واشنطن ـ رولا عيسى
أطلقت شركة بريطانية، جهازًا طبيًا جديدًا يحاكي البنكرياس بشكل أدق من أي وقت مضى، ويستخدم الجهاز تقنيات استشعار لتوقع مستويات السكر في الدم، ويعمل على التحكم بإفرازات الأنسولين بمجرد انخفاض مستوى جلوكوز الدم إلى حد معين.
ويعرف هذا الجهاز الجديد باسم "مينيميد 640G"، تم استخدامه في بعض المستشفيات البريطانية، ويتميز بقدرته العالية على محاكاة عمل البنكرياس بشكل يفوق المضخات السابقة، إذ يحتوى على مستشعرات تتعرف على مستويات الجلوكوز بالدم، وتفرز كميات الأنسولين التي تعادلها.
ويعاني حوالي 300 ألف بريطاني من مرض السكري من النوع "1"، ويتلخص هذا المرض في أنَّ البنكرياس يتوقف عن إنتاج الأنسولين.
وينصح الأطباء، بأنَّ "على الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أن يأخذوا الأنسولين لخفض مستوى السكر في الدم، ولكن تناول الطعام، وممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تؤثر على كمية الأنسولين المطلوبة".
وأوضح المحاضر والمستشار في مرض السكري في كلية كينغز في لندن، الدكتور براتيك شودري، "عندما تصبح مستويات الأنسولين منخفضة للغاية، فإنَّه يمكن أن يسبب الاهتزاز، والجوع، والغثيان، والتعب، وضعف البصر، وفي الحالات الشديدة يؤدي إلى الموت".
وأضاف شودري "يمكن للمستويات الشديدة، مع مرور الوقت، أن تؤدي إلى مضاعفات على المدى الطويل مثل العمى والفشل الكلوي، وأمراض القلب والأوعية الدموية وبتر الأطراف".
وأبرز أنَّ عدد الأشخاص الذين يستخدمون هذا الجهاز الجديد يبلغ ما بين 20 إلى 30 شخصًا، والمثير أنه أثبت نجاحًا كبيرًا، مشيرًا إلى أنَّ الجهاز يعتبر خطوة مهمة نحو البنكرياس الاصطناعي.
ومن جانبه، أوضح استشاري في مرض السكر، بيتر هاموند، أنَّه يُخشى من النقص الشديد لمستويات السكر في الدم لكثير من الناس الذين يعانون من مرض السكري النوع "1".
وأوضح هاموند "إنَّ الجهاز الجديد يصلح بشكل أكبر للمرضى الذين تنخفض مستويات الجلوكوز لديهم بشكل ملحوظ ومفاجئ، لأنه تم تصميمه خصوصًا ليتوقع انخفاض سكر الدم قبل أن يحدث، وهو ما يعد أمرًا مثيرًا للغاية".
وبيَّن أنَّ الجهاز الجديد "MiniMed 640G" الوحيد القادر على حماية المرضى تلقائيًا من نقص السكر في الدم دون تدخل المريض، لافتًا إلى أنَّ هذا النظام يجعل الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع "1" بعيدين عن مخاطر نقص سكر الدم الشديد حتى دون الحاجة إلى معرفة أنهم كانوا في خطر.