علاج مرضى الثلاسيميا في أبوظبي

أعلنت مؤسسة الشيخ سلطان بن خليفة الإنسانية، اعتزامها إنشاء مركز شامل لأبحاث وعلاج مرضى الثلاسيميا وأمراض الدم، في إطار خطتها الاستراتيجية التي تهتم بالتوعية بالمرض وتشجيع البحث العلمي في إطار محاربته واكتشاف سبل جديدة للوقاية منه وتفادي آثاره على صحة الأجيال القادمة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام للمؤسسة، الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، أمس الخميس.

كما أعلن الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان إطلاق الفئة الجديدة من الجائزة للأبحاث العربية والممارسات المبتكرة في الوطن العربي لمكافحة مرض الثلاسيميا وأمراض الدم، وذلك تنفيذاً لتوجيهات مستشار رئيس الدولة الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان .

وأطلقت المؤسسة فئة الجوائز العربية وذلك ضمن فئات جائزة سلطان بن خليفة العالمية للثلاسيميا للعام 2015 التي تشمل فئتي الجوائز المحلية والعالمية، كما أعلنت المؤسسة عن البدء بتلقي طلبات الترشيح لفئات الجائزة في نسختها الثانية، التي ستقام في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الجاري 2015.

ولفت الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان خلال المؤتمر الصحافي: "نسعى من خلال هذا الجائزة إلى تكريم جهود الأفراد والمجموعات المعنية بكافة جوانب مرض الثلاسيميا والعاملين به من مؤسسات علميةٍ وطبية، بالإضافة إلى الأطباء والفنيين والممرضين، ولا ننسى المرضى وأهاليهم، ومن يقوم بدعمهم مادياً ومعنويا، الأمر الذي يعكس المتابعة الحثيثة من الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، راعي الجائزة".

وأشار إلى أن السبب من وراء إطلاق فئة الجائزة العربية هو زيادة عدد الطلبات المقدمة من الدول العربية، مشيراً إلى أن الفئة العربية تتيح لعدد أكبر من الأطباء والباحثين المشاركة والفوز، وتوسع دائرة التنافس بين المشاركين من الوطن العربي.
وأعلن الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان عن جائزة سلطان بن خليفة العالمية للثلاسيميا للعام 2015 والتي ستعقد في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل بالتزامن مع استضافة العاصمة أبوظبي لأول مؤتمر عربي في مجال الثلاسيميا وأمراض الدم".
وأضاف أن الأسرة العالمية للمرضى الذين يعانون من مرض الثلاسيميا ومرض الخلية المنجلية؛ تمتلك ثقة أكبر لمكافحة المرض من أي وقت مضى، نتيجة الاكتشافات المذهلة للعلوم الطبية على مدى العقود الثلاثة الماضية، والتي أدت إلى تحسين طرق مكافحة المرض وتقليل نسبة خطورته على حياة من يعانون منه".

وأكد أن الإمارات تولي الرعاية الصحية المتميزة لمرضى الثلاسيميا، في الوقت الذي يصعب على الشخص التعرف إلى مرضى الثلاسيميا نتيجة لاختفاء الأعراض الجانبية بل إن العديد من مرضى الثلاسيميا وصلوا إلى مراتب قيادية عليا في بعض المؤسسات وتزوجوا وأنجبوا أطفالا أصحاء، بيد أنه يبقى التزام الجميع شرطاً أساسياً في مواصلة التغلب على الثلاسيميا وأمراض الدم.
وأشار إلى أن جائزة سلطان بن خليفة العالمية للثلاسيميا، مؤسسة أهلية غير ربحية، تكرس جهودها لتكريم وتقدير الأفراد والمؤسسات التي بذلت جهودا خيّرة من أجل تحسين حياة الذين يعانون من مرض الثلاسيميا وامراض الهيموجلوبين الأخرى وذلك على الصعيدين المحلي والدولي، وتُعتبر هذه المبادرة التي أُسست في نيسان/ أبريل من عام 2011 بمثابة " المشروع الحلم " لراعي الجائزة مستشار رئيس الدولة الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان .

ولفت إلى أن الدورة الماضية من الجائزة حظيت بإقبال كبير من المجتمع العالمي للثلاسيميا تمثل في عدد طلبات الترشيح للجوائز من الأفراد والمنظمات من جميع أنحاء العالم، كما بذلت الأمانة العامة للجائزة واللجان العلمية والمحكمين الجهد الكبير للوصول إلى تكريم النخبة المتميزة من الفائزين في كافة فئات الجائزة وتفرعاتها، وساهمت الجائزة ايجابياً في تمييز الاكتشافات الرائدة وإثراء البحوث العلمية في مجال التقليل من الإصابة بأمراض الدم.
واختتم الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان مشيرا إلى السعي من خلال هذا الجائزة إلى تكريم جهود الأفراد والمجموعات المعنية بكافة جوانب مرض الثلاسيميا والعاملين به من مؤسسات علميةٍ وطبية، بالإضافة إلى الأطباء والفنيين والممرضين، ولا ننسى المرضى وأهاليهم، ومن يقوم بدعمهم مادياً ومعنوياً، الأمر الذي يعكس المتابعة الحثيثة من سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، راعي الجائزة، وفتح باب الترشيحات لفئات الجائزة.
وبين المدير التنفيذي لمؤسسة الشيخ سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية الدكتور محمود طالب آل علي " إننا ووفق الخطة الاستراتيجية تعتزم المؤسسة بالتعاون مع الجهات المعنية إنشاء مركز متخصص للعلاج والأبحاث العلمية لمرض الثلاسيميا في الدولة".
وأضاف آل علي أن التقديرات تشير إلى أن حوالي 7٪ من سكان العالم يحملون الجينات المسؤولة عن اضطرابات الهيموجلوبين، كما يعاني 500 ألف طفل ممن يولدون سنوياً حول العالم من اضطرابات الدم الوراثية الشديدة، مشيرا إلى أنه في الوطن العربي يعتبر مرض الثلاسيميا من الأمراض الشائعة نتيجة زواج الأقارب بالأساس، والاحتمالية المرتفعة لانتقال المرض بالوراثة من الآباء إلى الأبناء.
وحول أعداد المرضى، أكد نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للثلاسيميا:عبدالباسط مرداس " إن الأعداد بلغت نحو 2000 مريض من المواطنين والمقيمين بالدولة"  مشيرا إلى أن الثلاسيميا تعتبر مصدر قلق كبير في منطقة الشرق الأوسط وذلك بسبب العدد المتزايد لحالات المرض خلال السنوات القليلة الماضية، لذا نسعى من خلال مشاركتنا في المؤتمر العربي الأول للثلاسيميا وأمراض الدم والتي تحظى برعاية  رئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات للثلاسيميا الشيخة شيخة بنت سيف آل نهيان.

وأضاف أنه يتم تنفيذ حملات لتوعية الجمهور بمرض الثلاسيميا وأمراض الدم وخطرها على الصحة في الوقت الذي يتم التخطيط فيه لحملات فحص طبي على طلاب المدارس بغية الكشف المبكر عن احتمال إصاباتهم بمرض الثلاثيميا.

كشفت رئيسة جمعية الإمارات لأمراض الدم الدكتورة أسماء سلطان العلماء  أن هناك خطة استراتيجية لإنشاء مركز لزراعة النخاع بالدولة حيث إن زراعة النخاع أحد العلاجات المعروفة للقضاء على مرض الثلاسيميا وأمراض الدم.
وتحدثت الدكتورة العلماء عن المؤتمر العربي الأول للثلاسيميا: " إن البرناج العلمي للمؤتمر يتضمن 40 جلسة أو محاضرة لتغطية مختلف المواضيع في مجال الثلاسيميا وأمراض الهيموجلوبين بشكل يتضمن اخر التطورات والمستجدات في رعاية المرضى على أن يتم تقديمها وطرحها من قبل أكثر من 50 متحدثا من الخبراء والأطباء الإقليميين والمعترف بهم دولياً وعالميا".
تعد جائزة سلطان بن خليفة العالمية للثلاسيميا أول جائزة في العالم تهتم بمجال مرض الثلاسيميا وأمراض الهيموجلوبين الأخرى، فضلا عن كونها الجائزة الأكبر قيمة في هذا المجال حيث تبلغ اجمالي قيمة الجائزة 1.3 مليون درهم موزعة على 20 فرعا ضمن الفئات الثلاث: المحلية والعربية والدولية.
تنظم مؤسسة سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية بالتعاون مع جمعية الإمارات لأمراض الدم وجمعية الإمارات للثلاسيميا المؤتمر العربي الأول للثلاسيميا وأمراض الدم والهيموجلوبين والذي سيقام في أبوظبي، والمتوقع أن يستقطب أكثر من 1000 خبير ومختص من مختلف دول الوطن العربي. حيث سيتناول المؤتمر اكتشافات الأطباء العرب ووسائل العلاج الواجب اتباعها من قبل سكان المنطقة والذين يشتركون في أسلوب حياتهم الذي يتأثر بالعادات السائدة والأنظمة الغذائية المتبعة.