دارسة جديدة تُبيّن أنّ فوائد العنب للبصر وليس الجزر كما هو مُعتقد

أجيال من الأطفال, تربوا على أكل الجزر، نظرًا لفوائده العظيمة للبصر، وهذا ما نفاه بحث جديد، حيث كُشف مُؤخرًا عن أنّ تناول العنب مفيد أكثر للعيون, ويمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالعمى في وقت لاحق في الحياة, تلك الفاكهة, تحمي من عملية كيميائية تُعرف بإسم الأكسدة، والتي تطلق جزيئات ضارة تسمى الجذور الحرة في شبكية العين، كما أوجزتها الدراسة.

يُعتبر العنب, غنيّ بالمواد المضادة للأكسدة، ويحمي الخلايا السليمة من تلف الحمض النووي، ويُعتقد أنّ هذه المركبات مفيدة للبصر, وأنّ شبكية العين, هي الجزء من العين الذي يحتوي على الخلايا التي تستجيب للضوء، والمعروفة بإسم خلايا مستقبلة للضوء، وتتسبب في الإصابة بالأمراض "التنكيسيّة" من شبكية العين في العمى.

وتُشير البروفيسورة أبيجايل هاكام، من جامعة ميامي في الولايات المتحدة، والتي أجرت الأبحاث إلى أنّ إضافة العنب إلى النظام الغذائي، تقوم بالفعل بالحفاظ على صحة شبكية العين في وجود الأكسدة, "في هذه الدراسة".

الدراسة التي نشرت في مجلة التغذية، أثبتت فعالية العنب في مواجهة الأضرار الناجمة عن الإجهاد التأكسدي والحفاظ على وظيفة وبنية شبكية العين في نموذج معملي, وتوضّح أن الأكسدة المرتفعة بقوة, تترافق مع مرض شبكية العين، وتم دارسة تأثيرها على تطوير التنكس "البقعي" المرتبط بالعمر وأمراض العيون الأخرى.

وتم تغذية الفئران في هذه الدراسة, إما على مسحوق العنب المجمد والمجفف كليًا، وهو ما يعادل حوالي ثلاثة حصص في اليوم للبشر، وهو نظام غذائي بنفس المستوى من السكر, وأظهرت النتائج أنه تم حفظ صحة  كّلا من وظيفة وبنية شبكية العين، في المجموعة التي تناولت وجبات غنية بالعنب.

وإحتفظت الفئران في هذه المجموعة بسمك شبكية العين، وكمية الخلايا المستقبلة للضوء ومقدار النشاط البصري، على الرغم من الأكسدة العالية, أما في حالة إنعدام تناول العنب، لَحِقَت بعض الأضرار بشبكية العين، والتي تظهر على شكل ثقوب وآفات، كما كان هناك إنخفاض ملحوظ في السمك, وكان هناك أيضا انخفاضا بنسبة 40% في الخلايا المستقبلة للضوء وخسائر كبيرة في النشاط البصري.

وقالت. البروفيسورة هاكام: "هذه النتائج مثيرة للغاية، مبنية على أدلة متزايدة تشير إلى وجود فائدة حقيقية جدًا لإستهلاك العنب على صحة العين".

ويمتليء العنب بفيتامينات C و K و بيتا كاروتين، والتي تساعد على تخليص الجسم من الجذور الحرة، والمنتجات الثانوية من إستخدام الأكسجين والتي تسبب تلف الخلايا.

وأوضحت, أبحاث سابقة, أجراها العلماء في جامعة جلاسكو, أن فوائد مضادات الأكسدة من شرب عصير العنب الأرجواني يمكن أيضا أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان ومرض الزهايمر.

وأفادت, دراسة أخرى، أجراها العلماء في جامعة ولاية واشنطن، بأنّ العنب يمكن أن يساعد في منع زيادة الوزن.

ويحتوي على مركب يسمى ريسفيراترول، وجد أيضا في العنب البري، والفراولة، والتوت والتفاح, الذي يُحوّل الدهون البيضاء الضارة في الجسم إلى دهون "بيج" مُفيدة، وتعمل على حرق السعرات الحرارية.