أبوظبي - صوت الإمارات
كشفت "ستراتا" الوطنية المتخصصة في صناعة هياكل وأجزاء الطائرات، عن اتجاهها بنهاية العام الجاري لبدء تصنيع الأسطح الخارجية لأجنحة طائرات "إيرباص 350" كسابع برنامج للتصنيع الحصري تضيفه الشركة إلى أنشطتها الإنتاجية لمكونات الطائرات ضمن شراكتها مع كلٍ من "إيرباص" و"بوينغ".
وأكد الرئيس التنفيذي لـ"ستراتا" بدر العلما في تصريحات صحافية في أبوظبي، مواكبة للإعلان عن قمة التصنيع التي تستضيفها أبوظبي العام المقبل، أن المصنع الجديد الخاص بالشركة في العين مازال يمر بمرحلة الدراسة، حيث تجري المفاوضات مع شركات التصنيع العالمية حتى يتم الاتفاق على القطع المطلوب تصنيعها في الإمارات، وبالتالي بدء وضع تصميم المصنع والخطوط الإنتاجية المطلوبة، مستبعدًا أن يتم الوصول لاتفاق نهائي بشأن ذلك خلال العام الجاري.
وأضاف العلما أن "ستراتا" تواصل حاليا برامجها التصنيعية الستة الخاصة بمكونات عدد من الطائرات ومنها "إيرباص 330 و380"، كاشفًا عن مفاوضات مكثفة تجري حاليا مع شركتي "بوينغ" و"إيرباص" لتصنيع الطائرات للاتفاق بشكل نهائي على أجزاء الطائرات التي تتولى "ستراتا" تصنيعها حصرياً خلال السنوات المقبلة، وذلك لتحدد "ستراتا" بعد ذلك بشكل نهائي تصميم المصنع وموعد بدء الأعمال الإنشائية به.
وأشار إلى اتجاه "ستراتا" لدراسة الفرص الاستثمارية المواتية خارجيا، كاشفا عن وجود مباحثات بهذا الشأن، حيث تسعى الشركة من خلالها للوجود بشكل رئيسي قرب الشركات العالمية في الولايات المتحدة الأميركية ولاسيما لتعميق الشراكة مع كلٍ من "إيرباص" و"بوينغ" إضافة لبعض الأسواق في شمال إفريقيا.
وتابع أن "نسبة النمو السنوية لأنشطة الشركة تصل إلى 100% تقريبا، وأنه من المنتظر أن تتجاوز عوائد الشركة بنهاية العام الجاري حاجز 400 مليون درهم"، لافتا إلى أن "ستراتا" ستدخل مرحلة تحقيق الأرباح بحلول عام 2017.
وعن اتجاه الشركة للاعتماد على الصناعات المعدنية المحلية وإنتاج الشركات الوطنية الكبرى من الألمنيوم والحديد، لفت إلى أن الاعتماد حاليا يتركز على منتجات الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم مع انحسار طلبيات "ستراتا" على عقود محددة، مشيرا إلى أن الاستعانة بتلك الشركات يتطلب موافقات واعتماد مباشر من جانب الشركات العالمية حتى يتم إدخال منتجاتها ضمن مكونات الطائرات التي تصنعها "ستراتا"، وأشار في هذا الصدد أنه تم اعتماد عدد من موفري الخامات الصناعية، وأن الشركة تسعى إلى اعتماد عدد من المزودين الآخرين.
وأوضح العلما أن الإمارات دخلت بشكل مباشر إلى الصناعات الثقيلة ولم تمر بمراحل نمو تدريجي في الصناعات مثل بعض التجارب الأخرى، ما يعكس مدى استعداداتها الهائلة سواء على صعيد البنية التحتية وامتلاك مقومات التصنيع أو الخبرات والمهارات التي تمتلكها كوادرها البشرية، لاسيما أن الاستثمار في قطاع صناعة الطيران يحتاج إلى جهد كبير واستثمار أكبر في تأهيل وتطوير الكوادر البشرية القادرة على أن تدفع عجلة نمو هذا القطاع إلى الوجهة المنشودة.
وبيّن أن أهم عوامل نجاح"ستراتا" مساهمة القطاع الحكومي في الاستثمار في بناء المستوى الأولي من الكفاءات وتجهيزها للشركة لتستطيع بدورها الانطلاق في نشاطها الصناعي، وأن برامج التدريب والتوطين في الشركة أسهمت منذ نشأتها في توفير الكفاءات الوطنية الشابة المدربة .
وأردف إن حصة السوق المحلي من إجمالي إنفاق "ستراتا" بلغت 28%، يذهب معظمها إلى عقود مع الشركات الصغيرة والمتوسطة ولاسيما المموّلة من قبل صندوق خليفة أو مؤسسة محمد بن راشد وتسعى الشركة إلى رفع هذه النسبة إلى 30% بنهاية العام الجاري.
وذكر العلما إلى اهتمام الشركة بتأهيل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بصفة خاصة من أجل تمكينها من الدخول في سلاسل التوريد العالمية الخاصة بصناعة الطيران، مؤكداً أن هذا الإنجاز المتمثل في توسيع قاعدة الموردين المحليين وتشجيع أكبر عدد من الشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة منها على وجه الخصوص، يعد دليلاً ملموساً على التزام "ستراتا" برؤية أبوظبي 2030 والتي تهدف إلى تنويع اقتصاد إمارة أبوظبي .
وبشأن قمة الصناعة والتصنيع التي تستضيفها أبو ظبي في النصف الثاني من العام المقبل، قال العلما تمثل القمة أول وأكبر تجمع من نوعه في العالم في قطاع الصناعة حيث تضم أكثر من 1000 مشارك وستختص بدراسة التحديات التي تواجه القطاع من حيث التمويل والبيئة والسياسات المتعلقة بتشجيع التصنيع وتدريب الكوادر الوطنية.
واختتم بأن أعضاء مجلس الأجندة العالمية أبدوا إعجابهم بما وصلت إليه دولة الإمارات في مجال الصناعة والتكنولوجيا خلال السنوات القلائل الماضية، مقابل دول أخرى استغرقت أكثر من 20 عاما لتحقيق نتائج مشابهة، مشددا على أن الإمارات قطعت شوطا كبيرا في تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية بشكل متزامن، خاصة في مجال مثل صناعة أجزاء الطيران.