لندن ـ كاتيا حداد
كشف لويد راسيل مويل، 32 عاما، أحد نوّاب حزب العمل البريطاني، الخميس، عن إصابته بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، في خطاب مليء بالمشاعر العاطفية، في مجلس العموم، إذ أخبر الجميع عن رحلته مع المرض المستمرة منذ 10 أعوام، والتي بدأت بالخوف وصولا إلى الدعم.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن مويل تحدّث لمناسبة اقتراب اليوم العالمي للإيدز، الموافق الأول من ديسمبر/ كانون الأول، كما أنه أصبح غير قادر على التكتم أكثر من ذلك، ويعد مويل مثلي الجنس، وأصابه المرض اللعين حين كان عمره 22، وحين علم بإصابته بالمرض وهو يجلس في عيادة تابعة إلى هيئة الصحة الوطنية قبل 10 أعوام استقبل الخبر كالصاعقة.
وقال النائب عن منطقة برايتون كيمبتاون، وهو يرتدي الشريط الأحمر الخاص بالتضامن مع مصابي مرض الإيدز: "في غرفة تابعة إلى هيئة الصحة الوطنية، كانت هناك سجادة باللون الكريمي، ومقاعد بلاستيكية تلك التي نعرفها جميعا، يخبرونك بذلك. تستقبل الخبر كالصاعقة، على الرغم من استعدادك لتلقي مثل هذا الخبر، وسماع مثل هذه الكلمات"، ويضيف: "أتذكر أنني نظرت إلى ذلك السقف، تلك الأسقف المزيفة، تمنيت أن تبتعد أحد تلك البلاطات، وأن يكون ذلك حلما وسينتهي".
وحظي مويل بحفاوة بالغة من نواب البرلمان بعد أن ألقى خطابه المؤثر، ليصبح أول عضو في البرلمان يكشف عن حالته في مجلس العموم.
وجلس النواب الآخرون في صمت للاستماع إلى تجربة مويل في تعايشه مع الفيروس، واجتمعوا ليمدحوا مدى شجاعته في الحديث عن مثل هذا الأمر، وأشاد جيرمي كوربين، زعيم حزب العمل، بشجاعة مويل، وقال: "خطابه رائع وتاريخي".
وأشاد ليندسي هويل، نائب رئيس البرلمان، بخطاب مويل، ووصفه بالشجاع والمؤثر.
وعمل السيد مويل مستشارا للأمم المتحدة، وكان رئيسا للمجلس العام في "وود كرافت فولك"، قبل أن يُنتخب في البرلمان في العام الماضي.
ولفت مويل إلى أنه يريد التحدث علانية للجميع للمساعدة في تكسير السرية والخوف المتعلقان بالفيروس، وقال: "تم تحديد اليوم العالمي لمرض الإيدز في الأول من ديسمبر/ كانون الأول 1988، هذا اليوم خصص للتوعية بمرض نقص المناعة البشرية، ونعي الذين ماتوا بسببه".
وأضاف: "في غضون يومين سنحتفل بهذ اليوم، والذكرى الثلاثين له، وهذا يمنحنا وقفة للتعبير عن كيف أصبحنا، ويذكرنا بمن فقدناهم، لكن هذا اليوم يمسني بشكل شخصي، إذ في العام المقبل سأكمل 10 أعوام من إصابتي بفيروس نقص المناعة البشرية"، موضحا: "لقد كانت رحلة طويلة، مليئة بالخوف من تقبل المجتمع، والدعم، مع العلم أن علاجي يبقيني بصحة جيدة، ويحمي أي شخص أتواصل معه جنسيا".
ويعد مويل المسؤول الثاني في بريطانيا، الذي يعلن عن إصابته بفيروس نقص المناعة البشرية، وقال مويل إنه تمنى لو كان خبر إصابته مزحة، خلال تلقيه الخبر في العيادة، وحين انتهى من إلقاء خطابه، ألتفّ حوله أعضاء حزب العمل في البرلمان لدعمه في القاعة، وقدموا له دعما وترحيبا حارا، متجاهلين الحظر المفروض على "التصفيق" في الغرفة.
قال مويل في مقابلة قبل الخطاب، إنه قرر التحدث عن إصابته لأنه من بين واجباته كونه عضوا في البرلمان، وأكد أن التخفيضات على ميزانية الصحة ستؤثر على علاجه شخصيا.
وكشف وزير العمل السابق في مجلس الوزراء، كريس سميث، عن إصابته في عام 2005، في مقابلة صحافية.
وبدأت الحكومة في خفض ميزانيات الصحة الجنسية، وفي هذا الصدد، قال مويل: "لدينا الإمكانيات، لكن يبدو أننا نسير في الاتجاه الخاطئ"