الخليل - عثمان أبو الحلاوة
يعتبر "حلقوم سدر"، في بلدة الخليل القديمة، بمثابة أحد الرموز المتأصلة منذ مئات السنين، لاسيما وأنه يتميز بموقعه إلى جوار الحرم الإبراهيمي الشريف، وظل صامدًا رغم العروض المغرية ومحاولات إغلاقه المستمرة.
وأوضح عبد المعز سد، صاحب مصنع "الحلقوم"، أن أجداده كانوا أول من عمل في بيع راحة الحلقوم الشهيرة في مدينة الخليل، ولقب الموقع بالمهنة ذاتها، لافتا إلى أنه أنشىء منذ حوالي 193 عامًا.
وأضاف أنه يواصل عمله في المصنع، مع بلوغه سن الـ 57، عبر معدات متواضعة، في محل أثري يقع في حارة المحتسب في بلدة الخليل القديمة، مؤكدًا أن المصنع يتمتع بنكهة خاصة، وألوان قوية تجذب الكبير قبل الصغير، فضلا عن أسعار تناسب الطبقات الاجتماعية كلها.
وينتج مصنع الحلقوم حوالي 12 صنفاً من الحلويات بمذاقات مختلفة، أبرزها الحلقوم والفستق الحلبي واللوز والبندق، فيما يتم تصنيع الحلقوم عبر ماكينة وحيدة لدمج كميات من السكر والماء والنشا وبعض العطور والمواد التي تضفي الألوان الجذابة، قبل أن يتم تعبئة المنتج في عبوات تحمل اسم المصنع.
وأشار إلى أن الحلقوم يتم تصديره إلى الدول العربية والأجنبية، في الوقت الذي لم يتغير سعره، حفاظا على أصالة المنتج الفلسطيني ونقل التراث إلى العالم.
وعرض على سدر مبالغ ضخمة من أجل أن يترك عمله في الخليل، وينتقل للعمل في دول أوروبية، إلا أنه رغم هذه العروض قائلاً "كل مال الدنيا ما بيسوى صلاة في الحرم".
وأبرز سدر، لـ"العرب اليوم"، أن الاحتلال يعمل على مدار الساعة من أجل تهويد البلدة القديمة وإفراغها من السكان، وإغلاق المحال التجارية من خلال الاعتداءات المتواصلة، وتوقيف المواطنين والتفتيش اليومي.
وتابع "كل ذلك لا يثنيني عن الصمود في مكان أجدادي".
ويأمل سدر في تطوير المعدات الخاصة بالحلقوم، لتصبح بإمكانات أكبر يمكنها إنتاج كميات من المنتج، وبجودة أعلى، من أجل إتاحة الفرصة للمنافسة في الأسواق الأجنبية .