42 % من النساء في الإمارات يعانين سلس البول

أظهرت نتائج دراسة محلية جديدة أن ما يقرب من 42% من النساء في دولة الإمارات يعانين سلس البول بمتوسط عمر 38 عاماً، وأن ما يقرب من 80% من المريضات يشتكين من حياة يومية غير منتظمة، وعلى وجه الخصوص الصلاة، والأنشطة الاجتماعية، والأنشطة البدنية، والعلاقة الحميمة .
أوضحت الدراسة التي نوقشت خلال مؤتمر الرعاية الصحية في الشرق الأوسط الذي عقد نهاية الشهر الماضي في دبي، أن سلس البول يمثل حالة مرضية للمسالك البولية ويجب التعامل معها بشكلٍ أساسي من قِبل اختصاصي أو استشاري مسالك بولية، ومع ذلك، فإن معظم أطباء المسالك البولية في دولة الإمارات العربية المتحدة من الذكور، ومعظم المرضى من الإناث اللواتي يفضلن الحصول على العلاج من طبيبة أمراض نساء . 
ورغم إمكانية علاج معظم المريضات اللواتي يعانين سلس البول، فإن الدراسة أشارت إلى أن معظم المريضات لا يحصلن على المشورة الطبية بسبب القضايا الثقافية والاجتماعية .
وسلس البول هو حالة مرضية تسبب التبول اللاإرادي، أو تسرب البول من من دون القدرة على التحكم فيه . كما أنه حالة شائعة جداً بين النساء، خاصةً فوق عمر الأربعين، ممن لديهن تاريخ من الولادات المتعددة . 
ويمكن أن تتراوح شدة الحالة من تسرب كميات قليلة من البول، مع أنشطة مثل العطس أو السعال أو رفع الأشياء، إلى سلس البول الشديد الذي يؤدي إلى التسرب الكامل للبول من دون حدوث أي ضغط .
وعلق استشاري جراحة المسالك البولية في مستشفى دبي الدكتور فريبرز باقري،  على نتائج هذه الدراسة قائلاً: "نظراً لتعدد حالات الحمل والولادة بين النساء الإماراتيات، فمن المتوقع أن يكون انتشار سلس البول أكبر بكثير، مع تزايد معدل الإصابة بسلس البول مع التقدم في العمر وتكرار الولادات، وفي الوقت نفسه، تحمل السمنة المفرطة أيضاً تأثيراً سلبياً في هذه الحالة المرضية" .
وقد تحدث الدكتور باقري في الدورة الثامنة من مؤتمر تطورات طب المسالك البولية في الشرق الأوسط خلال مؤتمر الصحة العربي، الذي جمع متحدثين وموفدين من مختلف أنحاء المنطقة، وتناول أحدث التطورات في علاج اضطرابات المسالك البولية لدى سكان الشرق الأوسط .
وينطوي سلس البول على تأثير عميق في نوعية الحياة، ويمكن أن يتسبب في الانفصال الاجتماعي، والعجز الجنسي، كما يمكن أن يؤدي إلى عواقب نفسية .
ومن ناحية أخرى، إذا لم يتم علاج هذه الحالة المرضية، فمن النادر أن تسبب أي مضاعفات طبية خطيرة، وينبغي أن يتمثل الهدف الرئيسي لأي علاج لسلس البول في تحسين نوعية حياة المريض . 
ووفقاً للدكتور باقري فإن هناك العديد من العلاجات لسلس البول اعتماداً على نوعه وسببه وشدته ووقت بدايته، وتُوصف أدوية لبعض المرضى، ويُنصح بعضهم بأداء بعض التدريبات البدنية لتقوية عضلات الحوض . وقال "لدينا في الوقت الحالي عدة أنواع من العلاج الطبيعي لعلاج سلس البول، وقد يحتاج عدد قليل من المرضى فقط إلى عملية جراحية، والنوع الأكثر شيوعاً لجراحة علاج سلس البول هو إدراج شريط رقيق صغير يمكن أن يدعم مجرى البول ويمنع التسرب اللاإرادي" .