقع بالقرب من فندق بالاتسو فيرساتشي، ويوفر عدة متاجر راقية، ومطاعم تطل على المارينا البحري حيث يمكن الاستمتاع بالطعام الشهي وسط منظر خلاب.
ويُمكن أيضًا استئجار قارب صغير، يطلق عليه اسم Duffy electric boat ، الذي يتسع لعشرة أشخاص للاستمتاع بجولة بحرية تصل مدتها إلى 60 دقيقة، حيث يتجول وسط الأحياء والفلل الراقية، منها فلل المشاهير مثل: جاكي شان، وسيتيح لك قائد المركب تجربة قيادته نظرا لسهولته الفائقة.
ويمكنك زيارة المركز المائي، المستضيف مسابقات السباحة والغطس، بل إن أفضل الإطلالات التي يوفرها المجمع الضخم المفتوح على الهواء الطلق، هي من منصة الغطس التي ترتفع عن الأرض نحو 10 أمتار، كما يمكنك السباحة في المسبح الجديد ذو العشر حارات، والذي سيضاف إليه أكثر من 10 آلاف مقعد للجمهور، فيما تصل تذكرة السباحة هناك إلى نحو 3.50 جنية إسترليني، ستجعلك تلك الرياضة هناك تقدر إنجازات الرياضيين مثل السباح الأسترالي، برندن هول، الذي فقد ساقه اليمنى وهو لم يتجاوز السادسة من عمره، وسجل رقمًا قياسيًا عالميًا في السباحة الحرة لمسافة 400 متر في بارالمبياد لندن عام 2012.
وقد نرى العام المقبل، برندن وهو يسبح في مسبح المركز المائي ثمان مرات ذهابًا وإيابًا في أقل من أربع دقائق، فإن أحد مزايا دورة ألعاب الكومنولث، هي دمج رياضة المعاقين في البرنامج اليومي بدلًا من إضافتها بعده على غرار الألعاب الأولمبية.
وستقام على شاطئ بحر كورمبين سباقات للدراجات، وهو المكان الأمثل لعشاق الرياضة وشرب قهوة بيكولو إسبرسو في أحد المقاهي الجميلة في شارع هيث في ضاحية ميامي، فالشاطئ مملوك لبطل ركوب الدراجات الأسترالي، روبي ماكوين، الذي فاز بثلاث بلوزات خضراء في سباق فرنسا للدراجات.