لندن ـ سامر شهاب
أكّدَت دراسة طبية نُشِرَت، الأربعاء، بواسطة وكالة "Public Health England/ الصحة العامة في إنكلترا" أن الأطفال البريطانيين الذين يقضون معظم وقتهم أمام شاشات التليفزيون وشاشات الكمبيوتر لديهم احترام قليل للذات، بالإضافة إلى مشاكل عاطفية.
وخلص التقرير إلى أن الإفراط في الجلوس لوقت طويل أمام الشاشة
، أكثر من أربع ساعات في اليوم، كان مرتبطًا بالقلق والاكتئاب، وكان مسؤولاً عن الحدّ من فرصة الطفل للتفاعل الاجتماعي والنشاط البدني.
وقال مدير إدارة الصحة والرفاهية في مؤسسة "PHE / الصحة العامة الإنكليزية" البروفيسور كيفن فنتون، "كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة زاد الأثر السلبيّ على كلّ من القضايا السلوكية والعاطفية المتعلقة بنمو الطفل".
وأوضح البروفيسور فنتون أن الكثير من الوقت أمام الشاشة يحُدّ من فرص الطفل لممارسة النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي وجهًا لوجه مع الأصدقاء والعائلة، وهي عوامل أساسية للحدّ من القلق في مرحلة الطفولة.
ولاحظ التقرير أن الأطفال البريطانيين يقضون على نحو غير متناسب كميات كبيرة من الوقت أمام شاشات التليفزيون والكمبيوتر، مقارنة بنظرائهم في بلدان أخرى في أوروبا الغربية.
وأضاف "في بريطانيا، 62 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 عامًا و 71 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 13 عامًا و 68 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 15 عامًا يشاهدون التليفزيون أكثر من ساعتين يوميًا طوال أيام الأسبوع، مقارنة مع سويسرا حيث النسبة أقل من 35 في المائة في جميع الفئات العمرية الثلاث".
وقال البروفيسور فنتون "كان هناك جرعة تأثير واضحة من الجلوس طويلاً أمام الشاشة على حالة الطفل العاطفية" وأوضح "كلُّ ساعة إضافية من مشاهدة التليفزيون أو الكمبيوتر تزيد من معاناة الأطفال من المشاكل الاجتماعية والعاطفية وانخفاض احترام الذات".
ووجد التقرير، الذي يحمل عنوان "كيف أن صحة السلوك تدعم رفاهية الأطفال" أن مستويات عالية من مشاهدة التليفزيون لها تأثير سلبيّ على رفاهية الأطفال، بما في ذلك خفض تقدير الذات، ومستويات أقل للثقة في النفس، بالإضافة إلى مستوى منخفض من السعادة الذاتية".
ويتزايد مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال البريطانيون أمام أجهزة التلفزيون والكمبيوتر والشاشات الآخرى بسرعة كبيرة، مدفوعًا ذلك بألعاب الكمبيوتر. وقال التقرير بين العامين 2006 و 2010 "نسبة الشباب الذين يلعبون ألعاب الكمبيوتر لمدة ساعتين أو أكثر ليلاً خلال الأسبوع ارتفعت من 42 في المائة إلى 55 في المائة بين الأولاد، و 14 في المائة إلى 20 في المائة بين الفتيات".
واستندت الدراسة على أبحاث أجرتها جمعية الأطفال بين 42 ألف طفل يبلغون ما بين 8 إلى 15 عامًا، بالإضافة إلى عدد من البيانات الأخرى.
وقالت مديرة السياسة العامة ليلى كابراني "إن الأطفال الذين كانوا أقل احتمالاً أن يكونوا سعداء في حياتهم يكونون من الذين يقضون وقتًا أطول أمام الشاشات".
وأردفت "إن التفاعل الاجتماعي عبر جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول لا يُقدِّم أو ينقل الفوائد ذاتها في الرفاهية العاطفية".
وأضافت "إنها ليست قريبة من أيّ مكان، عليك أن تكون موجودًا فعليًا مع أصدقائك للحصول على الفوائد من التفاعل الاجتماعي، وإن الرسائل النصية، والدخول على "فيسبوك"، أو حتى الدردشة على الهاتف لها عُزلة، وهو ما يعني أنك تفقد الكثير من الأثر الإيجابي".
ولكن صناعة التليفزيون رفضت، ليلة الأربعاء، فكرة أنها تؤثر سلبًا على الأطفال. وقالت المدير العام لشركة "Thinkbox" المعنية بصناعة التليفزيونات ليندسي كلاي "نحن فخورون بأن هناك محتوى تليفزيونيًا مصنوعًا بعناية للأطفال، يمكنهم مشاهدته وحدهم أو مع أسرهم، وذلك يثير اهتمامهم ويلهمهم أيضًا.
وأضافت ليندسي كلاي "قد يكون من خلال ذلك إمكان مشاهدة البروفسور براين كوكس، المستكشفة دورا أو هانا كوكروفت".
وتابعت "المشاهدة بشكل محترف جعل محتوى التليفزيون واحدًا من أكثر الاستخدامات المفيدة لكثير من الشاشات التي يصل الأطفال لها الآن، ومتوسط مستوى مشاهدة الأطفال للتلفزيون متوافق تمامًا مع أسلوب الحياة الصحيّ جسديًا وعاطفيًا".
وأضافت أن التلفزيون هو "واحد من أهم مصادر تعلُّم ما يُشكِّل بالضبط نمط الحياة الصحي".
ووجد التقرير الخاص بمؤسسة الصحة العامة الإنكليزية نتائج عدّة، من بينها أن زيادة المكوث أمام الشاشة والتعرض لوسائل الإعلام (مثل أجهزة التلفاز في غرفة النوم) يرتبط باستمرار مع انخفاض مشاعر القبول الاجتماعيّ، وزيادة مشاعر الشعور بالوحدة، والمشاكل السلوكية والعدوانية.
النشاط البدني
يرتبط مع تحسن مستويات التركيز، وسلوك اجتماعي أكثر إيجابية، مثل أن تكون لطيفًا مع زملائك في الصف، ومحاولة حلّ النزاعات، والأطفال يشعرون بأنهم محبوبون من أقرانهم، وبأن لديهم ما يكفي من الأصدقاء.
نظام الحميّة
تناول وجبة الإفطار مقارنة بالتخلِّي عنها له أثر إيجابيّ على الإدراك على المدى القصير، وعلى الذاكرة.
ألعاب الفيديو
الأطفال الذين يقضون المزيد من الوقت على أجهزة الكمبيوتر ولعب ألعاب الفيديو يكونون أكثر عرضة للاضطراب العاطفيّ والقلق والاكتئاب.