دبي - جمال أبو سمرا
أكد البروفيسور ستانلي بلوتكن الحائز جائزة حمدان العالمية في أبحاث اللقاحات عن توصل فريق من الباحثين والعلماء للقاح جديد لصغار الإبل للحد من انتشار فيروس كرونا، وذلك بعد أن أثبتت الدراسات العلمية أنها من أهم الأسباب لانتقال المرض لافتاً إلى أن لا علاج فعال لغاية الآن للفيروس. وقال، إن هناك العديد من الأبحاث الطبية الجاري إجراؤها حالياً منها لقاح للالتهاب التنفسي لدى الأطفال الرضع ولقاح آخر حول مرض نقص المناعة المكتسبة " الإيدز"، لافتاً إلى أن اللقاحات المستخدمة حالياً تقضي على تقدم وتطور المرض وتزيد من بقاء الشخص على قيد الحياة إلا أنها لا تقضي على الفيروس المسبب للمرض مئة في المئة.
جاء ذلك خلال ورقته العلمية التي قدمها في فعاليات الجلسات العلمية لـ" مؤتمر دبي العالمي الثامن للعلوم الطبية"، الذي تنظمه "جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية"، التي انطلقت أمس الثلاثاء، في دبي بحضور كوكبة من المتخصصين والأطباء.
وأكد أن إنتاج أي لقاح يحتاج إلى فترة لا تقل عن 15 عاما من التجارب والأبحاث وميزانيات ضخمة جدا، لافتا إلى أن إنتاج لقاح واحد يكلف مليار دولار أميركي وهو ما يعتبر من أهم المشكلات والعقبات التي تواجه الشركات. ونفى البروفيسور ستانلي بلوتكن أي علاقة بين اللقاحات ومرض التوحد، لافتا إلى أن الطبيب الانجليزي الذي تحدث عن علاقة اللقاحات بطيف التوحد تم سحب ترخيصه الطبي، ويعيش حالياً في الولايات المتحدة وما زال يروج للفكرة نفسها. وأضاف: هناك لقاحات تسبب بعض الأعراض مثل الحرارة والإسهال ولكن لم تسجل لغاية الآن وفيات أو لم تسجل أعراض أخرى أدت إلى إعاقات أو أمراض.
وكشف البروفيسور فيصل الهنتاتي من المعهد الوطني في تونس عن اكتشاف جديدة في علم الجينات الوراثية العصبية في تونس ومن أهمها الجين العصبي وأمراض العضلات التونسي والتصلب الجانبي عند الأطفال والترنح الوراثي مع نقص فيتامين د.
وأضاف، تم مؤخرا اكتشاف جين وراثي لمرض باركنسون يصيب 30% من المرضى التونسيين ولدى بعض الدول العربية والأفريقية، لافتاً إلى أن الجين نفسه يقف وراء 2% من المرضى في أوروبا. وأشار إلى أن بعض مراكز الأبحاث في أوروبا والولايات المتحدة لإنتاج أدوية للجين ومن المتوقع أن يتم ذلك خلال السنوات المقبلة.
بدوره طالب البروفيسور نجيب الخاجة الأمين العام لجائزة حمدان للعلوم الطبية بضرورة إيجاد مراكز متخصص في الدولة للأمراض الوراثية أسوة ببعض الدول.
وناقش المؤتمر خلال جلساته أمس الثلاثاء المحاور الرئيسة، حيث استعرض البروفيسور ماجد أبو غربية الفائز بجائزة حمدان العالمية الكبرى موضوع الجزيئات الدوائية الكيميائية ذات الفعالية الحيوية، التي أسهمت في فتح المجال لابتكار العلاجات الفعالة ضد السرطان والأمراض المناعية الالتهابية والأمراض العصبية النفسية والحالات العصبية التنكسية وغيرها الكثير.
حظي البروفيسور العالمي مادس فردريك جلبرت الذي فاز بجائزة حمدان العالمية للخدمات الإنسانية بتصفيق حاد استمر دقائق فور صعوده على منصة التتويج نظرا للشعبية الكبيرة التي يحظى بها عالمياً، فما كان منه إلا أن رفع شارة النصر لتحية الجمهور.
ويعتبر فريديك من أكبر المناصرين للقضية الفلسطينية، وكاد أن يضحي بحياته عدة مرات عندما كان يزور قطاع عزة أثناء الحصار وتحت القصف. كان فريدريك يعمل أياماً لم يذق خلالها طعماً للنوم، وكان يذهب أحيانا إلى ميدان المعارك لإنقاذ الأطفال والشيوخ والنساء، وعقد عشرات المؤتمرات الصحافية في غزة وأوروبا فضح فيها آلة القمع الإسرائيلية بحق الأبرياء وسلط الضوء على معاناة الناس هناك.
وأعرب عدد من الموجودين في قاعة راشد في مركز دبي التجاري العالمي مساء أول من أمس الاثنين عن سعادتهم وامتنانهم للجائزة على اختيارها الموفق، وقالوا إن الجائزة أثبتت فعلاً الشفافية والمصداقية التي تتمتع بها بين الأوساط المحلية والعالمية، لافتين إلى أن الشخصيات التي تم اختيارها في جميع الدورات الثماني من عمر الجائزة هي اختيار موفق وإن دل على شيء فإنما يدل على المهنية والحرفية التي تتمتع بها الجائزة.
ويمتلك الدكتور جلبرت شخصية متعددة الأبعاد، وهو طبيب ناجح للغاية، وأكاديمي، وسياسي، وناشط مشهور على الصعيد العالمي، حيث حاز سمعة عالمية كبيرة، من خلال المهام التي قام بها في مناطق الحروب خلال نشوب المعارك، وفي المراحل التي تلت الصراع.
ولد د. جلبرت في النرويج، وتخرّج في جامعة أوسلو، بعد أن حاز درجة طبية عام 1973، ويعمل حاليا مديرا لعيادة الخدمات الطبية الطارئة، في المستشفى الجامعي لشمال النرويج، وهو أستاذ في علم التخدير، وطب الحالات الطارئة، وطب الكوارث، وإدارة الكوارث النفسية الاجتماعية في كلية الطب في جامعة ترومسو في النرويج.