لندن ـ ماريا طبراني
يوشك العلماء على إطلاق حبوب التخسيس لمكافحة السمنة، وذلك بعد أن اكتشفوا نوعين من الجينات التي تتسبب في البدانة ويتسبب ما يسمى بـ "جينات الدهون" في إنتاج جين آخر، والذي يتحكم في تخزين الدهون في الجسم أو إحراقه في صورة حرارة ووجد الباحثون أن الفئران المعدلة وراثيًا لتفتقر إلى جينات "Cnot7 وTob" ظلت رشيقة حتى بعد إطعامها، ومن المأمول الآن بأن يتم استخدام النتائج في المساعدة على تطوير العقاقير المضادة للسمنة أو حبوب التخسيس.
وسيكون لذلك العقار الأثر في تقليل من خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض القاتلة الأخرى، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان وداء السكري وأفاد كبير الباحثين الدكتور تاكاهاشي أكينوري من معهد أوكيناوا للعلوم والتكنولوجيا، بأن آلية العلاج تتم عن طريق تشجيع الجسم على حرق الدهون في شكل حرارة، إذ يمنع المسار الذي يقمع تحويل الدهون إلى طاقة حرارية.
ويوجد عدد متزايد من الناس يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وهي من بين المخاوف الصحية الرئيسية في العالم، وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن السمنة زادت في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من الضعف منذ عام 1980.
وعانى أكثر من 1.9 مليار من البالغين في عام 2014 من زيادة الوزن، وأضاف الدكتور أكينوري أن هناك أكثر من 600 مليون يعانون من السمنة.
وأوضح الدكتور أكينوري أنه على الرغم من أن هناك حاجة ملحة لعلاج السمنة، إلا أنه ليس هناك علاج طبي آمن وفعال، وأن التدابير تقتصر على الجهود الفردية، مثل الإصرار على إتباع أسلوب حياة صحي ووضع القيود الغذائية.
وتحلل الأبحاث أسباب السمنة في المستوى الجيني والتي تبدو في واحدة من الآليات الجزيئية التي تشارك في تخزين وحرق الدهون.
ووجدت الأبحاث أن جينات الدهون، المعروفة باسم "Cnot7 وTob"، أثرت على نشاط جين آخر يدعى "Ucp1" يتحكم في إنتاج البروتين الذي يحمل الاسم نفسه، ويتم إرساله إلى الخلايا الدهنية، وهذا يساعد على حرق حوالي باوند من الوزن عن طريق تحويل الدهون إلى طاقة حرارية.
ومن المعروف بأن البدناء والفئران لديهم تركيزات منخفضة من "Ucp1" في الدهون، مما يجعلها عرضة للتخزين بدلًا من الحرق.
وتوصلت الدراسة إلى أن الفئران بدون جينات الدهون ظلت ضئيلة حتى بعد تناول وجبات عالية الدهون لأنها ترتبط بطريقة عمل "Ucp1"، أما المستويات المنخفضة من بروتين "Ucp1"، فهي تجعل الخلايا عرضة لتخزين الدهون، في حين أن المستويات العالية تشجعهم على الحرق كطاقة بدلًا من ذلك.