لندن - كاتيا حداد
استخدم الباحثون في الولايات المتحدة المخ الكهربائي لتعزيز اليقظة للأفراد العسكريين المحرومين من النوم في قاعدة للقوات الجوية، وأظهرت التجارب على الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم من 18إلى 42عامًا، أنَّ نصف ساعة من تحفيز المخ الكهربائي تُحسّن من الأداء ثلاث أضعاف تأثير الكافيين.
واكتشف العلماء في مختبر أبحاث سلاح الجو الأميركي في نيو كارلايل، أوهايو، إمكانات تحفيز المخ لمساعدة المحللين الذين يقضون ساعات على الصور لتحديد أهداف عسكرية.
وصرّح الطبيب النفسي المشرف على البحث، اندي ماكينلي، بأنَّه "في سلاح الجو نجري الكثير من المهام الاستخباراتية ولدينا الكثير من المحللين الذين يبحثون عن الأهداف، والتي من الممكن أن تكون مركبات أو مباني أو أيًا كان، ولا يوجد هذا النوع من الحواسيب الذي قد يساعد في هذا النوع من المهام، فقط العنصر البشري وحده القادر على ذلك، ولو أننا نستطيع مساعدة الناس للانتباه لفترات طويلة، فهذا حقا مهم جدًا".
وأمضى ثلاثون موظف عسكري يومًا عاديًا في العمل قبل أن يتوجهوا إلى المختبر للمشاركة في الدراسة، التي امتدت طوال الليل حتى أنهم ظلوا مستيقظين لمدة 30 ساعة متواصلة، كل ساعتين يوضح المشاركين ردة فعلهم بشأن الاختبار، كما شاركوا في اختبار اليقظة الذي يلزمهم بمشاهدة متواصلة لنقطة مضيئة تتحرك بشكل مطرد في جميع أنحاء محيط الدائرة، وبين الحين والآخر، كل نصف ساعة تقفز النقطة إلى موقع معين، وكلما حدث ذلك، ينقر المراقبون على الزر كردة فعل.
وفي الساعة الرابعة صباحًا، أداء الناس المعرفي، عادة يكون في أقل مستوياته، غير أنَّ العلماء وضعوا أقطابًا كهربائية على رؤوس الجنود، وحصلت مجموعة واحدة منهم على الكافيين، فيما حصلت مجموعة أخرى على شراب وهمي خالي من الكافيين وعلكة و30 دقيقة من التحفيز الكهربائي، أي لا منشطات على الإطلاق.
وأظهرت التجارب السابقة، نتيجة أنَّ الجنود الذين حصلوا على التحفيز الدماغي لا يزال أداؤهم على المستوى نفسه بعد ست ساعات، في حين أنَّ الذين حصلوا على الكافيين والكافيين الوهمي، انخفض أداؤهم بشكل سريع.
وأوضح الدكتور ماكينلي، أنَّه حين أعاد العلماء الاختبار في الثامنة صباحًا، وجدوا أنَّ الذين حصلوا على التحفيز الكهربائي استيقظوا بنسبة 60%، بينما الآخرين 30%، وتخطت مجموعة التحفيز الكهربائي أفضل درجات التعب والنعاس والطاقة والمزاج مقارنة بمجموعة الكافيين والكافيين الوهمي، ما يثبت أنَّ للكافيين تأثير على أداء الناس، ولكن لساعتين فقط.
ويجري الباحثون دراسات بشأن التحفيز الكهربائي للمخ وإمكان إطالة مفعوله لفترات أكبر، ولكن حذَّر الطبيب النفسي في جامعة "سوانسي" نيك ديفيس، من أنَّ الجمهور قد لا يكون على دراية بالمخاطر المرتبطة بتحفيز المخ الكهربائي، وخصوصًا لدى الأطفال، ومن بين أبرز تلك المخاطر تغيرات في المزاج.
وبشأن بيع أجهزة تحفيز المخ، جاء تحذير مماثل في تقرير من الباحثين في كلية "مارتن أكسفورد"، في جامعة أكسفورد، في نيسان/ أبريل الماضي، أوضح أنَّ "علماء الأعصاب متفائلون بحذر بشأن احتمالات استخدام أجهزة تحفيز المخ الكهربائية، ولكن الجدير بالذكر أنَّ الأجهزة المباعة حاليًا لم تنظم بشكل وثيق".