لندن - ماريا طبراني
نُشرت نتائج أحدث دراسة بشأن أهم مصادر التلوث في المطبخ، والتي قد تسبب تسممًا غذائيًّا، والمفاجأة تكمن في أخطار المناشف القماش والهواتف النقالة وأسباب التلوث الأخرى التي تؤدي إلى إيواء البكتيريا التي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي.
ولأن الناس يميلون إلى لمس المناشف قبل غسل أيديهم، فذلك ما ينشر الحشرات الضارة، واكتشف الباحثون وأيضًا أن كثير من الناس يتعاملون مع هواتفهم النقالة أثناء إعداد وجبات الطعام، ومن المعروف أن الهواتف تمتلئ بالبكتيريا من كثرة الاستعمال.
وتدعم الدراسة الجديدة ما وصلت إليه الأبحاث السابقة من جامعة أريزونا، والتي وجدت أن 90% من المناشف تكون السبب في التسمم الغذائي البكتيري، بينما اكتشفت ورقة بحثية أخرى من الجامعة نفسها أن الهواتف المحمولة مليئة بعشرة أضعاف البكتيريا أكثر من مقعد المرحاض.
ولاحظت الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة اتجاهات حماية الأغذية، أن 123 شخصًا يستخدمون الهواتف أثناء إعداد الوجبات وذلك عن طريق الفيديو.
بينما أكدت كبير الباحثين الدكتور جيني سينيد، من جامعة ولاية كنساس، أن الدراسة كشفت كيف تضع الأسر نفسها في خطر أثناء الطبخ، مضيفة: أولًا، لوحظ أن المشاركين يكثرون من التعامل مع المناشف، بما في ذلك المناشف الورقية، حتى دون استخدامها للتجفيف، من هنا تم تحديد أن المناشف من أكثر الملوثات مقارنة بجميع الأسطح الملامسة الواردة في الاختبار، وكثير من الناس يلمسون المنشفة قبل غسل أيديهم أو استخدام منشفة بعد غسل أيديهم بشكل كافٍ.
وأوضحت الدكتور سينيد أنه حتى بعد غسل أيديهم بشكل صحيح، فإنهم عادة ما يستخدمون المنشفة المصابة ويلوثون أنفسهم من جديد، وهذه يمكن أن تكون واحدة من النتائج الأكثر أهمية في الدراسة؛ لأن المناشف القماش يمكن أن تتحول بسرعة وسهولة لتصبح ملوثة بمستويات كبيرة، بما في ذلك الكائنات الحية الدقيقة التي يمكن أن تتسبب في أمراض تنتقل عن طريق الأغذية.
وأشارت الأبحاث السابقة، التي وجدت أن السالمونيلا البكتيرية توجد عادة في اللحوم ومنتجات الدواجن الخام، وتنمو على الملابس المخزنة بين عشية وضحاها، حتى بعد أن يتم غسلها وشطفها في الحوض، لذا تنصح الأسر بغسل المناشف القماش بعد استخدامها أثناء إعداد وجبة الطعام، أو استخدام المناديل الورقية والتخلص منها بعد كل استخدام.
ووجدت الدراسة أيضًا أن الناس في كثير من الأحيان يتعاملون مع هواتفهم النقالة، والتي يمكن أن تكون مليئة بالبكتيريا المسببة للتسمم الغذائي، عند إعداد الطعام.
جدير بالذكر أنه في الولايات المتحدة الأميركية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها يعاني كل عام نحو 48 مليون أميركي من التسمم الغذائي، مع احتجاز 128ألف شخص في المستشفى ووفاة 3 آلاف آخرين من الأمراض التي تنقلها الأغذية.
وذكرت وكالة المعايير الغذائية في المملكة المتحدة أن هناك أكثر من 500 ألف حالة من حالات التسمم الغذائي سنويًا ناتجة عن مسببات الأمراض المعروفة، وان هذا الرقم سيصل إلى أكثر من الضعف إذا اشتملت حالات التسمم الغذائي من مسببات الأمراض الأخرى غير المعروفة.