لندن ـ سليم كرم
كشف باحثون من جامعة "كارنجي ميلون" الأميركية، عن الآثار المترتبة للمعانقة والاحتضان لفترة زمنية معينة على صحة الإنسان، موضحين أنَّها تساعد في منع العدوى وتخفيف التوتر، والحد من التعرض للأمراض، لاسيما أنَّه كلما زاد العناق بين الأم وطفلها أو الرجل وزوجته ودون ذلك، كلما زاد التأثر الوقائي.
وأوضح الباحثون الذين أجروا تجربة على 400 شخص حول صراعاتهم الشخصية ونوع الدعم الراغبين في الحصول عليه، وبعد ذلك تعرضوا لفيروس البرد الشائع ووضعوا في الحجر الصحي، وأظهرت النتائج أنَّ الأشخاص الذين تلقوا دعمًا جيدًا من قبل العائلة والأصدقاء كانوا أقل عرضة للوقوع فريسة للإصابة، وذلك بسبب المواقف العصيبة، أما العناق فكان مسؤولًا عن ثلث التأثير الوقائي أكثر من الدعم الاجتماعي.
ومن جانبها، صرّحت أستاذ علم النفس شيلدون كوهين، بأنَّ "هذا يؤكد أنَّ الأحضان من قبل شخص موثوق فيه له نتيجة فعالة ووسيلة لنقل الدعم"، موضحة أنَّ زيادة وتيرة العناق قد تكون وسيلة إيجابية للحد من الآثار الضارة للإجهاد".
وأضافت "التأثر الواضح للعناق قد يرجع إلى الاتصال الجسدي لأنَّ العناق يعول مشاعر الدعم والحميمية، وفي كل الحالات أولئك الذين حصلوا على عناق لفترة أطول، هم أكثر حماية من العدوى".
وتابعت كوهين "لقد اخترنا إجراء الدراسة على المعانقة كمثال للدعم الاجتماعي لأنَّ العناق عادة ما يكون علامة على وجود علاقة أكثر حميمية وثقة مع الشخص الآخر، ونحن نعلم أن الأشخاص الذين يعانون من ضغوط وصراعات أقل قدرة على محاربة فيروسات البرد، كما أننا نعلم أيضًا أنَّ المحاطين بالدعم الاجتماعي محميين جزئيًا من آثار الإجهاد والحالات النفسية مثل الاكتئاب والقلق".