جدار برلين التاريخي

تنتشر هياكل جدار برلين التاريخي، الذي قسم غرب المدينة عن شرقها الشيوعي، بعد 25 عامًا من سقوطه، في مختلق بقاع العالم، فيما أكّد كتاب نشرته وكالة الحكومة الألمانية، يحتوي على مجموعة مكونة من 240 جزءًا من الجدار، متواجدين في أنحاء العالم، أكثر من ثلثهم في الولايات المتحدة.

وتمَّ تشييد الجدار في عام 1961، بعد تقسيم ألمانيا بين قوى الاحتلال، المتمثلة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والاتحاد السوفيتي، في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، ليصبح أحد أقوى رموز الحرب الباردة.

وقتل نحو 136 شخصًا على الأقل على طول الجدار، حاولوا الفرار من الشرق، الذي كان تحت الحراسة المشددة لمدة 28 عامًا.

ومنذ بداية هدم الجدار الفاصل في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 1989، تم تقسيم الجدار وبيعه كهدايا تذكارية، في حين طالبت بعض الجهات الأخرى بناء طريق سريع في جميع أنحاء ألمانيا، ومع ذلك تم بيع أجزاء كبيرة منه للمتاحف الفنية في أنحاء العالم، مثل متحف الحرب الإمبراطوري في لندن، ومكتبة رونالد ريغان الرئاسية في كاليفورنيا.

وظهرت مواقع تثير الدهشة على طول الجدار، على مدى الأعوام الـ25 الماضية، مثل الشارع الرئيسي محطة كازينو، وبيرة وفندق في لاس فيغاس، جيث تمَّ استخدام ألواح الجدار في أحد مراحيض الرجال في الفندق، وتعليق ثلاثة مباول على البلاط الخرساني المغطى بالرسومات، على الجدران التي تصل ارتفاعها إلى نحو 1.8 متر، فيما الجدار نفسه محمي بواسطة الزجاج، ويمكن للزوار الإناث مشاهدة النصب في الحمام بمصاحبة أحد رجال الأمن.

ويمكن العثور على صف من شرائح جدار برلين في بهو الشركة الإخبارية الأرجنتينية "بيرفيل"، في العاصمة بيونس آيرس، حيث اشترت الوكالة الإخبارية 20 قطعة من الجدار في عام 1991، وأوضحت أنَّ "شرائها لتلك القطع لأنها تمثل رمز الحرية".

وتوجد قطع من الجدار في قرية صغيرة تدعى شنغن، جنوب شرقي لوكسمبورغ، وتم تثبيتهم في عام 2010، للاحتفال بمكانتها في التاريخ الأوروبي، فقد تم توقيع اتفاق "شنغن"، الذي بشر ببداية "أوروبا بلا حدود" في عام 1985، من طرف خمس من الدول العشر الأعضاء في الجماعة الاقتصادية الأوروبية، لمنح المواطنين حرية السفر دون شيكات الحدود، وشيد هذا الجزء من الجدار بمناسبة الذكرى 20 للاتفاق.

ويوجد أطول قسم للجدار في الولايات المتحدة، حيث عشرات القطع التاريخية المتنوعة تقف أمام مبنى "بوليفارد"، بما فيها قطعة الدب الأخضر، التي رسمها فنان الشارع المعروف باسم بيمير.

و نقلت قطع من الجدار إلى أمام متحف ويندي في لوس أنجلوس في عام 2009، احتفالا بإحياء الذكرى العشرين لسقوط جدار برلين، وهو معهد البحوث والتعليم الذي يحافظ على القطع الأثرية من الحرب الباردة.

وفي فندق "هيلتون أناتول دالاس" يوجد جزئين من الجدار، كجزء من مجموعة الأعمال الفنية ذات الشهرة الخاصة، أعطاها الشريك الألماني للفندق في عام 1990، ووضعت في البداية في حديقة الفندق، قبل نقلها إلى الممر في عام 2011.

وضعت قطعة من جدار برلين أيضًا في الفاتيكان، في آب/ أغسطس 1994، وقد زينت إحدى لوحاته برسمة من كنيسة القديس ميخائيل، وكانت هدية من طرف مدير رياضة السيارات "فيراري" ومدير فريق "فورميلا1"، ماركو بيشينيني، والذي حصل على الجدار في مزاد في مونتي كارلو عام 1990.

ويقع أطول امتداد للجدار لايزال على قيد الحياة في معرض الجانب الشرقي في برلين، ويبلغ طوله نحو 1.3 كيلومتر.