تحذيرات من تزّايد المصابين بمرض الإيدز

حذّر رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة الأمراض المتنقلة "أنيس" عبر الجنس الدكتور إسكندر سوفي من تزايد عدد الأشخاص الحاملين للسيدا في الجزائر، بعد التوّافد القوي للأفارقة على خلفية  الحروب الأهلية والمجاعة. أوضّح إسكندر أنه بناء على الإحصاءات الأخيرة، تّم تسجيل من 7 آلاف إلى 12 ألف امرأة حاملة لفيروس السيدا في الجزائر. من بينهن 30 بالمائة ليس لهن دراية بإصابتهن بالإيدز، علمًا أن نسبة الوقاية من داء السيدا في الجزائر لا يفوق 10 بالمائة ،ويرجع هذا إلى نقص التوعية في أوسّاط الشباب وغياب نشاط الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي والنفسي والتي من شأنها التكفل ومتابعة حاملي السيدا.
وأكدّ اسكندر أن الفئة المستهدفة في الجزائر هي فئة النساء الحوامل الحاملات لفيروس السيدا، حيث يتجاوزن 6 مرات المعدل الوطني المحدد بـ 1 في الألف، ما يهدد جيلاً كاملاً بالإصابة بهذا الداء، مرجعًا ذلك إلي الانتشار الواسع لبيوت الدعارة خصوصًا منها غير مراقبة أو المقننة من قبل الدولة، إلي جانب مشاكل العلاقات الجنسية غير المحمية علّمًا أن هناك12 بالمائة من العاهرات حاملات لمرض الإيدز.
 أما عن الأسباب المؤدية لتزايد مرض الإيدز في الجزائر، أرجعها اسكندر إلى تزايد عدد بائعات الهوى والجنس  العاهرات اللواتي يتخذن من السياحة الجنسية مأوى لهن خصوصًا في فصل الصيف، حيث تعرف الولايات الساحلية في الجزائر إقبالاً واسعًا من طرف السياح الأجانب وحتى الأفارقة، وتتحول الفنادق والمنتجعات السياحية إلى فضاء خصب لممارسة الجنس دون وقاية. وكذلك العلاقات الجنسية غير المحمية. وّذكر بوجود حالات إصابة بالداء في صفوف الأطفال والرضع، بسبب انتقال الداء من الأمهات إلى الأطفال. وقبل ذلك انتقال الداء من الأزواج إلى الزوجات علّمًا أن مدينة عنابة تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات بالمرض، وسجلّت 12 حالة إصابة مؤكدة خلال العام الماضي والرقم مرشح للارتفاع، باعتبار المنطقة سياحية ومفتوحة على الحركة التجارية، والصناعية والسياحة التجارية. كما يستغل المهاجرين غير الشرعيين الأحياء الشعبية كبؤر للفساد والدعارة، ومن ثم ترويج الجنس مع النساء والمراهقات.
ولاحتواء الظاهرة، تمّ برمجة خرجات تحسيسية من طرف جمعية أنيس والتي ستجوب ولايات الجزائر المختلفة لتقديم دورات تحسيسية وتوعوية وأخرى وقائية في الوسط الجامعي والمساجد وحتى الشوارع، إلى جانب تنصيب 70 مركزًا استقصائيًا وكشف طوعي موزع عبر مصالح التوليد الموجودة في مستشفيات الجزائر، من أجل التقليص من عدد المصابين  وحاملي السيدا خصوصًا في صفوف النساء والحوامل