لندن - ماريا طبراني
ذكرت صحيفة بريطانية أنه وفقا لعلماء في جامعة أكسفورد ، فقد شهدت أمراض النوبات القلبية والسكتات الدماغية والأوعية الدموية انخفاضًا ملحوظًا بسبب تحسن الوقاية والعلاج. وأوضحت أن اخذ العقاقير المخفضة لمعدل الكوليسترول وحرقه واتباع نمط حياة صحي والممارسات الطبية الجيدة، جعلت الناس أقل عرضة لمرض القلب وحتى أن اصيبوا به فهم أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة .
وقالت صحيفة "ديلي ميل" إن الأمراض السرطانية تتزايد تدريجيا كلما يعيش الناس حياة أطول ، مشيرة الى أن الادوية الجديدة مكلفة وفشلت في مواكبة الطلب. واشارت الى أن الباحثين كشفوا الليلة الماضية – وفقا لاحدث البيانات المتاحة - أن الوفيات الناتجة عن السرطان بين النساء في عام 2014 تفوقت على الوفيات بسبب امراض القلب والشيء نفسه بالنسبة للرجال في عام 2011.
وكشف الباحثون الليلة الماضية عن أن الوفيات الناجمة عن هذا المرض قد سبقت وفاة القلب بين النساء في عام 2014 - أحدث البيانات المتاحة - كما فعلت بالنسبة للرجال في عام 2011 وهذا يعني أن السرطان هو السبب الأول للوفاة بين السكان ككل.
وقال رئيس فريق البحث الدكتور نيك توسيند: هناك "أشخاص قليلون مصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية واعداد أكبر تشفى منها وتبقى على قيد الحياة". وأضاف : "نحن نشهد تضاؤلا في معدلات المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية حينما تنخفض معدلات التدخين بشكل خاص".
كما أشار الي أن تحسن العلاج ووجود وحدات متخصصة للقلب واستخدام الدعامات القلبية فى المستشفيات، جعلت الأشخاص الذين تفاجئهم النوبات القلبية والسكتات الدماغية أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة.
وقال الدكتور توسيند، والذي نشر بحثه في مجلة القلب الأوروبية ، إن عوامل نمط الحياة مثل شرب الخمر والتدخين والنظام الغذائي وممارسة الرياضة - لها تأثير على ما يقرب من 85 % من حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. أما في ما يخص مرض السرطان ، فإن نمط الحياة مسؤول بنسبة 40 الي 50 % من الحالات، والباقي ناجمة عن العوامل الوراثية وعوامل أخرى. وهذا يعني أن تحسن أنماط الحياة على مدى السنوات الخمسين الماضية كان لها اثر كبير على تقليل مخاطر الاصابة بأمراض القلب أكثر من السرطان.
وفي ما يخص بعض أشكال المرض، وهناك أيضا "تأخر" في التأثير. فعلى سبيل المثال ، تعد معدلات سرطان الرئة في اعلى مستوى لها على الإطلاق، ويرجع ذلك جزئيا إلى النساء اللائي بدأن التدخين في 1970. ولكن السن هو السبب الرئيسي لزيادة معدلات الإصابة بالسرطان. أكثر من ثلاثة أرباع جميع المصابين بمرض السرطان في المملكة المتحدة تزيد أعمارهم عن ال 60 عاما.
وقالت الصحيفة إن شيخوخة السكان في بريطانيا تعني أن المزيد من السكان سوف يتعرضون لخطر الاصابة بالسرطان كلما تقدموا فى السن. وحلل فريق أكسفورد معدلات الوفيات حتى عام 2014 في جميع أنحاء أوروبا ؛ في بريطانيا توفي عام 2014 من الرجال 88,666 بسبب السرطان و78,420 بسبب أمراض القلب والشرايين ، في حين توفي من النساء 78,916 بسبب السرطان و76,399 بسبب أمراض القلب والشرايين .
وتعد هذه المعدلات نقطة تحول ملحوظة حيث أنه منذ خمس سنوات ماضية كان يتوفى أكثر من 5 الاف رجل وأكثر من 19 الف امرأة بسبب أمراض القلب والاوعية الدموية وليس السرطان. وقد اكتشف الدكتور توسيند، الذي مولت بحثه مؤسسة القلب البريطانية ، ان 12 دولة أخرى على مستوى العالم لديها نفس الاتجاه حيث يتفوق مرض السرطان على مرض القلب والاوعية الدموية.
وقال نيك اورمستون سميث، من معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة إنه "تم إحراز تقدم ضخم في تحسين فرص البقاء على قيد الحياة من مرض السرطان، وقد تضاعف هذا المستوى في السنوات ال 40 الماضية في انجلترا وويلز". واضاف : "ولكن الكثير من الناس لا يزالون يموتون بسبب هذا المرض، ولا زال أمامنا طريق طويل للتصدي له".
وقال الدكتور مايك نابتون، من مؤسسة القلب البريطانية: إن "بحثنا ساعد على انخفاض معدلات الوفيات السنوية الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في المملكة المتحدة منذ انشاء مؤسسة القلب البريطانية منذ أكثر من 50 عاما. وأضاف "هذه الدراسة تعد تقدما هائلا ولكن يجب الا أن نكون راضين". واشار الى أن حوالي سبعة ملايين شخص في بريطانيا مصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية ، موضحا ضرورة تحسين العلاج والرعاية لهؤلاء الناس.