لندن ـ كارين إليان
يعتقد العلماء أن لبن الأم يحتوي على سكر يحمي الطفل من إصابات خطيرة. ويُشير العلماء إلى أن لبن الأم الطبيعي يقي من عدوي البكتريا العقدية من النوع بي، وهي عدوى تهدّد المولدين حديثا في بريطانيا، وتسبب التهاب السحايا والتسمُّم الدموي والالتهاب الرئوي.
وأكد بحث أُجري جول هذا الموضوع أن العدوى تترك الأطفال الذين يبلغون أسبوع واحد بعاهات في أجسادهم طويلة المدى، والعديد من الحوامل يحملون العدوى والعديد من الأمراض التي تصيب الطفل، ومع ذلك كان من غير المفهوم لماذا يتعرّض بعض المولودين للإصابة والبعض الأخر يظلون أصحاء.
درس الباحثون في الكلية الأمبراطورية في لندن 183 مرأة في زامبيا وأطفالهن، كما أنهم فحصوا الحمض النووي الجيني الذي له علاقة بنوع الدم ويلعب دورا مهما في تحديد نوع السكر الذي يحتويه لبن الثدي. كما أن الفحص طبق على البكتريا العنقودية، وتوصل الفريق إلى أن النساء ذات البكتريا العنقودية في أجسادهن، فإن أطفالهن أقل عرضه للإصابة في الميلاد.
كما أنه وُجد أن الأطفال الذين أصيبوا من السهل شفائهم إذا احتوى لبن أماهتهم على سكر يدعى "لاكتو ديفيكوهسيكو".
ونحو نصف النساء يعتقدن أن لبنهم يحتوي على هذا السكر، وأخيرا في الفحص المعملي وجد الباحثون أن الثدي الذي يحتوي على هذا السكر أفضل في قتل البكتريا العنقودية.
وقال الدكتور نكولاس أندريس، قائد فريق البحث،: "على الرغم من أنه بحث حديث إلا أنه عرض مختلف أنواع لبن الثدي ومكوناته، وفوائده على الطفل. وأظهر البحث بصورة متزايدة أن سكر الثدي ربما يحمي من الأمراض عند المولودين حديثا، كما أنه يدعم البكتريا المفيدة للصحة، فالسكر يجعل البكتريا المفيدة تهاجم البكتريا المضرة التي ربما تكون في طور النشأة، مثل البكتريا العنقودية".
ويعتقد العلماء أن السكر يلعب دور الدرع من الدخول للخلايا التي يمكن غزوها، وتلتصق البكتريا على السكر وتفرز خارج الجسم. وهذا ربما يحمي الأطفال من الإصابة حتى ينضج جهاز مناعتهم ما يتيح محاربة الأمراض في سن الستة اشهر.
وفي المستقبل يمكن فحص جين نوع الدم للنساء الحوامل خلال الحمل، وإذا وجد نقص، يمكن مدهم بمكملات وغذاء للثدي، كما يمكن وضع السكريات المعالجة للبن المصنوع، على الرغم من أن الدكتور أندريس قال إن من الصعب الحصول على هذا النوع من السكر.
وتنصح وزارة الصحة بأن غذاء الثدي يمكن أن يُعطي الأطفال بداية صحية في الحياة، قائلة إنه يخفّض احتمالات الخلل في المعدة والتهابات الصدر والأذن والإمساك، وإن من يرضعون من الثدي عرضة أقل للسمنة.
وتوصي بالتغذية بلبن الام خلال الستة أشهر الأولى. كما أنها تضيف أن الرضاعة الطبيعية تفيد النساء بتقليل احتمالية تعرضهم لسرطان الثدي والمبيض، فضلا عن التأقلم مع أطفالهن.
وعلى الرغم من الدراسة فإن بريطانيا من أقل بلدان أوروبا في الرضاعة الطبيعية، حيث ربع النساء لم يقمن بمحاولة هذا، وواحدة من 100 نجحت في أن تغذي طفلها باللبن الطبيعي لمدة ستة أشهر.
ونشرت هذه الدراسة في الدورية الطبية "ذا جورنال كلينكل ترانسلينل إمينولوجي".