لندن - كاتيا حداد
العديد من النساء يخشين من أن وجود طفل في حياتهن قد يسلبهن قدرتهن على ممارسة الجنس بشكل جيد لبقية حياتهم، حيث أن الجزء الممتع من عملية الحصول على الحمل غالبًا ما يصعب استعادته مرة أخرى بعد وصول أحدث عضو العائلة, وقد يجد البعض أن حياتهم الجنسية غير موجودة بسبب الإرهاق والمادية والتغيرات الهرمونية, لكن سامانثا إيفانز، الممرضة وخبير الجنس، توضح أن الجنس لا يكون سيئا بعد ولادة الطفل، إن لم يكن أكثر متعة, وأضافت, "هنا نعطيك سبع نصائح لإحياء علاقتك الزوجية بعد الولادة", حيث أنه مع مرور الوقت، والصبر والتجريب واستخدام الخيال الخاص بك، سوف تستطيعين قريبا أن تتمتعي بليال من العاطفة، وربما صنع المزيد من الأطفال أيضا.
وحددت القابلات والأطباء الإطار الزمني العام للانتظار قبل محاولة ممارسة الجنس بعد الولادة، بحوالي ستة أسابيع، من أجل التأكد من أن كل شيء قد التئم بشكل صحيح وتجنب تعريض نفسك لخطر العدوى, وأشارت إلى أن بعض الأزواج يحاولون في وقت أبكر من ستة أسابيع، والبعض الآخر ينتظر لفترة أطول, وبينت أنه من المفهوم أن بعض الأزواج قد يتخوفون من ممارسة الجنس بعد الولادة، ولكن الانتظار فترة طويلة جدا يمكن أن يجعل العودة إلى وجود حياة جنسية عادية أكثر صعوبة, وأضافت, "إذا كنت محظوظة كفاية قد تحصلين على الولادة المهبلية دون تمزق أو فنح بالمبضع، وقد تشعرين بالعودة إلى وضعك الطبيعي وترغبين في ممارسة الجنس في أقرب وقت, موضحة أن التعافي قد يستغرق وقتا أطول إذا كان لديك, استخدام المبضع لعمل فتحات تحتاج لغرز لا تلتئم بعلاج طبيعي, أو الولادة باستخدام الملقط أو الجفت، مما يجعل الكدمات تتورم ولا تهدأ, أو الولادة المؤخرة, أو الولادة الطويلة مما يؤدي إلى كدمات مفرطة وألم العجان.
ويعتقد العديد من النساء ممن يخضعن للولادة القيصرية أنه يمكنهن ممارسة الجنس في وقت مبكر، في الواقع من المفترض أن يشعرن على هذا النحو مقارنة بالنساء اللواتي يلدن عن طريق المهبل, وعلى الرغم من أن المهبل لا يمر بعملية الولادة، فإنهن لا يزلن ينزفن بعد الولادة وقطع المشيمة، كما أن النساء اللاتي يخضعن لولادة قيصرية يحتجن أيضا إلى النظر في الحصول على ندبة، والضغط على الجرح يمكن أن يسبب الألم، في حين أنه يمكن أيضا أن يحدث بعض فقدان الإحساس حول الجرح، مما يجعله حساسا للمس, ولذلك ينبغي لهؤلاء النساء أن يتجنبن المواقف الجنسية التي تمارس الضغط على بطونهم فوق موضع الجرح، كما يمكن للولادة القيصرية في الواقع أن تجعل الجماع المهبلي أكثر إيلاما.
وتنطلق بعض الهرمونات التي تراكمت طوال فترة الحمل، أثناء وبعد الولادة المهبلية، وإجراء عملية قيصرية يعني أنه لم يتم الإفراج عن هذه الهرمونات التي يمكن أن تسبب عدم الوصول للنشوة الجنسية, ويحدث هذا بغض النظر عما حدث في المهبل، والذي يمكن أن يؤثر على الوظيفة الجنسية الخاصة بك، ولكن هناك بعض التمارين التي يمكنك أن تجريها حتى تعودي لممارسة الجنس دون ألم أو أضرار، والتي سيرشدك إليها طبيبك, كما أن بعض التغييرات التي يتوقعها جسمك بعد الولادة، مثل أن المهبل يصبح أكبر، عدم وجود تجاه للمهبل، وانخفاض تزييت المهبل وتناقص الإحساس وخصوصا حول البظر أو الألم أثناء ممارسة الجنس, كما أن سلاسة البول هي مشكلة في كثير من الأحيان، والتي يمكن أن تحدث بعد الولادة ولكن مع تدريب عضلات قاع الحوض الخاصة بك، يمكنك التخفيف من حدة هذه المشكلة.
وخلال فترة الحمل وبعد الولادة، يمكن أن تشعري أن المهبل أكثر جفافا وأقل سيولة بسبب التغيرات الهرمونية داخل الجسم، وهذا يمكن أن يجعل الجنس مؤلم أو غير مريح, ويمكن ان يتسبب جفاف المهبل في تمزقات صغيرة وجروح داخل المهبل، وزيادة خطر التعرض لعدوى، لذلك ينبغي دائما وضع زيوت لترطيب الأنسجة الحساسة في المهبل، مما يجعلها أكثر مرونة ومشحمة, ولكن تجنبي استخدام زيوت التشحيم التي تحتوي على المواد الكيميائية التي قد تسبب الحساسية، مثل الحكة أو الحرق.
وفي حالة استخدام الواقي الذكري اللاتكس، فقط استخدمي مواد التشحيم القائمة على المياه بدلا من المنتجات التي تعتمد على الزيت الذي يمكن أن يتحلل فيه اللاتكس، مما يجعله أقل فعالية, إلى جانب إذا تطلبت الولادة تدخل جراحي أو بعض الغرز، فقد تواجهين ألم في منطقة العجان. وسوف تلتئم الغرز بمرور الوقت، ولكنها تحتاج إلى أن تبقى نظيفة لمنع العدوى, كما أن تشكيل الندبات يتطور في الوقت الذي تلتئم فيه الأنسجة يمكن أن يشعرك بعدم الارتياح أو الألم أثناء ممارسة الجنس. إذا حدث هذا، عليك التحدث إلى طبيبك.
ومن المستحسن من قبل بعض أطباء أمراض النساء أن يستخدموا الاهتزازات الضئيلة، مثل بيكوبزنغ زيكو، لتدليك الندبات، مما يمكن أن يساعد على تمدد الجلد الضيق وجعل الأنسجة أكثر مرونة, ولكن الأهم من كل ذلك، لا تتجاهلي الألم أثناء ممارسة الجنس، فالجنس لا ينبغي أبدا أن يشعرك بالألم، سواء أنجبت أم لا.
ويمتنع معظم النساء عن ممارسة الجنس لمدة ستة أسابيع حيث أن هذه هي النصيحة العامة التي يقدمها أخصائيو الرعاية الصحية. ولكن ليس هناك وقت مناسب لبدء ممارسة الجنس مرة أخرى, فيما وجدت دراسة أسترالية باستخدام معلومات من دراسات لصحة الأم أن 41 في المائة من النساء جربن الجنس المهبلي لمدة ستة أسابيع بعد الولادة, واكتشفت أيضا 65 في المائة قد حاولن من قبل الأسبوع الـ8، و78 في المائة كان قبل 12 أسبوع، بينما استأنفت 94 في المائة من النساء الجنس قبل 6 أشهر, ووجدت أن 53 في المائة من النساء استأنفن النشاط الجنسي الذي لا ينطوي على الممارسة الفعلية للجنس، مثل المداعبة والاستمناء اليدوي لمدة ستة أسابيع, و43 في المائة من النساء اللواتي لم يستئنفن ممارسة الجنس بعد ستة أسابيع، خضعن لعملية قيصرية.
وإليك كيفية تسهيل طريقك للعودة إلى السرير مرة أخرى:
1. التحدث مع شريك حياتك, حيث يفترض عموما أن باعتبارك أم جديدة، أي قضايا حول استئناف الجماع بعد الولادة ستدور حول الطريقة التي تشعرين بها, ولكن عليك أن تكوني على علم بأن شريك حياتك قد يكون يشعر بالقلق حول الجنس أيضا، حيث أن بالنسبة لكثير من الرجال، التفكير في أن الجنس يسبب لك الألم البدني يمكن أن يثنيهم عن تلك الفكرة, كما أن تغير شكل المهبل يثير قلقهم أيضا، فالأزواج يشعرون بالخوف من الجنس إذا ما شهدوا عملية الولادة، حيث يصابون بالصدمة مما يضع ضغطا على العلاقة بينهما، ولكن السعي للاستشارات النفسية يمكن أن يساعد, وتعد مخاوف الحمل مرة أخرى يمكن أن تمنع ممارسة الجنس من الحدوث، ولكن من خلال ضمان استخدام وسائل منع الحمل جيدة، يجب أن يكون الأمر على ما يرام. وخلافا للاعتقاد، الرضاعة الطبيعية لا توفر حماية لمنع الحمل, بينما من خلال تبادل مخاوفك مع بعضكما البعض يسمح لك بالتعبير عن شعورك ويمكنك الكشف عن مخاوفك وهمومك, وركزي على استكشاف كيف وماذا تريدون من العلاقة الجسدية الخاصة بكما سوف يجعل حياتك الجنسية أكثر متعة.
2. خذي وقتك, حيث الجنس ليس مجرد الجماع الجنسي، إنه ينطوي على أشكال النشاط الجنسي الممتعة. لذلك، لا تظن ان عليك ممارسة العملية الجنسية بالكامل في المرة الأولى التي تحاولين فيها ذلك, وأن مجرد قضاء وقت للحصول على الراحة مع فكرة الحضن ولمس كل منكما الآخر، سوف يسمح لك ببعض الوقت لتعتاد على الطريقة التي يشعر بها جسدك الجديد, وإذا كنت تشعرين بتغير شكل جسمك مثل زيادة الوزن، وعلامات التمدد والندوب القيصرية والثدي المحتقن، جربي التعري تحت الغطاء لبناء الثقة مرة أخرى, واعلمي معظم الرجال يتمتعون حقيقة بشريكتهم ذات الثدي الأكبر، والتعرف على التغييرات في الجسم هي نتيجة لأن تصبحون آباء وأمهات, فيما يقدم الحضن واللمس الشعور بالرعاية والدعم ويسمح لك بالتواصل مع شريك حياتك.
3. لا تتعجلي, فليس عليك لانتظار ستة أسابيع قبل استئناف النشاط الجنسي إذا كنت تشعر بأنك مستعدة ومهبلك يشعر بالراحة, ومع ذلك، إذا كنت تعتقدين أن الجنس يمكن أن يكون مؤلما قبل أن حتى يحدث، فإنه من المحتمل أن يكون كذلك، إذ أن مهبلك يكون متوترا, وهذا الشعور لا يجعل ممارسة الجنس تجربة ممتعة لذلك إنها فكرة جيدة بترك بعض الوقت لالتئام الجروح، للتأكد من أن كل شيء يسير بشكل صحيح.
4. قومي ببعض التجارب الجنسية, حيث يصاب الآباء والأمهات بالإرهاق، ويصبح كل ما يريدون القيام به هو النوم, لذا تجنبوا محاولة ممارسة الجنس عندما تذهبون إلى الفراش، لأنه غالبا سوف تصابون بالنعاس ولن تستمتعا. وبدلا من ذلك جربوا ممارسة الجنس خلال النهار عندما يكون طفلك نائما ويكون لديكم المزيد من الطاقة لفعل ذلك, وإذا لم تتمكنوا من ممارسة الجنس أثناء النهار بسبب وجود أطفال آخرين، حاولوا الذهاب إلى الفراش عندما يذهب أطفالكم إلى الفراش.
5. كوني مبدعة, واعلمي أنه بعد الولادة، يختلف شعور الجنس عن السابق، فعند تجربة ممارسة الجنس للمرة الأولى بعد الولادة، قد تشعرين بالألم أو غير الراحة, وإذا حدث هذا، حاولي تجريب الأمر مع هزاز البظر أو الاستمناء اليدوي ليساعدك على أن ترتاحين من ممارسة الجنس بالكامل, وهذا سوف يمكنك من الوصول إلى النشوة الجنسية وزيادة الرغبة الجنسية الخاصة بك، وانخفاض التغيرات الهرمونية والإرهاق, ويمكن أن يساعد الهزاز عضلات المهبل على الاسترخاء وتحفيز تشحيم المهبل جدا, ويمكن أيضا أن تساعد على زيادة الإحساس في منطقة الأعضاء التناسلية والشرج، والتي غالبا ما تتقلص بعد الولادة بسبب تمزق العجان أو بضع الندوب في الفرج.
6. التليين, حيث بعض النساء والرجال ينظرون إلى استخدام مواد التشحيم الجنسي كعلامة على أن هناك شيء ما خطأ، ولكن هذا الرأي لا يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة, استخدام مواد التشحيم الجنسي مهمة أثناء ممارسة الجنس في أي وقت لكلا الجنسين، وليس فقط للنساء وليس فقط بعد الولادة, فتواصل انخفاض مستويات هرمون الاستروجين خلال فترة الحمل يؤثر على تزييت المهبل.
7. تأكدا من استخدام وسائل منع الحمل, ووجود خطة تحديد النسل مهم للغاية إذا كنت لا تريدين أي مفاجآت في خلال تسعة أشهر, على الرغم من أنك لم تحصلي على دورتك الشهرية منذ الولادة، إلا أنه لا يزال بإمكانك الحصول على الحمل, لذلك عليك استشارة طبيبك حول وسائل منع الحمل المناسبة لك، مما يضمن لكما عملية جنسية آمنة.