دبي - صوت الإمارات
لم يفتح الطبيب اللبناني محمد سعيد عيادته اليوم الاثنين، هو الذي اعتاد عليه مرضاه المواظبة في عمله وشغفه بمهنته، ومتابعة الوضع الصحي لكل من يقصده، لكن انتهى كل شيء بعدما عثر عليه جثة في المكان الأحب إلى قلبه الذي قدّم فيه خدماته لآلاف المرضى. رحل ابن بلدة برقايل شمال لبنان لتطرح علامات استفهام فيما إن كان خلف موته جريمة قتل أم أن الأمر وفاة طبيعية.
عائلة الطبيب الراحل تريد تشريح الجثة لكي تكون على بينة مما حصل مع من كرس حياته لها، هو الذي رزق كما قال قريبه بلال سعيد "بشابين هما الآن في أميركا، كذلك زوجته، لا بل حتى الضحية أمضى فترة في أميركا قبل أن يعود قبل حوالي الشهرين وحده إلى وطنه ليكمل عمله"، مضيفاً: "على ما يبدو أن خلف موته جريمة قتل، لاسيما وأن القوى الأمنية وجدت محتويات منزله خاصة غرفته مبعثرة كما أنه مصاب بجرح في رأسه، ما يشير إلى تعرضه لضربة من آلة حادة وربما حتى الخنق، نحن ننتظر تقرير الطبيب الشرعي وقد أجلنا موعد الدفن الذي كان محدداً عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم بعدما أصرت عائلته على تشريح جثته، لذلك سنقوم بنقلها من مستشفى عكار الحكومي إلى مستشفى في طرابلس".
وعمن عثر على جثة الطبيب شرح بلال "قصدت الممرضة العيادة كالعادة صباح اليوم بعد يومي عطلة نهاية الأسبوع، وكونها لا تملك مفتاح العيادة طرقت باب منزل الطبيب الكائن في الطبقة الأولى من المبنى، لم يفتح لها فطرقت باب العيادة كونها وجدت حذاءه خارجاً، وعندما لم يجب اتصلت بابن شقيقه الذي حضر فوجد باب الحديد مفتوحاً وان بدا أنه مغلق، وكذلك باب الألمينيوم. دخل فوجد جثته ممددة أرضاً وبنطاله مسحوب إلى ركبتيه ما يشير الى أنه تم سحله بعد قتله، فأطلع القوى الأمنية التي حضرت إلى المكان ورفعت البصمات قبل أن تبدأ التحقيقات".
وأشار مختار بلدة برقايل أحمد عوض أن لا جريمة تقف خلف موت الطبيب (74 عاماً) ، وقال "ربما أصيب بنوبة قلبية قبل أن يقع أرضاً، وهذا ما يفسر الجرح الذي في رأسه"، مؤكداً أن رحيله ترك جرحاً كبيراً في قلب أبناء البلدة "فقد كان شخصاً محبوباً من قبل الجميع".
وبين ما قاله بلال والمختار أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار": "نحن بانتظار تقرير الطبيب الشرعي والاطلاع على مختلف القرائن لحسم كيفية الموت".
أطباء برقايل سارعوا إلى إصدار بيان أكدوا خلاله أن "الفاجعة كبيرة والأيام مظلمة. فهل وصل بنا الأمر إلى هذا الحد؟ كبير أطباء برقايل الذي أفنى أكثر من أربعين عاماً يعاين ويعالج قرى وبلدات القيطع من فنيدق وحتى قبة شمرا يقتل بدم بارد بدافع السرقة. رجل في السبعينيات من العمر طبيب طيب القلب خدوم متواضع. رحمك الله يا دكتور محمد سعيد". وأضافوا: "أطباء برقايل وأطباء القيطع عكار يستنكرون الحادث الأليم ويطالبون بأشد العقوبة للفاعلين، كما يطالبون بتعزيز دور قوى الأمن في ملاحقة السارقين والمجرمين ... رحم الله دكتور محمد سعيد والعزاء لأهله وناسه لا بل العزاء لعكار كلها ".
مُهاجرة أفغانية تُجسد نجاح اللاجئين في دخول الجامعات الألمانية