مستحضرات التجميل

أصبحت أدوات التجميل تُباع حاليًا على الأرصفة في الشوارع دون حسيب أو رقب ، وسط تزايد حاد في حالات شرائها لارتفاع أسعار المستحضرات الأصلية والمقلدة ، أملًا في الحصول على مظهر جذاب ، مما يوحي بظاهرة صحية خطيرة ، لما تسببه هذه المستحضرات من الإصابة بسرطان الجلد.ومن ضمن هذه المستحضرات "أقلام روج وكحل، ماسكرا بأشكالها وألوانها ، وأحمر الخدود بألوان الطيف، وتحديد العيون والشفاة، بارفانات وشامبوهات، كريمات ومراهم ومواد غسل وصباغة شعر وأعشاب ، بعضها مهربة أو مستوردة بطرق غير قانونية، وبعضها مصنعة محليًا لتكون تقليدًا رديئًا للماركات الأصلية".
 
وفي أحد شوارع المنطقة الأشهر ببيع أدوات التجميل في القاهرة ، منطقة "الموسكي"، تقف الفتاة العشرينية تبحث بيدها يمينًا ويسارًا، على أحد الألواح الخشبية المرصوص عليها أدوات تجميل من كل شكل ولون، وفي حديثها مع "صوت الإمارات"، تقول: "أبحث عن أكثر من حاجة، حيث أنني على أعتاب الزواج، وأقوم بتجهيز ما ينقصني من المكيب من هنا، وجئت اليوم لشراء كل مستحضرات التجميل من كريم وكحل وبودرة وأقلام روج وغيرها".
 
وبسؤالها عن سبب مجيئها لهذا المكان بالتحديد كي تشتري منه، في ظل التحذيرات التي طالت مؤخرًا من شراء هذه الأدوات وما تسبب من إصابات جلدية خطيرة تقول: "الأسعار هنا رخيصة، وفي المحال والصيدليات هحتاج على الأقل 3 ألاف جنيه، حتى أقوم بتجهيز ما ينقصني من مستحضرات قبل موعد زفافي، ولكن في الموسكي والعتبة، هشتري كل ما أحتاجه بمبلغ بسيط جدًا".
 
فيما يقول "محمود حليم"، بائع أدوات تجميل في منطقة الموسكي في القاهرة "الإقبال من النساء والفتيات على الأدوات التي نبيعها ، يأتي لأننا نبيعها بأسعار رخيصة جدًا حتى أجذب الزبائن لشرائها، كما أنها غير مكلفة مقارنة بالأدوات التجميلة التي تباع في الشركات والصيدليات الكبرى".
 
أما "سيد الطائر"، بائع أدوات تجميل على رصيف أحد محطات المترو، يضيف: "ليس بالضرورة أن يكون المنتج ردئ لرخص ثمنه ، وأيضًا فرق السعر بيني وبين المحال ، يرجع لكوني أفترش الأرصفة ، كما أن أصحاب المحال يزيدون سعر المكياجات لالتزامهم بدفع إيجارات وعمالة وغيره، ولدي زبائن من أحياء راقية، تأتي خصيصا للشراء مني لأنني أرخص من المحال بنسبة تزيد عن 50%".
 
وتواصلت "صوت الإمارات" مع عدد من أطباء الجلدية في مصر ، الذين أكدوا جميعًا أن هذه الأدوات التي تباع في الشارع وعلى المواقع الإلكترونية ، تصيب حتمًا بـ"السرطان"، فضلًا عن الإصابة بتشوهات الجلد في بعض الحالات، وأوضحوا أن هذه الأضرار ناتجة عن احتوائها على دهون غير صحية أو طريقة التصنيع الخاطئ الذي يؤدي لوقوع خلل في نسب مكوناتها.
 
وقال الدكتور محسن نبراوي، استشاري جراحات التجميل في تصريحات خاصة لـ"صوت الإمارات: إن مستحضرات التجميل المجهولة المصدر والهوية والمقلدة ، تصيب بسرطان الجلد ، كما أن هذه المستحضرات لا تخضع في إنتاجها للإشراف الطبي وليست معتمدة من قبل الجهات الرسمية، وجزء منها يكون محلي الصنع وبعضها تم تهريبه من الخارج بطرق غير رسمية.
 
وأوضح نبراوي أن سبب المخاطر الصحية لهذه المستحضرات ناتج عن تصنيعها من بعض الدهون التي يمكن أن تحتوي على مرض قبل استخدامها في التصنيع الإنسان والخنزير ، بالإضافة إلى أن طريقة التصنيع نفسها التي تتم في مصانع تحت بير السلم، لحدوث خلل في نسب المكونات لهذه المنتجات، وهو ما يزيد من مخاطرها.
 
وبشأن المستحضرات الآمنة في الاستخدام، أشار الدكتور محمد العدلي ، أخصائي جراحات التجميل ، أنه حتى تطمئن السيدة من المستحضر الذي تستخدمه على بشرتها ، فلابد أن يكون المنتج معتمد من قبل الجهات الرسمية كوزارة الصحة التي تختبر مدى صحية هذا المنتج من عدمه ومدى مطابقته للمواصفات المعتمدة صحيًا.
 
فيما أكدت بشرى سيد ، خبيرة التجميل لـ"صوت الإمارات"، أن السيدات لا تعلم أن ما يصيب جسدها وبشرتها من تكرار استخدام هذه المستحضرات التجميلية والمحتوية على نسب عالية من الرصاص والدهون ، كاشفة عن أن الخطورة الكبرى تكمن في أقلام الكحل التي تزيد السيدة من استخدامه يوميًا في عينيها، مؤكدة أن هناك أكثر من دراسة طبية أكدت أن أقلام الكحل تحتوي على معادن سامة تسبب تلف العين وقدن تؤدي إلى العمى.
 
ويتطرق الدكتور مرعي الملا، استشاري الأمراض الجلدية ، في تصريحاته لـ"صوت الإمارات" ، عن خطورة أحد منتجات التجميل ، وهو "الكرياتين" الخاص بفرد الشعر ، قائلًا "منتجات فرد الشعر، كالكيراتين، هناك أنواع مختلفة منه، والأكثر ضررًا هو الذي يحتوي على مركب الفورمالدهيد ، فعندما تكون نسبته مرتفعة في الكيراتين أو تم شراءه من مصدر غير موثوق، فإنه يسبب تلف الشعر، ويزيد من حالات الإصابة بالحساسية، وربما يؤدي الأمر للإصابة بالسرطان ، تكون بداية أعراضه تقصف الشعر، والتهابات شديدة بفروة الرأس، وتساقط الشعر بغزارة، وجفاف الشعر وتقصفه، وإرهاق بصيلات الشعر، والشعور بالحكة في الرأس، ومن ثم يأتي بعد كل ذلك تساقط الشعور حتى ظهور ما يسمى بالصلع".
 
وشدد الملا، على ضرورة اختيار الأنواع الجيدة، من مصادر ذات ثقة وليست مجهولة المصدر، مع ضرورة قراءة مكونات العبوة من الخارج، لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على الفورمالدهيد، خاصة وأنها مادة بالغ الخطورة وخطأ شديد تقع فيه معظم النساء .
 
فيما تؤكد، الدكتور مها راداميس، أخصائي التغذية العلاجية وأمراض السمنة لـ"صوت الإمارات"، إنه للحصول على مظهر جذاب، يجب العناية بالبشرة والشعر، واللذان تبدأن من داخل الجسم، مؤكدة أن صحة الإنسان تنعكس على بشرته والتغذية السليمة يتبعها جلد سليم، وشعر صحي، مؤكدة أن هناك أشياء طبيعية على السيدة استخدمها يوميا دون الحاجة لمستحضرات تجميل أصلية أو مقلدة، وهي اتباع نظام صحي سليم يعتمد على "الهرم الغذائي" من بروتين ونشويات وخضروات وفواكه، وهو الأمر الذي يعطي للبشرة "نضارة" لن تجعل السيدة بحاجة إلى أي مستحضر من  مستحضرات التجميل، طبقا لها.