نجاح أول عملية لزراعة قضيب

حقق أطباء جراحة في جنوب أفريقيا، إنجازًا جديدًا في عالم زراعة الأعضاء، إذ نجحوا في أول عملية جراحية لزراعة قضيب،  لم تستغرق سوى 9 ساعات؛ سُمح للمريض بعدها أن يتبول بشكل طبيعي، وعاد العضو لنشاطه الجنسي مرة أخرى.

وكان الرجل الذي خضع للعملية اضطر قبل 3 أعوام لأن يبتر قضيبه بعد عملية ختان فاشلة، مثل الآلاف من الشباب الذي ينتمي معظمهم لقبيلة "خوزا" في جنوب أفريقيا، حيث يمارسون الختان في إطار من الطقوس التقليدية، ويقدر خبراء أعدادهم بحوالي 250 رجل يفقد عضوه التناسلي كل عام، بسبب الختان الذي أدى إلى مضاعفات طبية خطرة.

وصرَّح الأطباء الذين أجروا العلمية من جامعة "ستتيلينبوش"، ومستشفى "تيجيربيرج" في كيب تاون جنوب أفريقيا، واستخدموا قضيبا مُتبرعا به لشخص متوفى، بأنَّ "إجراءات العملية تمكن الرجل من استعادة كل الوظائف الحيوية في العضو الذي زرعوه"، مشيرين إلى أنَّ أمامهم 9 مرضى آخرين ينتظرون زراعة القضيب.

وأكد رئيس قسم المسالك البولية في الجامعة البروفيسور أندريه فان دير ميرفي، أنهم فوجئوا بالتعافي السريع للمريض، موضحًا "كان هدفنا أن يعمل القضيب بطاقته الكاملة خلال عامين، ولكننا دُهشنا للغاية من سرعة شفائه".

وأوضح الطبيب المشارك في العملية البروفيسور فرانج جراوي، "إنها طفرة هائلة، لقد أثبتنا أنَّ ذلك يمكن أن نفعله، وأننا نمنح شخصًا ما العضو، سيكون جيدًا مثل الذي كان لديه"، وأضاف "إنه شرف كبير أن أكون جزءا من هذه العملية الناجحة والأولى في العالم لزرع القضيب".

وأشار فرانك أيضًا إلى التأثير السلبي الذي يحمله "بتر القضيب" على الرجال، خصوصًا الشباب بين 18 و 19 عامًا، موضحًا "فقدان القضيب مؤلم للغاية".

ونوَّه بأنَّ من يفقد عضوه لا يملك القدرة النفسية بالضرورة لمعالجة الأمر، والتخلص من آثاره، وتوجد تقارير عن الانتحار بين هؤلاء الشباب، وأضاف "إنَّ العثور على عضو يمنحه أحدهم كان تحديًا رئيسيًا لمثل هذه العملية، إنَّ الذين يتبرعون بقضيب لهم أو لأحد أفراد أسرتهم أبطال".

وجاء تنفيذ تلك العملية في إطار دراسة تجريبية لتطوير زرع القضيب بطريقة يمكن تنفيذها في مستشفى نموذجي في جنوب أفريقيا، وقد بدأ الإعداد لدراسة العملية عام 2010.

وقرر البروفيسور فان دير ميفي وفريقه الطبي بعد بحث مستفيض أن يستخدم التقنيات المتطورة في أول عملية زراعة عضو، وكانت هذه العملية الثانية من هذا النوع، ولكنها المرة الأولى في التاريخ التي يتم التوصل فيها إلى نتيجة إيجابية طويلة الأمد.

وكانت هناك عمليات غير ناجحة نُفذت من قبل، مثل رجل صيني خضع لعملية زراعة القضيب عام 2005، ولكن ذلك الرجل طلب من الأطباء الجراحيين إزالة العضو الجديد بعد أسبوعين.

وأبرز البروفيسور فان دير ميفي، فيما يتعلق بالجانب التطبيقي لعملية زرع القضيب الناجحة، أنَّ العلاج يمكن أن يشمل هؤلاء الذين "فقدوا قضيبهم بسبب سرطان القضيب، أو يستخدم كعلاج أخير لعدم القدرة على الانتصاب الشديد بسبب آثار جانبية لبعض الأدوية".

وأشادت حكومة جنوب أفريقيا بالأطباء الجراحيين الذين أجروا العملية، إذ أكد رئيس وزارة الصحة الجنوب أفريقي الدكتور بيث إنجلبرشت، "إننا فخورون للغاية لكوننا جزء من هذا الإنجاز العلمي الرائد".

وأضاف إنجلبرشت "من الجيد أن نعرف أن حياة الرجل الشاب تغيرت كثيرًا مع هذا الإنجاز الفريد الجراحي والمعقد للغاية، فمن خبرتنا نعلم أن ضعف القضيب أو تشوهاته له أثره النفسي السلبي الكبير على الناس".