واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت دراسة علمية حديثة أن الاكتئاب والمشاعر المرتبطة معه يمكن أن تكون من الأمراض المعدية، حيث أكدت أن عقلية الطلاب القاتمة تجعلهم عرضة للاكتئاب، ما يجعل أصدقائهم أكثر عرضة للإصابة بعد ستة أشهر.
ويتبع البحث الدراسات، التي تبين أن الناس الذين يستجيبون سلبًا للأحداث المجهدة في الحياة،
يفسرونها على أنها نتيجة لعوامل لا يمكنهم تغييرها، وكانعكاس لأوجه القصور الخاصة بهم، وهؤلاء أكثر عرضة للاكتئاب، حيث يُعد هذا "الضعف المعرفي" عاملاً خطيرًا وقويًا في الإصابة بالاكتئاب، ويمكن استخدامه للتنبؤ بمن هم الأشخاص المرجح مواجهتهم للاكتئاب في المستقبل.
وقال الأطباء جيرالد هايفيل وجنيفر همس، من جامعة "إنديانا نوتردام"، أن "هذا الضعف بدأ في تأسيس نفسه في مرحلة المراهقة المبكرة، ولكنه يظل مستقرًا طول فترة البلوغ"، الأمر الذي دفعهم للتحقيق في ما إذا كان هذا المرض "معدٍ" خلال التحولات الرئيسية في الحياة، مثل بدء الدراسة في الجامعة.
وتتبعت الدراسة 206 طالب في غرف مشتركة، الذين تم إقرانهم عشوائيًا، وجميعهم بدؤوا السنة الأولى من الجامعة لتوهم، حيث أظهرت النتائج أن "الطلاب الذين تم وضعهم مع أشخاص مصابين بمستويات عالية من الضعف المعرفي في غرفة واحدة، من المرجح أن يصابوا بعدوى من زملائهم في غرفهم، والتفكير بطريق مختلف، حتى يصابوا بالاكتئاب، والعكس صحيح".
كذلك أظهرت النتيجة أن "الطلاب الذين طوروا زيادة في التفكير في الاكتئاب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الكلية، أصيبوا بما يقرب من ضعف مستوى أعراض الاكتئاب في ستة أشهر، وهي نسبة أكبر من أولئك الذين لم تظهر عليهم مثل هذه الزيادة"، حيث أوضح الدكتور هايفل أنها "تعتبر أدلة قاطعة لنظرية العدوى، وأن النتائج تشير إلى أن تغيير بيئة الشخص يمكن أن يكون جزءًا من علاج الاكتئاب، وذلك لأن ضعف الشخصية يجعله يتقلب مع مرور الوقت"، وتابع "دراستنا تبين أن الضعف المعرفي لديه القدرة على التمدد والتضاؤل، بمرور الوقت، اعتمادًا على السياق الاجتماعي، وهذا يعني أن الضعف المعرفي ينبغي أن يتم التفكير فيه من حيث أنه بلاستيكي بدلاً عن ثابت.
يذكر أن هذا البحث قد نشر في مجلة "العلوم النفسية السريرية".