لندن ـ كاتيا حداد
وجد باحثون أن الجينات التي تنظّم نقل الكوليسترول في الدم في جميع أنحاء الجسم يقل نشاطها عند المحرومين من النوم، عن أولئك الذين يحصلون على راحة ليلية جيدة. وأكدوا إن هذه النتائج قد تفسّر لماذا أولئك الذين يحصلون على ساعات نوم أقل من الموصى بها، وهي من سبع إلى ثماني ساعات من النوم ليلا، أكثر عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
والكولسترول هو نوع من الدهون التي يصنعها الكبد وتوجد في الدم، والذي هو أمر ضروري للجسم وتوجد على شكل خلايا تحتاجها أعضاء الجسم. ولكن هناك نوعان من الكوليسترول، الجيد، وهي البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL أو البروتينات الدهنية السيئة أو منخفضة الكثافة.
والكولسترول السيئ يمكن ان يسبب تلفا في جدران الشرايين، مما يسبب لها أن تصبح صلبة الشكل ومحفورة على شكل لويحات.ويمكن لهذه اللوحات تقييد تدفق الدم الى القلب، مما يسبب نوبة قلبية، أو يمكن أن تنفصل وتعبر إلى المخ، مما يسبب السكتة الدماغية.
ويعتبر الكولسترول الجيد بمثابة المغناطيس، الذي يتحول إلى كولسترول سيء ويتم نقله من الشرايين إلى الأنسجة مثل الكبد، أو مصنع الهرمونات. وقام فريق من جامعة هلسنكي، أراد معرفة لماذا يرتبط نقص النوم بالمزيد من المشاكل القلبية والسكتات الدماغية.
وأجرى الباحثون تحليلا" لأشخاص ينامون في المختبر، ونظروا إلى بيانات مستويات النوم والمرض في أعضاء من عامة السكان. وبحثوا تأثير الحرمان من النوم على كيف يمكن للجينات أن تنظم نقل الكوليسترول في الدم في جميع أنحاء الجسم، وعلى المستويات الفعلية للكولسترول في الدم.
وأكدت فيلما آهو، وهي طالبة دكتوراه في مجال بحوث النوم في جامعة هلسنكي: "في هذه الحالة، درسنا تغييرات قلة النوم التي تؤثر في وظائف الجسم وأي من هذه التغييرات يمكن أن تكون مسؤولة جزئيا عن ارتفاع خطر المرض".وقالت أنها وجدت أن الناس في الدراسة، وكذلك في البيانات عن الأفراد الذين يفتقرون إلى النوم، أن الأرق من العوامل المساهمة في ظهور تصلب الشرايين.
وأضافت أنه يجب توعية الناس حول أهمية الحصول على كمية مناسبة من الراحة للوقاية من الأمراض الشائعة، فضلا عن تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة.وواصلت السيدة أهو فقالت: "أثبتت الدراسة التجريبية التي تمت في أسبوع واحد فقط أن عدم كفاية النوم يبدأ في تغيير استجابة المناعة في الجسم والتمثيل الغذائي".